
ترك برس
يقع المسجد التاريخي "جامع كاديرغا المفتوح" (Kadirga Açık Camii) الذي يلفت الانتباه بأنه مفتوح على الهواء الطلق، على ارتفاع 1800 متر في هضبة كاديرغا ما بين حدود غوموشهانه وطرابزون، ويبلغ عمره 560 عاما، كما يؤدي المصلين بداخله صلاتهم على العشب الأخضر.
عند حلول الصيف، يقيم القادمون من غيرصون وطرابزون وغوموشهانه صلاة الجمعة في مسجد هضبة كاديرغا المفتوح كل جمعة، حيث يمتلىء المسجد بالمصلين الذين يؤدون صلاتهم محافظين على التقليد السائد منذ عدة قرون، مع مراعاة الالتزام بقواعد المسافة الاجتماعية.
يقول الإمام عاكف يازجي، الذي تولى وظيفة إمامة المسجد المفتوح مؤقتا في أشهر الصيف قبل ثلاثة أعوام: "أشكر الله على هذه الوظيفة، ليس بإمكان أي إمام إقامة الصلاة في هذا المكان الجميل، الذي أدى فيه السلطان محمد الفاتح صلاة الجمعة، كما أحاطه بالحجارة، ومنذ ذلك الحين يؤدي أهالي غوموشهانه وطرابزون وغيرصون صلاتهم في الهضبة طوال أشهر الصيف".
إسماعيل حقي جينر، أحد المصلين بالجامع المفتوح القادم من منطقة بشيكدوز بطرابزون، أعرب عن شعوره بالروحانية أكثر عند صلاته في الجامع المفتوح، الذي يتوافد عليه المصلون بكثافة في أشهر الصيف، وقال: "نعرف أنّ السلطان محمد الفاتح صلى هنا، ومنذ ذلك الحين تؤدى صلاة الجمعة هنا كل أسبوع، وتوجد في الهضبة مساجد أخرى إلا أن الصلاة تختلف هنا، فهي أكثر روحانية واطمئنان".
أشار نايف أوتشار، أحد المصلين القادم من إسطنبول لقضاء عطلة الصيف في طرابزون، إلى تأديته صلاة الجمعة في مسجد هضبة كاديرغا المفتوح، الذي يزوره كل عام قائلًا: "شعرت بالحزن والأسى لعدم تمكني من القدوم إلى هنا بسبب الوباء لمدة عامين. إقامة الصلاة في هذا المسجد المفتوح تشبه الصلاة في المساجد الكبيرة مثل السلطان أيوب والسليمانية، والحمد لله والشكر لله فالصلاة هنا تغمرني بالسعادة والاطمئنان، بوجودي هنا ينتابني شعور جميل جدا".
وأضاف إسماعيل بيلغي أحد المصلين أيضًا أنّ "هذا المكان مهم بالنسبة لنا وأيضا صلاة الجمعة مهمة فهي توحدنا، ونحن نحاول قدر الإمكان تأديتها هنا في أشهر الصيف. تزدحم الهضبة بالمصطافين في منتصف شهر يوليو، وأتمنى أن يصلي في هذا المسجد جميع القادمين للاستمتاع بجمال الهضبة".
من الجدير بالذكر أن السلطان محمد الفاتح ضم هذه المنطقة للأراضي العثمانية في عام 1461، وعندما أراد أداء صلاة الجمعة في هضبة كاديرغا أحاط هذا المكان بالحجارة وأدى الصلاة، بعد ذلك تم بناء مئذنتين في المنطقة المحاطة بجدار منخفض، ولا يزال أهالي المنطقة محافظين على هذا التقليد في أشهر الصيف.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!