الجزيرة نت
رغم تباين آراء مواطنين أتراك بشأن اللاجئين السوريين، لكنهم انتقدوا تعهدات زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض بطردهم، واعتبروا هذه التعهدات بأنها إفلاس للمعارضة. في وقت هاجم فيه أردوغان ورئيس حكومته تصريحات المعارضة، واعتبراها تتنافى مع الأعراف التركية.
تحتل قضية اللاجئين السوريين بتركيا حيزا هاما ضمن قائمة مواضيع الجدل بين زعماء الأحزاب السياسية في تركيا قبيل الانتخابات البرلمانية يوم 7 من يونيو/حزيران المقبل، خصوصا بعد تعهد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليشدار أوغلو بطردهم، إذا تسلم حزبه مقاليد الحكم في البلاد.
ورغم تباين آراء مواطنين أتراك بشأن اللاجئين السوريين، لكنهم وصفوا هذا الوعد بأنه "إفلاس" للمعارضة، وفشل في تقديم برامج جادة وواقعية لخوض غمار الانتخابات بقوة.
وكان كيليشدار أوغلو -الذي ينحدر من أسرة علوية- قال إن حزبه "سيجلب السلام للشرق الأوسط، ويعيد السوريين لبلدهم" لأن "كل إنسان يجد السعادة في الأرض التي ولد فيها" مؤكدا أن حزبه لن يتدخل في شؤون أي دولة.
كما نشر الحزب المعارض تقريرا قال فيه إن اللاجئين السوريين والعراقيين كبدوا الاقتصاد التركي خسارة بلغت نحو 17 مليار دولار، خاصة في قطاعي السياحة والتجارة، كما أنهم رفعوا أسعار العقارات في البلاد.
انتقاد وقلق
وفي تعليقه على الوعود التي أطلقتها المعارضة، قال رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان إن هذه الوعود ضد السوريين ستجعل كيليشدار أوغلو "يتوقف عن الحلم بأن يصبح في يوم من الأيام رئيس وزراء، ولن يكون بمقدوره إعادة أي أحد لبلاده".
أما رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو فتعهد بحماية كل من يطرق باب تركيا، وأشار إلى أن "معتقدات وأعراف الأتراك لا تسمح بإعادة المظلوم أيا كان انتماؤه العرقي والديني إلى الظالم" في إشارة لنظام الأسد.
كما عبر لاجئون سوريون في تركيا عن انتقاداتهم لتصريحات الزعيم المعارض، وأكد أحدهم ويدعى سامر -اللاجئ لمدينة أنطاكيا- أن اللاجئين السوريين ليسوا ضد إحلال السلام في بلادهم، لكن تعهد زعيم معارضة تركي بطردهم لتحقيق مكاسب سياسية، أمر مناف لسياسة المعارضة في البلاد.
وأشار للجزيرة نت أنهم يأخذون تصريحات كيليشدار أوغلو بعين الاعتبار، رغم أنهم في الوقت الراهن يتعرضون فقط لمضايقات كلامية، وخاصة في المناطق ذات الأغلبية العلوية.
من جهته، استنكر عبد الفتاح أكين المؤيد للحكومة التركية استهداف السوريين من قبل زعيم المعارضة، وطالبه بإحلال السلام داخل حزبه "الذي يعاني من انقسامات داخلية حادة قبل التشدق بإحلاله في المنطقة".
وقال أكين للجزيرة نت إن زعيم المعارضة قدم تلك الوعود لإرضاء مؤيديه ذوي الأصول العلوية، وتساءل عن نوع السلام الذي يتحدث عنه بتسليم الأطفال والنساء لنظام الأسد.
تعاطف واتهام
أما المؤيد لحزب الشعب الجمهوري المعارض سنان ألجي، فرغم إقراره أن قسما كبيرا من الشعب التركي يتعاطف مع اللاجئين السوريين بتركيا، لكن هذا لا يعني أنهم "لم يضيقوا بهم ذرعا".
وأشار للجزيرة نت إلى أن قسما من الأتراك يربط زيادة الجرائم والسرقات في أماكن مختلفة بالأوضاع المعيشية السيئة، التي يعيشها السوريون بمختلف المدن التركية، وفق رأيه.
وأعرب عن إيمانه بأن السوريين يجب أن يعودوا لبلدهم، بعد إحلال السلام فيها، وذلك لن يتم بيد كيليشدارأوغلو -الذي وصفه بالشخصية الضعيفة- بل بواسطة تدخل المجتمع الدولي لحل المسألة السورية.
واتهم زعيم الحزب المعارض بأنه يستعمل ورقة اللاجئين السوريين لأنه "مفلس من أفكار واقعية وجدية" يكسب بها أصوات الشارع التركي في الانتخابات.
وكان بحث ميداني قامت به جامعة "7 ديسمبر" أظهر أن 50% من السوريين الموجودين بمدينة كيليس التركية الحدودية مع سوريا يرغبون في العودة فورا إلى بلادهم، في حين ينتظر 40% منهم انتهاء الحرب للعودة إليها، أما الباقون (10%) فيرغبون بمواصلة عيشهم على الأراضي التركية مستقبلا.
كما أشارت نتائج البحث أن 80% من سكان المدينة أكدوا أن السوريين رفعوا بشكل كبير مستوى التجارة والحياة الاجتماعية فيها.
ويُعد "الشعب الجمهوري" أكبر الأحزاب المعارضة التركية، ويتعرض أداؤه للانتقاد حتى من قبل مؤيديه، ورغم سقوط قلاعه أمام إصلاحات حزب العدالة والتنمية الحاكم، فإن هيئة التعليم العالي بالبلاد ما تزال تحت تأثيره.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!