ترك برس
كان الطبيب جميل تاشجي أوغلو، "أستاذ الأساتذة" و"ملاك الخير" بمعطفه الأبيض، أول طبيب تركي يلقى حتفه بسبب وباء فيروس كورونا. وفي مقابلة مع قناة trt خبر مؤخرًا، وفي الذكرى الأولى لوفاته، تحدثت زوجته الدكتورة ديدم أكار تاشجي أوغلو، عن محاسنه.
ولد جميل تاشجي أوغلو، في ولاية ريزة شمالي شرق تركيا عام 1952، وتخصص في مجال الأمراض الداخلية بعد تخرجه من كلية الطب في جامعة إسطنبول، وكان طبيبا جيدا ذو اسم معروف ومحبوب لدى المرضى والطلاب، ومن أفضل الأطباء في تشخيص الأمراض غير المشخصة، وأحد أساتذة كلية طب إسطنبول.
قام تاشجي أوغلو بتشخيص أول حالة إصابة بفيروس كورونا في تركيا، وأصيب به في 16 آذار/ مارس 2020, ونقل إلى المستشفى وتوفي في 1 نيسان/ أبريل من العام نفسه. وقد مر عام على وفاة "ملاك الخير" ذو المعطف الأبيض، وكانت كلماته الأخيرة لزوجته: "أشعر بأنني بخير، لكنه انتظار صعب. أتمنى أن أحصل على خبر جيد. إلى اللقاء"، وكانت هذه كلمات الوداع الأخير.
صرحت زوجة تاشجي أوغلو، لأول مرة عن حب زوجها لمهنته، وفلسفة الحياة الخاصة به التي توجهه لفعل الخير، وعن عدة جوانب أخرى غير معروفة عنه قائلة: "كان المعلم جميل، يؤدي وظيفته بحب بعد أن فهمها بحب أيضا. كان شخصًا طموحًا ونشيطًا، وكان يستيقظ في الساعة الخامسة والنصف صباحا ويتوجه إلى المستشفى مباشرة، فقد كان محبا للناس ومقدّرًا لأرواحهم. يقوم بعمله كل صباح بنفس الحماس والفرح والسعادة".
أدخل الطبيب تاشجي أوغلو إلى مستشفى كلية طب إسطنبول عند إصابته بالسعال وضيق التنفس، وبالرغم من استلقائه في فراش المرض إلا أنه استمر بالرد على المكالمات الهاتفية ومساعدة زملائه. تقول زوجته: "عند ذهابي لزيارته كان يعاني من ضيق التنفس ويحتاج للتنفس الاصطناعي، إلا أنه كان يرفع جهاز التنفس ويجيب على الهاتف، ويجيب أيضا الأشخاص الذين يطلبون منه المشورة".
تحدثت الزوجة تاشجي أوغلو، عن نقل زوجها للعناية المركزة عندما ساءت حالته الصحية، حيث كانت فترة مرضه 16 يوما، وقالت: "لم يكن يميز بين الناس، فقد كان يُقدّر الجميع، وكان يُشعِرُ كل من يعرفه بأن له مكانة خاصة في قلبه. كان يومه مزدحمًا بالدروس، وكلما ذهبنا إلى البازار يناديه الباعة (أخي جميل)، ويستشيرونه ويسألهم عن مشاكلهم وهمومهم ويدردش معهم ويخبرونه بنتائج تحاليل مرضاهم، فيطلب منهم إحضار المريض للفحص بالمستشفى".
أشارت تاشجي أوغلو، إلى أن زوجها لم يكن مولعًا بالعلوم فقط بل بالفن أيضا، وقالت: "كان محبا للفن ويهتم به وبالرياضة أيضا. كنا نذهب للاستماع إلى الحفلات الموسيقية، التي كانت تثير حماسه وإعجابه".
أُطلق اسم الطبيب تاشجي أوغلو على مستشفى مدينة "أوكميدان" تخليدًا لذكراه بعد وفاته، وقالت زوجته: "أسعدنا ذلك جدا، وأود أن أشكر رئيس دولتنا وكبار المسؤولين على ذلك، فقد أشعرنا ذلك بأن اسمه سيبقى حيا وأن ذكراه ستظل حيّة، وكأنه يقدم الشفاء والعلاج بحمل المستشفى لاسمه".
وذكرت تاشجي أوغلو، أن زوجها خلّف وراءه عشرات التوصيات والمساهمات في مجال الطب، التي ستُدرّس لطلاب الطب في المستقبل، بالإضافة لمساهمته بشفاء أعداد لا تحصى من المرضى، وقالت: "كان زوجي يقول لي كلمات جميلة جدا: (هل تفتحين عينيك وترين بها عندما تستيقظين صباحا؟ هل تستطيعين تحريك ذراعيك ويديك؟ يا لها من هدية كبيرة فلتعيشيها طوال العمر وتقومي بأعمال جيدة)".
كتبت زوجة تاشجي أوغلو، قصيدة شعرية تعبر عن حبها وشوقها لزوجها قالت فيها:
لا تظن أنّني أقول ذهبت
لا تظن أنّك لست هنا
عندما تضحك تتوقف باقة من الورد
يغرد فوقها ألف بلبل
لهذا السبب
عد يا وجه الورد لتتفتح الورود بابتسامتك
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!