أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
قام حزب الشعب الجمهوري المعارض بتطبيق سياسات فاشلة على مدار 3 انتخابات ماضية، وهو ما أدى إلى خسارته تلك الانتخابات، أما الانتخابات القادمة فيسعى الحزب إلى تطبيق سياسة "الشعبوية"، بمعنى آخر، المضي مع ما يريده الشعب لنيل رضاه والحصول على أصواته.
في انتخابات عام 2011، قام حزب الشعب الجمهوري بمهاجمة اردوغان بكل ما أوتوا من قوة، لأن الأخير أراد تحقيق السلام والمصالحة الوطنية مع الأكراد، فالحزب المعارض حينها لم ير ولم يستطع إدراك حقيقة أنّ الشعب كله، بكافة أطيافه، يريد السلام.
وخلال الانتخابات المحلية الأخيرة، قام الحزبان المعارضان الأكبر، حزب الشعب الجمهوري، وحزب الحركة القومية بالتعاون والتحالف مع جماعة فتح الله غولن، في محاولة منهم للفوز بأكبر عدد من الأصوات، إلا أنّ خيارهم ذلك جعلهم يخسرون قسما هاما جدا من الأصوات التي كان من المفترض أنْ تكون لهم، بمعنى خسروا أصوات من قواعدهم الشعبية، ولم يتجه 2 مليون ناخب من المؤيدين للحزبين إلى صناديق الاقتراع، وحينها لم يستطع حزب الشعب الجمهوري تحقيق أي من أهدافه، بل تراجع وضعه بصورة كبيرة في المدن التي كان يفوز بها دوما.
وعند الحديث عن انتخابات رئاسة الجمهورية، فإنّ حزب الشعب الجمهوري هذه المرة لم يستطع فهم معادلة جولتي الانتخابات، وثبت أنه لم يدرك ولم يعرف ماذا يعني جولتين من الانتخابات، لذلك خسر الرهان من الجولة الأولى.
انتخابات رئاسة الجمهورية تتطلب من الأحزاب، جمع كل ناخبيها ومؤيديها لاختيار أقوى شخصية يجمع عليها كل المؤيدين للحزب من أجل تقديمه كمرشح لرئاسة الجمهورية، وهكذا يعيق الحزب خسارة الانتخابات من الجولة الأولى، ثم يعمل على تشكيل تحالفات مع أحزاب أخرى لينافس بقوة خلال الجولة الثانية.
لكن حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وبالاتفاق مع جماعة غولن، قدموا مرشحا لهم من خارج الحزبين، وهذا أدى مجددا إلى عدم توجه 2.5 مليون ناخب من مؤيديهم إلى صناديق الاقتراع خلال انتخابات رئاسة الجمهورية، وهكذا فشلوا فشلا ذريعا عندما خسروا الانتخابات ومن الجولة الأولى.
قام حزب الشعب الجمهوري، الذي فشل في وضع إستراتيجية صحيحة على مدار 3 انتخابات ماضية، قام ببناء خطته للانتخابات العامة المقبلة على مبدأ قديم جدا وهو "الشعبوية"، فتقديم وعود مثل مضاعفة الحد الأدنى للأجور، ومضاعفة رواتب المتقاعدين، والمساهمة في تخفيض سعر الوقود، كلها وعود تدل على رغبة الحزب في كسب تأييد الناخب.
لكن اختيار هذه الإستراتيجية، لا يدل سوى على أنّ الحزب لم يعد يملك أي رصاصة أخرى، واختيار زعيم الحزب لهذا الخيار الأخير، إلى جانب الحديث عن إعادة كل المهاجرين السوريين والعراقيين إلى بلادهم، سيجعل كل وعوده المقدمة إلى الناخبين مجرد كلام وأوهام في نظرهم.
يقوم حزب العدالة والتنمية بتوزيع القهوة، بينما يقوم حزب الشعب الجمهوري بتوزيع حبوب القهوة، لكن عدم إدراك الأخير لعدم وجود أي مطحنة قديمة للقهوة في بيوت الناس، يجعلنا نبتسم ونضحك، وهذا مثال واحد فقط من وجود حزب الشعب الجمهوري بعيدا جدا عن واقع وحياة المواطن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس