ترك برس
سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الضوء على النجاح الذي أحرزته الطائرة المسيرة "بيرقدار تي بي 2" التركية، ودورها في توجيه بقية الدول لتغيير التكتيكات الحربية، لا سيما دفعها الجيش الأمريكي لإيجاد مناهج جديدة بهذا الاتجاه.
جاء ذلك في مقال نشرته المجلة، الأربعاء، وذكرت فيه أن المسيرات التركية التي استخدمت في عملية تحرير إقليم "قره باغ" الأذربيجاني، أصابت أنظمة الدفاع الجوي الأرمينية والقوات المدرعة الثقيلة لديها بالشلل، وبالتالي كان على الدول المتقدمة إعادة تنظيم تكتيكاتها الحربية التي ظلت معطلة.
المقال الذي تضمن آراء للعقيد سكوت شو، الرئيس السابق لمجموعة الحرب غير المتكافئة بالجيش الأمريكي، أشار أن أذربيجان في حربها التي خاضتها مع أرمينيا الخريف الماضي، نجحت من خلال المسيرات التي اشترتها من تركيا، في التمتع بتفوق جوي، ووجهت ضربة شديدة للأنظمة الدفاعية الأرمينية.
ولفت أن ذلك دفع الخبراء العسكريين الأمريكيين إلى البحث عن مناهج جديدة في هذا الصدد. حسبما نقلت وكالة الأناضول التركية.
وبخصوص تأثير المسيرات ودورها في حرب "قره باغ"، ذكر المقال أن "الواضح في هذا الصراع هو أن دولة ذات ميزانية منخفضة يمكن أن تشن حروبًا مسلحة مشتركة. أي لم تعد هناك حاجة لأن تصبح أي دولة بنفس إمكانيات الولايات المتحدة أو روسيا".
وتابع "فلقد باتت تكلفة الدخول في الحروب المسلحة المشتركة أقل مما كان يُعتقد. فلم تعد لديكم حاجة لشيء من حيث الإمكانيات كتلك التي تتمتع بها القوات الجوية الأمريكية المدربة تدريبًا جيدًا ولديها الكفاءة اللازمة لإدارة عمليات جو أرض أو جو جو".
وشدد المقال على أن الجيش الأمريكي بات عاجزًا عن الاستفادة من تفوقه الجوي الذي لا جدال فيه على دول أخرى منافسة له مثل الصين، وأن الدول ذات الدخل المنخفض يمكن أن تقتل المزيد من جنود العدو بمركبات منخفضة التكلفة مثل الطائرات المسيرة.
ووفقًا لمعلومات أوردها المقال نقلًا عن وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك إسبر ، بدأ مخططو الدفاع الأمريكيون زيادة استثماراتهم البحثية والهندسية للسفن المسيرة ذاتيًا، وأصدرت قيادة المشاة البحرية بوقت سابق الشهر المنصرم خريطة طريق لاستخدام الأنظمة المسيرة.
- الطائرات المسيرة "مثل حيوان مدرع طائر"
وصرّح العقيد شو، بحسب المقال، أن الطائرات المسيرة ستبدو مع مرور الوقت أكثر شبهًا بـ"الدبابات الجوية".
وأضاف أن "هذه المسيرات باتت أشبه ما يكون بالحيوانات المدرعة الطائرة، التي بإمكانها توجيه ضربات مدمرة، وكلما كان تدميرها صعبا، كان قتل الجنود على الأرض أسهل، وستكون المراقبة الميدانية للحرب أيضا أرخص".
ولفت شو أنه "بعد فحص لقطات مدتها ساعات من حرب قره باغ، واصل الجيش الأمريكي تقديم التدريب للوحدات ذات الصلة، مضيفا "هذا الوضع يخلق تحديات جديدة لحرب المناورة على الطريقة الأمريكية".
واعتبر أن "إجراءات التشغيل القياسية للقوات الأمريكية التي تقاتل في العراق وأفغانستان على مدار العشرين عامًا الماضية، والاتصال عبر راديو FM، يجب إعادة التفكير فيها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!