ترك برس
في حديث له مع جريدة Weekly World News في 15 ديسمبر/ كانون أول، ذكر العالم النرويجي Mauritz Roffavik مدير متحف النرويج للطيران، أن أول محاولة للصعود إلى الفضاء لم تكن لرجل ذي جنسية روسية أو أمريكية، بل كان تركيا.
وقد دوّن هذه الشهادة غير واحد من الكتاب العرب والأتراك، منهم الدكتور إبراهيم حسن أبو جابر في كتابه "الدرر البهية من سيرة الدولة العثمانية"، والمؤرخ التركي أحمد آق كوندز في كتابه "الدولة العثمانية المجهولة". وفق وكالة الأناضول.
والرجل الذي يعنيه العالم النرويجي هو أحد رجال العلم البارزين في الدولة العثمانية، وهو العالم حسن جلبي الملقب بـ"لاكري" أو "لاكاري"، الذي نفذ تجربة فريدة من نوعها خلال فترة حكم السلطان العثماني مراد الرابع (1612-1640م)، حيث استقل صاروخا وطار عن سطح الأرض مسافة تزيد عن 900 قدم، وذلك في خلال مراسم الاحتفال بمولد الأميرة قايا بنت السلطان مراد الرابع.
ويذكر العالم النرويجي أن الصاروخ الذي استقله لاكري أو حسن جلبي يتكون من جزئين، السفلي منه هو قاعدة تم تركيب ستة صواريخ فيها، أما الجزء الثاني فهو الذي يُدفع إلى الأعلى بواسطة هذه الصواريخ الستة.
وقد دوّن هذا الحدث، الرحالة العثماني الشهير أوليا جلبي في كتابه الضخم "سياحت نامة"، حيث ذكر أنه في مساء ولادة بنت السلطان مراد الرابع الأميرة قايا، أقيمت أفراح ذبْح العقيقة، وكان حسن لاكري قد اخترع قذيفة ذات سبعة أذرع تحتوي على خمسين أوقية من معجون البارود.
وقام لاكري في قصر السلطان في سراي بورنو وأمام السلطان بركوب هذه القذيفة، ثم أشعل معاونوه فتيل القذيفة، وودّع السلطان، ثم انطلق إلى السماء، ثم أشعل القذائف الأخرى التي كانت معه، فنشر الأنوار في السماء.
وبعد نفاد البارود بدأت القذيفة بالتوجه نحو الأرض، وهنا نشر أجنحة النسر التي كانت معه ونزل على البحر قرب قصر سنان باشا، ثم أتى إلى حضرة السلطان، وقد أنعم عليه بكيس من الذهب، كما سجّله سباهيًّا (أي: ضمن سلاح الفرسان).
هذا ما دونه أوليا جلبي عن التجربة التي أجراها حسن جلبي بركوب قذيفة صاروخية تنطلق بفعل اشتعال البارود، ونظرًا لأنه يوقن بسقوطه حال نفاد البارود، فقد جهز مسبقا أجنحة ليتمكن من الهبوط بسلام.
وبحسب تعبير المؤرخ أحمد آق كوندز، فإن حسن جلبي الملقب بلاكري، هو واضع اللبنة الأولى لعلم الصواريخ وهو أول تركي استقل صاروخا.
الدولة العثمانية لم تكن كما يشاع عنها أنها لا تهتم إلا بالغزو والحرب وتترك العلوم والأخذ بأسباب الحضارة، بل كانت تشجع على العلم، وبزغ منها أفذاذ في مختلف ميادينه.
غير أنها كسائر الدول والممالك تمر بفترات من الضعف يخفت فيها النبوغ والإبداع ويضعف فيها الاهتمام بالعلوم، لكن خصوم الدولة العثمانية عمدوا إلى هذه الفترات ليجعلوها واجهة لتاريخ هذه الدولة بهدف التشغيب عليها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!