ترك برس
سلط تقرير لموقع "الجزيرة نت" الضوء على منظومتي الدفاع الجوي "حصار" و"صونغور" المطورتين من قبل الصناعات الدفاعية التركية.
وأشار التقرير إلى أن تركيا واجهت دائمًا مشكلة في تدبير احتياجاتها من وسائل الدفاع الجوي، وهذا ما أضعف قدراتها على مواجهة التهديدات على حدودها.
لكن مع حصول تركيا على بطاريات "إس-400" (S-400) الروسية، عكف الأتراك على تحديث منظومة حصار المحلية، خاصة في ظل الحديث عن ارتهان التقدم في مشروع طائرات "إف-35" (F-35) الأميركية بترحيل منظومة "إس-400" أو تفكيكها.
وأكّد التقرير أن الجمهورية التركية تتبنى خطة موسعة لتحقيق أقصى ما يمكن من الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات العسكرية.
وجاء في التقرير:
إسماعيل دمير، مدير مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية التابعة مباشرة للرئيس رجب طيب أردوغان، أعلن أن منظومة "حصار-أو" (Hisar-O) للدفاع الجوي، محلية الصنع، تجاوزت الاختبارات القياسية التي صممها الخبراء لاختبار المنظومة.
لكن الجديد في النسخة "أو" من "حصار"، أنها تعد تطويرا جديدا لمنظومة "حصار-إيه" (Hisar-A)، التي جرى اختبارها منذ 3 أشهر فقط. وهي منظومة صاروخية قصيرة ومتوسطة المدى، مجهزة بصواريخ "أرض-جو" مداها 15 كيلومترا، ويوجد منها نسخة تحمل اسم "حصار-أو"، مداها 25 كيلومترا.
وتمثل المنظومة أهمية إستراتيجية كبيرة للجيش التركي؛ لأنها تستطيع العمل بصورة مستقلة لمواجهة الأهداف الجوية، التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، ويصعب على وسائل الدفاع الجوية البعيدة المدى إسقاطها.
وتحمل المنظومة صواريخ "أرض-جو" ويمكنها إسقاط 5 أنواع من الأهداف المعادية، تشمل المقاتلات الحربية، والمروحيات، والطائرات المسيرة "الدرونز"، والصواريخ المجنحة، وصواريخ "جو-أرض"، التي تطلقها الطائرات ضد أهداف أرضية.
يقول موقع "أسيلسان"(Aselsan)، موقع الشركة المصنعة للمنظومة الصاروخية التركية، إن رادار المنظومة يمكنه التعرف على الأهداف الصديقة خلال الاشتباك مع أهداف معادية، وأنه قادر على العمل على مدار الساعة في جميع الظروف الجوية.
ويمكن إطلاق صواريخ كل النسخ عموديا، من منصة إطلاق محمولة على مركبات متحركة، وهي مجهزة برؤوس حربية شديدة الانفجار، تتعقب الهدف بواسطة نظام رؤية بالأشعة تحت الحمراء وأشعة الليزر.
ويقول أسيلسان، إن زمن استجابتها للتهديدات المعادية لا يتجاوز 4 ثوان، وهي الفترة بين رصد الهدف وإطلاق الصاروخ نحوه، بينما لفت موقع "آرمي ريكوغنيشن" (Army Recognition) إلى أن وضع تلك المنظومة على مركبات متحركة سرعتها 65 كم/الساعة، تمكن الجيش التركي من تحريكها إلى مواقع متقدمة، لحماية قوات عسكرية في نطاق يبعد عن مناطق تمركزها أكثر من 20 كيلومترا.
ومنذ عام تقريبا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نشر منظومة حصار على الحدود مع سوريا، بحيث تحمي قوات بلاده المنتشرة في نقاط المراقبة بالشمال السوري، على خلفية الاشتباكات الجوية مع قوات النظام وتبادل إطلاق النار بين الطرفين.
وتخطط تركيا إلى إخضاع منظومات عائلة "حصار" إلى مزيد من التطوير في السنوات القادمة، بحيث يصل مداها الأقصى إلى 80 كيلومترا؛ لكي تغطي مسافات أكبر في الدفاعات الصاروخية متعددة الطبقات، مع السماح بتصديرها مستقبلا إلى الحلفاء، في ظل الطلب المتزايد على الأسلحة التركية، سواء من المسيرات أم القطع البحرية.
وتهدف مشاريع "حصار" إلى تلبية احتياجات الدفاع الجوي متوسط ومنخفض الارتفاع للقوات المسلحة، وإكساب تركيا منظومة دفاع جوي صاروخي تعتبر منافسة لنظيراتها في العالم.
صونغور
نجحت هيئة الصناعات الدفاعية التركية في اختبار إطلاق صواريخ من منظومة "صونغور" (SUNGUR) محلية الصنع، وفق ما أعلنته يوم 26 فبراير/شباط الماضي.
وحينها قال إسماعيل دمير، عبر حسابه على تويتر، إن منظومة الدفاع الجوي محلية الصنع "صونغور" أثبتت فعاليتها ضد الأهداف المتحركة في الاختبارات، التي خضعت لها. وعززت دورها في الدفاع الجوي متعدد الطبقات من خلال الاختبارات الناجحة ضد أهداف متحركة في أقصى مدى وارتفاع.
وطُوّرت المنظومة من قبل شركة "روكيتسان" (Roketsan) التركية لصناعة الصواريخ، ويمكن تركيبها على جميع المركبات والمنصات البرية والبحرية والجوية. كما تستطيع المنظومة كشف وتتبّع وضرب الأهداف ليلا ونهارا، حتى أثناء الحركة، بزاوية 360 درجة، إضافة إلى قدرتها على المناورة وميزة الإجراءات المضادة.
وفي يوليو/تموز 2020، تحدث دمير أن "صونغور" مستعدة لدخول الخدمة ضمن ترسانة القوات العسكرية في تركيا، وذلك بعد خضوعها لعدة اختبارات.
إس-400
في 12 يوليو/تموز عام 2019، وصلت إلى قاعدة مرتد الجوية (شمال غرب أنقرة) 4 منظومات من طراز "إس-400" الروسية، كانت تركيا قد تعاقدت عليهم عام 2017 بقيمة 2.5 مليار دولار، مع إرسال طواقم من كوادرها في الدفاع الجوي للتدرب عليها في الأراضي الروسية.
ونفى الأتراك رسميا خضعوهم للضغوط الأميركية بعدم تفعيل الصواريخ الروسية، لتعمل "إس-400" الروسية جنبا إلى جنب مع منظومة "صونغور" و"حصار" المحليتين اللتين تخدمان في المدى القصير والمتوسط، فيما تخدم الأولى (إس-400) في المدى البعيد، حيث يمكنها كشف حتى مسافة 600 كيلومتر، وتتبع نحو 300 هدف في الوقت نفسه، والتنبيه من خطر المقاتلات من مسافة 240 كيلومترا، وتدمير الصواريخ الباليستية من مدى 60 كيلومترا، وإطلاق 72 صاروخا في وقت واحد، يمكن لنصفهم إصابة أهداف ممكنة، ولا يتعدى زمن نشر المنظومة من الحركة أكثر من 5 دقائق.
باتت تركيا تمتلك واحدا من أقوى الدفاعات الجوية في العالم وجزءا لا يستهان به محليا، بعد أن كانت تعتمد على حلفائها وخصومها من أجل توريد عدد من المنظومات الدفاعية؛ لتنصبها هنا أو هناك بشكل مؤقت، ويعاد استردادها من جديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!