ترك برس
بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إطلاق أنقرة "البرنامج الوطني للفضاء"، بدأت البلاد تسريع وتيرة العمل في برنامجها الخاص بمجال الدراسات الفضائية وتطوير الأقمار الصناعية.
وأظهرت معلومات نشرتها وكالة الأناضول، بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين للرحلة البشرية إلى الفضاء، التي توافق 12 أبريل/ نيسان من كل عام، امتلاك تركيا تجربة طويلة في مجال دراسات الفضاء وتطوير الأقمار الصناعية.
فقد تم إطلاق أول تجربة لقمر اتصالات تركي "تركسات 1A" في 24 يناير/ كانون الثاني 1994، إلا أن مشكلة حدثت في قاذفة الصاروخ، ما أدى الى سقوطه في المحيط بعد 12 دقيقة و12 ثانية.
تركيا التي واصلت دعم استثماراتها في مجال تكنولوجيا الأقمار الصناعية، تمكنت في 10 أغسطس/ آب 1994، من إيجاد موطئ قدم لها في الفضاء، بعد نجاحها في إطلاق القمر الصناعي "تركسات 1B"، والذي تحول إلى أول قمر صناعي ضمن سلسلة أقمار الاتصالات التركية تركسات.
وكان آخر تلك السلسلة القمر الصناعي "تركسات 5A"، الذي جرى إطلاقه من قاعدة "كيب كانافيرال" بولاية فلوريدا الأمريكية في 8 يناير الماضي.
ومن المقرر أن يصل القمر الصناعي "تركسات 5A" الذي يعمل بالكامل بواسطة نظام دفع كهربائي، إلى 31 درجة في مداره الشرقي وذلك خلال الأسبوع الأول من مايو/ أيار المقبل، وسيتم تشغيله في يونيو/ حزيران القادم.
كما من المقرر أيضا إطلاق قمر الاتصالات "تركسات 5B" إلى الفضاء في الربع الأخير من عام 2021.
وتحت قيادة مركز الفضاء في هيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية "توبيتاك للفضاء" (TUBITAK UZAY)، التابعة لوزارة الصناعة والتكنولوجيا، سيتم صناعة أول قمر صناعي محلي للاتصالات يحمل اسم "تركسات 6A"، وذلك بعد الانتهاء من وضع النماذج الهندسية ونماذج الطيران لأنشطة التكامل.
ويهدف المشروع إلى استكمال أنشطة التكامل خلال العام الجاري، للانتقال إلى مرحلة الاختبار البيئي ثم الإطلاق في 2022.
وتهدف تركيا إلى توسيع نشاطها في مجال الاتصالات من خلال سلسلة الأقمار الصناعية "تركسات"، لتشمل القارة الأوروبية وإفريقيا وآسيا، بما في ذلك الأجزاء الغربية والجنوبية لإندونيسيا (باستثناء روسيا والصين).
ـ أول قمر صناعي للمراقبة محلي
يعتبر "رصد ـ RASAT"، الذي تم إطلاقه من روسيا في 17 أغسطس 2011، أول قمر صناعي تركي تم تصميمه وتصنيعه بخبرات وإمكانات محلية، والثاني للاستشعار عن بعد.
وأكمل القمر الصناعي "رصد" بنجاح عامه التاسع في المدار اعتبارًا من 17 أغسطس 2020، بعد أن قام بإجراء 51 ألف دورة حول الكرة الأرضية، وأجرى أعمال مسح على 17.2 مليون كيلومتر مربع، ونقل 3 آلاف و284 شريطًا من الصور إلى المحطة الأرضية.
ويقع "رصد" في مدار دائري متزامن مع الشمس، على ارتفاع 700 كيلومتر، ويعمل بكاميرا أحادية اللون مقاسها 7.5 أمتار، وأخرى بمقاس 15 مترًا بدقة عرض مكانية متعددة النطاقات.
ويمكن التحكم بالقمر الصناعي "رصد"، والذي تستغرق دورته حول الأرض نحو 4 أيام، في 3 محاور. فيما يبلغ حجم كل صورة مرسلة من القمر 30x30 كيلومترا ، ويمكن التقاط صور شريطية بطول 960 كيلومترًا.
وفي إطار مشروع "رصد"، تم تدريب أكثر من 100 خبير محلي خلال مراحل تصميم وإنتاج واختبار الأقمار الصناعية، وكذلك إعداد اختبارات التجميع والتكامل.
كما تقوم "توبيتاك" بتحميل الصور المأخوذة من القمر الصناعي على المحطات الأرضية ثم تحميلها على بوابة "GEZGİN" الإلكترونية، التي تعتبر الأول من نوعها لعرض صورة الأقمار الصناعية المتنقلة في تركيا.
