ترك برس
يشعر ضابط الشرطة المتقاعد لطفي يلماز، البالغ من العمر 65 عاما، بالحزن في يوم عيد الأب، لأن ابنته هند إيجه يلماز، البالغة من العمر 25 عاما، مصابة بالتوحد، ويقوم بمرافقتها يوميا في طريقها إلى المدرسة التي تبعد 11 كيلومترا، ويبذل كل جهده في سبيل حصول ابنته على تعليم جيد.
تقيم عائلة يلماز في أنقرة، وقد تم تشخيص إصابة الابنة الثانية هند إيجه يلماز، بالتوحد وهي في الثانية من العمر، ومنذ ذلك الحين اعتنى الأب يلماز مع زوجته سيفال يلماز بطفلتهما، فوفّرا لها تعليما خاصا ووضعاها في حضانة خاصة لمدة عام مع رعايتها في المنزل.
سجل ضابط الشرطة ابنته هند في مركز للتربية الخاصة وإعادة التأهيل، وبالرغم من عمله في سلك الشرطة كان يرافقها يوميا إلى المدرسة، وبعد تقاعده أتيحت له فرصة أكبر لرعاية ابنته، ليصبح أفضل صديق مقرب لابنته في طريق المدرسة، حيث تدرس ابنته في قسم الثانوية بـ"مدرسة الدكتور أردوغان ميتو للتعليم الخاص".
وأشار يلماز، إلى حزنه وأسفه عند تشخيص الأطباء إصابة ابنته بالتوحد، بسبب سلوكها اللامبالي وعدم بكائها وعدم شعورها بما حولها في عمر العامين، وقال: "لم نكن نعرف ما هو التوحد وكيف نتعامل معه، وقد وصفه لنا الأطباء عند سؤالهم عنه: (تعليم الناس كأنك تحفر بئر في إبرة)، أبلغونا عن عدم إمكانية تعليم ابنتنا في مدرسة عادية بل بمدرسة تربية خاصة".
تحدث يلماز، عن توفيره جميع ما تحتاجه ابنته لتنشأ وتتعلم بكل عطف ومحبة، وقال: "كنت مع زوجتي نترك ابنتنا عند الجيران فترة ذهابنا إلى العمل، ثم وضعناها في الحضانة لمدة عام، ثم بدأت مرحلة الرعاية المنزلية مع مساعدة، وبعد تقاعدنا أتيحت لنا فرصة أكبر فقد تفرغنا للعناية بها في المنزل، وبذلنا ما بوسعنا للاهتمام بها، وشعرنا بسعادة أكبر عند بقائنا معها، وهكذا نواصل حياتنا".
أعرب يلماز، عن مرور ابنته بصعوبات فترة التعليم عن بعد في نطاق تدابير فيروس كورونا، وقال: "تحسنت معنويات ابنتي عند بدء التعليم وجها لوجه، نقطع مسافة 11 كيلومترا يوميا للوصول إلى المدرسة، وقد أن أبقى معها في المدرسة، لقد أصبحت صديقا لها في المدرسة وفي الطريق، أعمل كل ما تريده وتقوله ابنتي، التي تحاول أن توضح لنا أسماء الأشياء وأجزاء الجسم. تحب ابنتي دوام المدرسة وتعود منها سعيدة وآمنة، وبإمكانها تغيير ملابسها لوحدها، وتحب ارتداء الملابس الأنيقة والتجول بالعربة".
أشار يلماز، إلى شعوره بالحزن عند حلول عيد الأب كل عام قائلا: "أشعر بالحزن والأسى في يوم عيد الأب كل عام، كنت أتمنى أن تكون صحة ابنتي جيدة وأفرح بزواجها ورؤية أطفالها وأن تمتلك وظيفتها، لم يكتب الله لي نصيبًا في ذلك. أوصي العوائل الذين لديهم طفل متوحد أن يتعاملوا معه بالمزيد من الصبر والرحمة والشفقة أكثر من أي وقت مضى، لمساعدته على التغلب على وضعه، فعند معارضة المتوحد سنكون نحن الخاسرين، فلن نستطيع معارضته أبدا، فهو سيفعل ما يريد ويجبرنا على فعل ما يريد، كما أهنئ جميع الآباء بمناسبة عيد الآب".
من الجدير بالذكر أن الاحتفال بعيد الأب بدأ في عام 1909، باقتراح من الأمريكية "سونورا سمارت دود"، بعد استماعها لموعظة دينية بشأن عيد الأم، فقد كانت متأثرة جدا من معاملة والدها الحسنة لها ولإخوتها الخمسة بعد وفاة والدتها، وتم اعتماد 5 حزيران/ يونيو يوم عيد الأب (يوم ميلاد والدها)، ليحتفل فيه لأول مرة يوم 19 حزيران/ يونيو 1910 على الصعيد المحلي في سبوكان بولاية واشنطن.
اعتمد رسميا هذا اليوم في عام 1966، بموجب إعلان رئاسي صادر عن الرئيس ليندون جونسون، الذي حدد بموجبه الأحد الثالث في شهر يونيو من كل عام، وبدأ بعد ذلك الاحتفال به في معظم دول العالم، إلا أن تاريخه لم يكن موحدًا عالميًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!