تقرير ترك برس

أعلن معهد شالوم هارتمان المختص بتدريس الفكر والعقيدة الصهيونية والتعريف باليهودية، على موقعه على الإنترنت عن برنامج للتعريف بمشروعية إسرائيل يستهدف القادة الشبابيين المسلمين في أمريكا الشمالية ينظمه بالتعاون مع عضو كبير في جماعة فتح الله غولن. الأمر الذي أعاد جدلا بين زعماء ونشطاء مسلمين أمريكان حول مثل هذا النوع من البرامج.

وذكر موقع معهد شالوم هارتمان أن مبادرة "القيادة المسلمة (MLI)" بدأت في صيف عام 2013 بإدارة "إمام عبد الله أنتيبلي" الأكاديمي من جماعة غولن و"كلين هاليفي"، وهي تهدف لدعوة المسلمين في شمال أمريكا إلى اكتشاف فهم اليهود لليهودية وإسرائيل والشعب اليهودي.

ويشجع البرنامج المشاركين وفق ما نص الموقع على على معرفة كيف يجد الفلسطينيون أنفسهم داخل وخارج إسرائيل، واستكشاف مواضيع الأخلاق والاعتقاد والممارسة.

ويهدف البرنامج لـ"توسيع الفهم النقدي للمشاركين للقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية الشائكة التي تواجه الناس في إسرائيل وفلسطين. ويتم تحقيق ذلك من خلال منهج أكاديمي وتعريف الطلاب على مجموعة متنوعة من الخطابات"، وفق ما نص الموقع تحت خانة "المهمة".

ويستهدف البرنامج الناشئين من قادة الفكر والدين المسلمين بما فيهم رجال الدين، والصحفيون، والأكاديميون، ورواد الأعمال والشخصيات الثقافية، وفق ما ذكر موقع معهد هارتمان تحت خانة "المشاركين".

وينفذ البرنامج على فترة 13 شهرا تتضمن حلقات توجيهية، ومحاضرات تستمر 12 يوما تعقد في القدس وفي أمريكا الشمالية. ويشير الموقع إلى أن البرنامج المقدم في منهج (MLI) تحت عنوان "مواجهة إسرائيل: أسس الشعوبية والاعتقاد، هو نفسه المنهج الذي يقدمه معهد هارتمان للحاخامات وقادة المجتمع اليهودي والقادة المسيحيين، مع مزيد من التركيز على كشف المجتمع الفلسطيني داخل وخارج إسرائيل.

ويتضمن البرنامج وحدات ثلاثة تعالج مناح متعددة لليهودية وحياة اليهود. ويقدم مصادر قديمة ومعاصرة تظهر ارتباط اليهودية بالشعوبية والأرض. كما يتضمن تحليلا عميقا للتأثير على هوية كل من اليهود والفلسطينيين من خلال عدسة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حسب تعبير المعهد المنشور علىالموقع.

ويسافر المشاركون إلى مدن متنوعة في الضفة الغربية، وكذلك إلى المجتمعات العربية في شمال إسرائيل، حيث يتعاملون مع القيادات الدينية المسلمة والأساتذة، والطلاب والنشطاء، وفق وصف الموقع.

ويستضيف معهد هارتمان البرنامج في مقره بالقدس، حيث يوفر للمشاركين الفرصصة لزيارة مواقع تاريخية ودينية، والانخراط مع السكان المحليين من اليهود، والمسيحيين والمسلمين.

ونص الموقع تحت خانة "الأهداف"، على أن البرنامج يسعى إلى تشكيل علاقات أكثر دقة بين المجتمعات المسلمة واليهودية في أمريكا الشمالية، من خلال فهم كيفية فهم اليهود للدين والشعوبية وإسرائيل.

كما يسعى إلى تنمية شخصيات المشاركين من خلال زيادة معرفتهم باليهودية، والشعب اليهودي والحقائق المعقدة للمنطقة، وفق ما نص الموقع.

انتقادات للبرنامج

ذكرت الأستاذة في جامعة ييل بالولايات المتحدة "زارينا غريوال" في مقالة لها في موقع جدلية في وقت سابق أن "النقاد الأمريكييين المسلمين ونشطاء حملات (مقاطعة وتعرية ومعاقبة العدوان الإسرائيلي BDS) أصابتهم الحيرة والقلق إزاء برنامج MLI وتعاونه المممتد مع منظمة ملتزمة بالدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي".

ويعرف معهد شالوم هارتمان نفسه على أنه مؤسسة تعليمية صهيونية، وبالتالي فإن أي شراكة مع فرد أو مجموعة مع المعهد يضعف بشكل مباشر مقاطعة إسرائيل، من وجهة نظر عدد من النقاد.

وقد ارتفعت وتيرة النقد لبرنامج MLI بعد اكتشاف تسليط شالوم هارتمان الضوء على أن هذا البرنامج هو أحد أدلة نجاحها في مواجهة مبادرة BDS، حيث ورد في برنامج "iEngage" مع اللجنة الإسرائيلية الأمريكية للشؤون العامة "آيباك (AIPAC)" نقلا عن أحد المشاركين في MLI: "أعتقد أن التقدم الأبرز لقدومي هنا (إلى معهد هارتمان في إسرائيل) هو أنني بعد أن كنت حساسة كثيرا إزاء تصنيفي كناشطة معادية للصهيونية ولست معادية للسامية، فإنني الآن بت أظن أنني لست معادية حتى للصهيونية. أنا لا أقول إنني صهيونية، بل أقول إنني بت لا أعرف ما إذا كنت صهيونية بعد الآن".

وحيث أن برنامج MLI تموله وتستضيفه منظمة صهيونية إسرائيلية، فإن هدفه المعلن هو مواجهة مبادرة BDS، وهي حركة تضامن تقودها 170 منظمة مجتمع مدني فلسطينية، في سبيل إنهاء المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!