ترك برس-الأناضول
أطلقت ولاية ماردين التركية (جنوب شرق)، المعروفة بتنوعها الديموغرافي من أديان وطوائف ولغات متنوعة، مشروعاً لإعادة ترميم قرية "دره ايجي" التاريخية، التي تبرز كأحد رموز الحياة متعددة الثقافات في الولاية الساعية الى زيادة النشاط السياحي.
تلفت قرية "دره ايجي"، التي تبعد نحو 9 كيلومترات عن مركز مدينة ماردين، بطرازها المعماري المحلي، واحتوائها على كنائس كاثوليكية وأرثوذكسية وبروتستانتية و3 أديرة ومسجد.
ومؤخرًا أطلقت بلدية "دره ايجي"، بدعم من وزارة الثقافة والسياحة، ووكالة دجلة للتنمية، وإدارة التنمية الإقليمية في جنوب شرق الأناضول، ومؤسسات أخرى، مشروعًا بغرض الترويج لـ "دره ايجي" وإظهار ميزاتها وإمكاناتها السياحية.
وقال نائب رئيس بلدية المنطقة، محمد قايا، إن هناك حاليًا 15 أسرة لا تزال تسكن في قرية "دره ايجي"، التي كانت تتكون في السابق من غالبية سريانية وتحتل موقعًا مهمًا في التراث الثقافي للمنطقة.
وذكر قايا أن المنازل تحافظ على نماذجها المعمارية الأصلية في القرية التي، تستضيف أيضًا أماكن تصوير للعديد من المسلسلات والأفلام، فضلًا عن أن البلدية تسعى لزيادة النشاط السياحي في المنطقة وحماية طبيعتها الخلابة.
وأشار الى أن البلدية تعتزم قريبًا تنفيذ مجموعة من أعمال الترميم وإكساء واجهات المباني في القرية، إضافة إلى إنشاء مطاعم ومقاهٍ وأماكن إقامة.
وأضاف: "نعمل على استكمال أعمال الترميم والتنظيف في أقرب وقت ممكن. في الواقع نعمل على أن يكون هذا المكان مميزًا".
وتابع: "يوجد هنا كنائس تنتمي إلى ثلاثة طوائف مسيحية. ربما هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي يستضيف كنائس للطوائف البروتستانتية والأرثوذكسية والكاثوليكية جنبًا إلى جنب".
وذكر قايا أن هدفهم هو تمكين السياح المحليين والأجانب من رؤية هذه البيئة الأصيلة والمساهمة في تنمية المنطقة.
وأوضح أن المديرية الإقليمية للطرق السريعة في ماردين، تواصل العمل على توسعة الطريق السريع الواصل بين منطقتي ساور ومديات في الولاية والمار من قرية "دره ايجي".
ولفت الى أنهم يفكرون في إصلاح بعض المباني المتهدمة في القرية، بعد الاتفاق مع أصحابها، وإعادة بنائها وفقًا لتصميمها الأصلي، بهدف المحافظة على التراث المعماري الموجود في المنطقة ونقله للأجيال القادمة.
وتابع: "لا نريد أن تختفي هذه الكنوز الثقافية الجميلة. يجب علينا المحافظة على المنطقة وحمايتها والترويج لها من أجل استقطاب السياح المحليين والأجانب الراغبين بزيارة المنطقة".
وشدد قايا على أن سكان القرية من مختلف الديانات والطوائف، يعيشون جنبًا إلى جنب، ويرتبطون مع بعضهم البعض بمشاعر الأخوة والاحترام المتبادل، ويشكلون رمزًا للتسامح والعيش المشترك.
من ناحية أخرى، قال مختار القرية، سامي دال، إنهم ينتظرون بفارغ الصبر، البدء بأعمال الترميم في المنطقة، وبدء تنمية القطاع السياحي في قرية "دره ايجي".
وأشار دال إلى أن المسلمين والمسيحيين يعيشون في "دره ايجي" جنبًا إلى جنب، ويرتبطون بمشاعر الأخوة، وأواصر العيش المشترك، وأن المنطقة تستضيف سنويًا العديد من الزوار المحليين والأجانب.
وذكر دال أن "دره ايجي" تستضيف مواقع لتصوير العديد من المسلسلات والأفلام، مشيرًا إلى أن مسلسلات تركية مثل "بريوان" و"لو أنني غيمة" و"صلة" جرى تصويرها في القرية.
من جهته، قال أحد المواطنين الأتراك من أصل سرياني، عطا قانات، إنه يعيش خارج تركيا، لكن يزور مسقط رأسه في قرية "دره ايجي" عدة مرات خلال العام.
وأضاف قانات لمراسل الأناضول، إنه يحب كثيرًا قرية "دره ايجي" لما فيها من تراث عريق وطبيعة خلابة، وأنه ينتظر إجازاته السنوية بشوق لزيارة المكان.
وأردف: "بنينا منزلنا وحديقتنا بأيدينا. نحن نحب هذا المكان ونتسابق لزيارته. تم تصوير العديد من المسلسلات هنا. هذا المكان بمثابة هوليوود جنوب شرق تركيا. أتمنى أن يتم الانتهاء من أعمال الترميم في أقرب وقت وتزايد أعداد زوار المكان".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!