ترك برس
اتجهت انظار دول العالم بشكل متزايد اعتبارا من 2016، إلى الهيدروجين الأخضر، كأحد مصادر الطاقة غير الملوثة للبيئة، وللحد من الانبعاثات التي تؤثر سلبا على المناخ.
وأدت الرغبة في تحقيق أهداف مكافحة التغير المناخي وتصفير انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول 2050، إلى زيادة الاهتمام تدريجيا بالهيدروجين الأخضر في كل العالم. وفق تقرير لوكالة الأناضول التر
ويرى خبراء، أن تركيا لديها ميزة في إنتاج الهيدروجين الأخضر بما لديها من إمكانات لإنتاج الطاقة المتجددة، وأن إنتاج الهيدروجين الأخضر يمكن أن يتيح فرصاً كبيرة للمصدرين الأتراك إلى أوروبا في غضون العقد المقبل.
وبحسب شركة وود ماكينزي لاستشارات الطاقة، فإن العديد من السياسات في العالم تشجع على استخدام الهيدروجين وتطوير تكنولوجيات إنتاجه.
كما أن هناك استراتيجية وطنية للهيدروجين في الاتحاد الأوروبي وفي 17 دولة أخرى.
وساعدت الاستثمارات المتزايدة في صناعة الهيدروجين على زيادة الاهتمام به عالميا، حيث تجاوز حجم الاستثمارات التي تمت في قطاع الهيدروجين خلال الربع الأول من العام الجاري 4.5 مليارات دولار وتم الإعلان عن 55 مشروعا في هذا الإطار.
يُنظر إلى الهيدروجين على أنه مصدر للطاقة في المستقبل، ومن المتوقع أن يتركز على الإنتاج من الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة، بينما يتوقع أن يكون الإنتاج بعد عدة سنوات عبر استخدام مصادر الطاقة المتجددة فقط.
ولإنتاج الهيدروجين من مصادر طاقة متجددة أهمية خاصة من ناحية الإكثار من استخدام موارد الطاقة النظيفة في مكافحة التغير المناخي.
** زيادة الطلب
في تصريحات للأناضول، قال كريستيان كاراريتو نائب مدير برنامج الاقتصاد الأخضر وخطط المناخ التابع للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، إن استخدام الهيدروجين فقط غير كافِ لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
وأضاف "كاراريتو": "إلا أنه سيكون مصدر طاقة هام جداً لبعض القطاعات وفي مقدمتها الصناعات الثقيلة والنقل.. حجم استهلاك الهيدروجين في العالم وصل حتى اليوم إلى 70 مليون طن ومن المتوقع وصول هذا الرقم إلى 500 مليون طن خلال 30 عاما".
ولفت إلى أن إنتاج الهيدروجين يزداد بالتدريج، وأن الإنتاج في البداية يتم عبر الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، إلا أنه من المتوقع أن يكون إنتاج الهيدروجين تماماً من مصادر الطاقة الخضراء خلال الـ15 سنة القادمة.
** نقل الهيدروجين من تركيا لأوروبا
وأوضح كاراريتو، أن إمكانات تركيا في مجال الطاقة المتجددة توفر لها ميزة كبيرة فيما يخص إنتاج الهيدروجين.
وتابع: "لم نقم في البنك الأوروبي للإعمار والتنمية حتى الآن بدعم تمويل مشاريع إنتاج الهيدروجين في الدول التي نعمل بها، إلا أننا نتابع هذه المشاريع عن كثب".
وزاد: "نرغب في أخذ مكاننا في هذا المجال، من خلال دعم مشاريع إنتاج الهيدروجين من مصادر طاقة متجددة في عدة دول منها تركيا".
وأكد كاراريتو أن معظم الطلب على الهيدروجين حالياً يأتي من أوروبا، مما يتيح فرصة لتركيا لإنتاج الهيدروجين وتصديره لها.
وحول كيفية نقل الهيدروجين من تركيا إلى أوروبا، قال: "يمكن ذلك عبر خط أنابيب الممر الجنوبي الذي ينقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا عبر تركيا".
"على تركيا استخدام إمكاناتها بخصوص الطاقة المتجددة في إنتاج الهيدروجين، إذا كانت ترغب في التحول إلى الطاقة الخضراء وتصفير انبعاثات الكربون".
** فرص تركية
بدروه، قال أوغوز أونجول مدير برنامج الاقتصاد الأخضر وخطط المناخ التابع للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في تركيا، إنهم يعقدون لقاءات ومباحثات مع وزارة الطاقة والموارد الطبيعية في تركيا بخصوص إنتاج الهيدروجين.
وأضاف للأناضول، أن البنك سيرحب بدعم تركيا في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر ودمجه في نظام الطاقة بالبلاد.
وزاد: "تركيا هي سادس أكبر شريك تجاري لأوروبا، حيث يصل نصف الصادرات التركية إلى أوروبا".
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تتاح فرص كبيرة للمصدرين الأتراك في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره لأوروبا خلال العشر سنوات القادمة.
وأردف، "لدى تركيا إمكانات في هذا القطاع إلا أنه لا يوجد حتى الآن أهداف لها بخصوص إنتاج الهيدروجين".
وتستخدم مواقع اختبارات الطاقة في تركيا، الهيدروجين الأخضر، ما يعني استخراج الوقود من المياه باستخدام تقنيات التحليل الكهربائي التي تعمل بطاقة الرياح أو الطاقة الشمسية.
وفي هذا السياق، تتطلّع تركيا إلى تشجيع تطوير الهيدروجين الأخضر، الذي توسّعت في موارده المتجدّدة بمعدّل كبير، في أقلّ من عقدين.
وتبلغ قدرة الرياح على توليد الطاقة في تركيا حاليا 8 جيجاواط، بينما تقترب قدرة الطاقة المائية من 30 جيجاواط، إلّا أن تلك الأخيرة من المتوقّع أن تزيد خلال الفترة المقبلة، إذ تشير الأبحاث الأكاديمية إلى أن سعة الطاقة المائية في تركيا يمكن أن ترتفع إلى 34 جيجاواط.
بينما يمكن أن تصل قدرة الرياح في تركيا إلى 20 جيجاواط، وقد تصل قدرة الطاقة الشمسية وطاقة الحرارة الأرضية إلى 5 و1 جيجاواط، على التوالي، بحلول عام 2023.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!