ويمكن تحميل الصور مجانا عبر موقع البوابة الإلكتروني (www.gezgin.gov.tr).
ـ أول قمر صناعي للاستطلاع والمراقبة عالي الدقة
تم وضع أول قمر صناعي للاستطلاع والمراقبة عالي الدقة تم تطويره في تركيا "كوك تورك 2" في مداره، بعد عملية إطلاق ناجحة جرت عام 2012.
وأُنتج القمر الصناعي "كوك تورك 2" في إطار عقد موقع بين وزارة الدفاع التركية و"توبيتاك"، بغرض توفير البيانات الرقمية والجغرافية ومعلومات استخبارية لصالح القوات المسلحة، وتحديداً قيادة القوات الجوية.
كما يستطيع "كوك تورك 2" توفير صور وبيانات للمؤسسات والمنظمات العامة الأخرى والجامعات ومؤسسات البحث العلمي.
ويجري استخدام البيانات المرسلة في مشاريع الدفاع والبيئة والتخطيط الحضري وغيرها من الاحتياجات الهامة المتعلقة بالزراعة والغابات في تركيا.
ويتمتع القمر الصناعي بالقدرة على إرسال البيانات بسرعة عالية وتحميل صورة لقرابة 640 كيلومترًا في المسار الواحد، وكذلك استقبال الصور من أي مكان في العالم ونقلها آليا فورا إلى الجهات المعنية.
وفي إطار مشروع "كوك تورك 2"، جرى تطوير التكنولوجيا والموارد البشرية ذات الخبرة والبنية التحتية لأنظمة الفضاء والأقمار الصناعية، وتلبية احتياجات المراقبة والبحث للمؤسسات والمنظمات العامة.
وفي هذه المرحلة، تم تدريب الموارد البشرية على المشاركة في مشاريع الأقمار الصناعية المستقبلية ضمن مؤسستي "توبيتاك" والشركة التركية لصناعات الفضاء "تاي" (TAI)، وكذلك تطوير البنية التحتية والقدرات المتعلقة بالتصميم وتحليل وإنتاج وتجميع البيانات واختبار الأنشطة على مستوى المعدات والأقمار الصناعية.
وفي 2016، تم إطلاق القمر الصناعي "كوك تورك 1"، الذي يلبي احتياجات القوات المسلحة التركية من صور للأقمار الصناعية واتصالات ومعلومات استخبارية.
ويمكن للقمر الصناعي الموجود في مدار أرضي منخفض، أداء مهام الاستشعار عن بعد في العديد من المجالات مثل مراقبة البيئة والأنشطة العمرانية والزراعية وأنشطة البلديات ومراقبة الحدود والأنشطة المساحية للمؤسسات والمنظمات العامة.
ـ القمر الصناعي المحلي "إيمجه"
ويهدف القمر الصناعي المحلي "إيمجه" (İMECE)، لتقليل الاعتماد على الخارج إلى حد كبير، وتلبية احتياجات المؤسسات التركية من الصور الفضائية عالية الدقة.
كما يهدف المشروع إلى تطوير المعدات التجارية ذات القيمة المضافة وتعزيز دور تركيا في الأسواق المحلية والدولية، من خلال تطوير أجهزة العرض والاتصالات وإدارة الأقمار الصناعية، والأنظمة الفرعية المتعلقة بالطاقة.
ومن خلال المشروع الذي جرى تطويره في معامل "توبيتاك"، تم إنتاج المعدات المستخدمة في الصناعات الفضائية، وإنتاج نماذج الطيران وتحسين الكفاءة الهيكلية والحرارية وأنظمة التكامل الكهربائية وإجراء الاختبارات اللازمة بنجاح.
ـ تسريع وتيرة العمل في برامج الفضاء
تم إنشاء وكالة الفضاء التركية بموجب مرسوم رئاسي صدر في 13 ديسمبر/ كانون الأول 2018، وتحديد رؤية الجمهورية في مجال أنشطة الفضاء من خلال إعلان برنامج الفضاء الوطني التركي واستراتيجيته وأهدافه ومشاريعه.
وأعلن الرئيس أردوغان، البرنامج في فبراير/ شباط الماضي.
وفي إطار البرنامج، تهدف تركيا إلى إنزال أول مركبة فضائية على القمر نهاية 2023، وتنفيذ رحلة للهبوط السلس على ذلك الكوكب في 2028.
ومن الأهداف الأخرى للبرنامج أيضا، إرسال علماء أتراك إلى محطة الفضاء الدولية. وبعد مرحلة طويلة من التدريبات سيتم اختيار الأفضل والأكثر نجاحًا من رواد الفضاء المرشحين، لإجراء دراسات علمية في الفضاء في رحلة ستتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!