ترك برس
في إطار مساعي التعريف بالانتصار التاريخي في معركة جناق قلعة البحرية، تم تنظيم متحف متنقل يتجول بين المدن التركية، كما تم تنظيم أسبوع النصر في 18 آذار/ مارس بمتاحف مفتوحة ومغلقة في شبه جزيرة جناق قلعة، بالإضافة إلى النصب التذكاري لشهداء جناق قلعة الذي شيّد بجهود أبناء الشعب التركي.
ينقل متحف حروب جناق قلعة زوراه إلى ذكريات أيام الحرب والملحمة في جبهة جناق قلعة، حيث يعرض مشاهد من النصر العظيم، وقد بدأ برنامج المتحف جولاته بالانطلاق من أنقرة في حزيران/ يونيو 2020، إلى مدن في منطقتي بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، وتجول في 68 مدينة إلى اليوم.
يهدف المتحف المتنقل إلى نقل روح ملحمة جناق قلعة إلى عموم أرجاء تركيا بمفهوم أن "كل مكان ترفرف فيه رايتنا الحمراء هو جناق قلعة"، وقد استضاف المتحف المتنقل منذ بداية جولته حتى اليوم 79 ألف زائر في 68 مدينة، ثم وصل إلى محطته الأخيرة مدينة جناق قلعة قبل يوم 18 مارس، يوم ذكرى النصر البحري.
صُمّم المتحف كسائر المتاحف تصميمًا عصريًا مزودًا بأنظمة الصوت والإضاءة الحديثة، حيث يعرض ذكريات المعركة التي دارت رحاها قبل 106 أعوام وسجّلت نصرًا تاريخيًا، وتُعرض على الشاشات الرقمية للمتحف المساحات الجغرافية التي دارت فيها المعركة وقصص لأبطالها ونقاط التحول فيها.
يلتزم زوار المتحف بتدابير الوباء، فلا يقبل بدخول أكثر من 10 أشخاص إليه في نفس الوقت، وسيكمل المتحف المتنقل برنامجه بعد جناق قلعة في مدن بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، ومن المخطط أن يتجول في 81 مدينة حتى 3 أيار/ مايو المقبل.
استقبلت أيضا المتاحف والمواقع التاريخية في شبه جزيرة جناق قلعة الزوار في أسبوع نصر 18 مارس، لإحياء الذكرى 106 للنصر البحري في جناق قلعة، حيث تم تجهيز المتاحف بهدف نقل روح هذا النصر إلى الأجيال القادمة، الذي كُتب بأحرف ذهبية في تاريخ الحرب العالمية، كما تعد من أكثر الحروب دموية في التاريخ، وتُعرض ذكرياتها في متاحف مغلقة ومفتوحة في شبه جزيرة جناق قلعة.
من جهته، دعا إسماعيل كاشدمير، رئيس موقع حروب جناق قلعة التاريخي، الجميع لزيارة شبه الجزيرة التاريخية قائلا: "أدعوكم لزيارة جناق قلعة ولو مرة واحدة على الأقل. ينبغي على العوائل القدوم مع أطفالهم لتعريفهم بهذا النصر، وأعتقد أن كل من لم يشعر بروح جناق قلعة، لديه نقص في حياته".
وقد سجّل الموقع التاريخي جناق قلعة 3 ملايين زائر في العام الماضي، بالرغم من القيود الوبائية.
من الجدير بالذكر أن النصب التذكاري للشهداء عند مدخل مضيق جناق قلعة، هو رمز يذكر العالم بهذا النصر، كما أن مدة بنائه استغرقت نصف قرن واكتملت بتبرعات أبناء الشعب التركي، ويبلغ ارتفاعه 41,7 مترا، ويقع في منطقة "إسكي حصارليك" على ارتفاع 50 مترا عند مدخل المضيق.
ققد أعلن عن قرار رسمي لبناء النصب التذكاري للشهداء في عام 1942، وتم تنظيم مسابقة لاختيار التصميم الأفضل، فاز بها تصميم المهندسين أرطغرل بارلا وإسماعيل أوتكولار ودوغان أرغينباش وفريدون كيب. وتأخر وضع حجر الأساس للنصب بسبب الأزمة الاقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث وضع في عام 1954، ثم واجهت أعمال تشييده صعوبات مادية، فقامت جريدة ميلليت الرسمية بإطلاق حملة تبرع للنصب التذكاري في عام 1958.
صرح عضو هيئة التدريس في قسم التاريخ في جامعة 18 مارس في جناق قلعة ÇOMÜ مدحت أتاباي قائلا: "كما خاض الشعب التركي حروب جناق قلعة، فقد أسهم أيضا في أعمال تشييد النصب التذكاري لشهدائها مسهمًا في حملة التبرعات بإساهامات كبيرة، فقد شارك أشخاص من عموم تركيا و من مختلف الفئات، ولم يتخلف عن التبرع حتى طلاب المدارس الثانوية والإعدادية والابتدائية ووحدات العساكر وسائقو سيارات الأجرة والفنانون والعمال".
وأشار أتاباي، إلى أن النصب التذكاري هو رمز للتفاني وحب الوطن، وقال: "لقد تم افتتاحه في ذكرى معارك آب/ أغسطس في 21 أغسطس 1960، كما تم ترميمه وتنظيم المناطق المحيطة به بالمناظر الطبيعية في عام 2005، ليُذكّر كل من يعبر بالقرب منه بالملحمة العظيمة وحب الشعب التركي للوطن".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!