ترك برس
بعد أن سمعت بمعاناتها من وكالة الأناضول، قدمت جمعية "صدقة طاشي" التركية إلى الطفلة زينب عاشق (12 عاماً) منزلاً من الطوب، لتقيم فيه مع إخوتها الثلاثة وجدّها المريض، الذين أخذت على عاتقها رعايتهم بعد أن فقدت أمها في هجمات للنظام السوري، ثم قُتل أبيها على يد مجهولين.
وفي حديث مع وكالة الأناضول قال مسؤول المساعدات لسوريا في جمعية صدقة طاشي "حسين كومرو" إنهم تحركوا لمساعدة زينب وأسرتها بمجرد رؤيتهم الخبر بوكالة الأناضول.
وصرح كومرو أنهم أسكنوا زينب وأسرتها في أحد البيوت المصنوعة من الطوب التي أنشأوها في منطقة "كلبيت" بإدلب السورية، وذلك بعد أن علموا بوضع الأسرة والظروف غير الصحية التي تعيش بها.
وكانت وكالة الأناضول قد نشرت قصة فتاة إدلب زينب وإخوتها في العاشر من مارس/ آذار الماضي. حيث اضطرت زينب لترك المدرسة في الصف الثاني كي ترعى إخوتها وجدها المريض.
وذكر كومرو أن الجمعية تلبي جميع احتياجات الأسرة من أدوات منزلية ومواد غذائية ومستلزمات التدفئة.
وقال إن الجمعية ستحقق الحلم الأكبر لزينب وهو مواصلة التعليم وذلك بافتتاح المدرسة التي أنشأتها في المنطقة.
وأفاد أن مئات الآلاف من المدنيين لجأوا مثل زينب إلى الحدود التركية بعد هجمات النظام السوري وأعوانه، إذ رأوا فيها منطقة آمنة نسبيًا.
وأضاف أنه يتم تنفيذ مشاريع للإسكان الجماعي، تتكون من إجمالي 3500 منزل في 19 منطقة مختلفة، وذلك لحل مشكلة السكن والمأوى التي يعاني منها المدنيون السوريون.
وأوضح أن ما يقرب من 20 ألف مدني سيستفيدون من هذا المشروع، بالإضافة إلى إنشاء مسجد ومدرسة ومتنزه لتلبية احتياجات السكان.
- جمعية صدقة طاشي وفرت لنا كل احتياجاتنا
وأعربت الطفلة زينب عن سعادتها العميقة لمنحهم هذا المنزل، موضحةً أنها كانت تعيش مع أسرتها قبل استلام المنزل في خيمة في ظروف معيشية صعبة خاصة في فصل الشتاء.
كما أعربت عن شكرها للجمعية على اهتمامها بهم وتلبية كافة احتياجاتهم.
وقالت زينب إنها سوف تذهب إلى المدرسة بعد افتتاحها في المنطقة، وإن العديد من الجهات والأشخاص أرسلوا لهم مساعدات وخطابات من تركيا تجعلها تشعر بأنها ليست وحيدة.
وأفادت زينب بأنها ترغب بشدة بالعودة إلى مقاعد الدراسة، إلا أن المسؤوليات الملقاة على عاتقها تحول دون ذلك.
وبيّنت أنها تعتني بإخوتها وتنظف ملابسهم، وتجهز لهم الطعام، و تشعل لهم حطب المدفئة، وتواصل مراقبتهم، وإذا ابتعد أحدهم عن الخيمة تهم بالبحث عنه.
وذكرت أنها تحاول تعويض إخوتها عن الحرمان من الوالدين "حيث يشعرون بالحزن حين يرون أقرانهم مع آبائهم وأمهاتهم"، لذلك فهي تلعب وتضحك معهم لعلها تسليهم.
من جانبه، قال أحمد عاشق جد زينب، الذي يعاني من مشاكل في الرئتين والقلب، إن حفيدته تبلغ 12 عاما "لكن العمل الذي تقوم به، يتحمله من عمره 25 عاما".
وناشد الجد البالغ من العمر 77 عاما، فاعلي الخير والمنظمات لمساعدة أحفاده للحصول على تعليم و حياة كريمة، فهو حسب قوله "شخص عاجز وغير قادر على النهوض من الفراش".
ويعيش مئات الآلاف من النازحين ممن فروا من قصف النظام السوري بمخيمات في إدلب، وسط ظروف قاسية، حيث لا تتوفر أدنى مقومات الحياة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!