ترك برس
يرى خبراء ومحللون أن خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال المؤتمر العام لحزب "العدالة والتنمية" بأنقرة، تضمن جملة من الرسائل فيما يخص السياسة الخارجية للبلاد في المرحلة القادمة.
وكان أردوغان أكّد في خطابه أن حكومته مصممة على زيادة عدد أصدقائها وإنهاء حالات الخصومة لتحويل منطقتها إلى واحة سلام، وقال: "على اعتبار أننا نتوسط القارات الثلاث الكبرى، فلا يمكننا أن نتجاهل الغرب ولا الشرق".
وقال أردوغان: "سنواصل صياغة علاقاتنا مع جميع الدول بدءا من الولايات المتحدة وحتى روسيا والاتحاد الأوروبي والعالم العربي بما يتماشى مع مصالح تركيا وتطلعات شعبنا".
وتابع: "بالطبع، نحن نعلم أنه ليس من السهل تطوير تعاون متوازن ومتسق وطويل الأمد في آن واحد مع الدول التي يوجد بينها تنافس وحتى توتر، لكن تركيا تتمتع بالقوة والحكمة اللازمة لتحقيق ذلك بفضل موقعها الجغرافي ومصالحها الاقتصادية ورؤيتها الشاملة في السياسة الخارجية".
عن دلالات حديث أردوغان في هذا الصدد، قال الخبير في الشأن التركي غزوان مصري، إن تركيا بحكم موقعها الجيوسياسي المميز لابد أن تقوم بتعديل سياستها الخارجية وفقًا للتبدلات والشروط التي يمليها عليها الوضع العام العالمي والمحلي والإقليمي.
وأشار إلى وجود عدة ملفات مهمة جدًا، مثل سوريا وشرق البحر الأبيض المتوسط والمنظمات الإرهابية مثل "PKK" (تنظيم حزب العمال الكردستاني)، فضلًا عن العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على خلفية التغير الذي حصل في السياسة الأمريكية.
وأوضح مصري أن كلمة أردوغان جاءت لتؤكد على أن تركيا بدأت بتغيير سياستها الخارجية وفق التغيرات الإقليمية والدولية وذلك عبر تحقيق علاقات متوازنة مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا وفتح علاقات مع دول الشرق الأوسط.
ولفت خلال لقاء مع قناة "تي آر تي عربي" الحكومية بتركيا، إلى وجود خلافات وملفات شائكة بين بعض الدول سيتم تصفيتها لإعادة العلاقات كما كانت في عام 2010 عندما وصلت تركيا حينها إلى علاقات متميزة جدًا مع الدول العربية وكذلك الولايات المتحدة وأوروبا.
واعتبر أن رسالة أردوغان واضحة تمامًا، ومفادها أن سياسة تركيا في التدخلات الخارجية تأتي لصالح الأمن والاستقرار، فعندما تدخلت في قطر منعت حدوث فوضى وحافظت على الاستقرار في منطقة الخليج.
وبيّن الخبير في الشأن التركي أن أنقرة عندما تدخلت إلى جانب الحكومة الأذربيجانية حلت خلافًا دام أكثر رمن 30 عامًا ولم تستطع دول العالم حلها، في إشارة إلى تحرير إقليم "ٌره باغ" من الاحتلال الأرميني.
وحول الملف الليبي، قال مصري إن التدخل التركي كان له دور كبير في وقف نزيف الدم والمذبحة المحتملة في العاصمة طرابلس، كما أنه حقق الأمن والاستقرار وأعطى مثالًا لكل دول العالم بأن تركيا قادرة على أن تكون لاعبًا أساسيًا في هذا الصدد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!