
ترك برس
كتب الجنود الذين سقطوا في الأسر في الحرب العالمية الأولى قبل قرن من الزمان، رسائل لعوائلهم في تركيا، آملين بوصولها لأهلهم كي تطمئنهم عنهم ليعاودوا مراسلتهم ويطمئنوهم عن احوالهم، وكانت من ضمن هذه الرسائل رسالة من حاجي ديده كوزوجو في عام 1918 إلى والده، لكن هذه الرسالة لم تصل إلى والده، إلا أنها وصلت لأحفاده بعد قرن من الزمان.
أرسل كوزوجو رسالة من معسكر اعتقاله في الهند إلى قرية كارآغاتش في كيركاله وسط تركيا، تحمل بين طياتها قصة معاناة وحنين وشوق أحد الجنود العثمانيين الذين سقطوا في الأسر، فقد كتب العديد من أسرى حرب البلقان والحرب العالمية الأولى، رسائل لأحبائهم كي يطمئنوهم ويسألوا عن أحوالهم.
تسببت الأحداث في تلك الفترة بعدم وصول الرسائل لأصحابها، ومنها من وصل للأحفاد بعد أعوام طويلة، مثل رسالة حاجي ديدة كوزوجو، التي وصلت إلى يد حفيده، الذي يحمل نفس اسمه، وقد كتب فيها:
"سيدي المحترم، لقد وقعت في الأسر ونقلت إلى هذا المعسكر منذ ثلاثة أعوام، لم أتلقى خلالها أي رسالة من قريتي، لذلك لا يمكنني أن أصف لكم حالي بأي شكل من الأشكال، أطلب من حضرتكم، إرسال شخص للعنوان المدون للسؤال عن والدي سليمان آغا، هل هو حي أو ميت، لأطمئن عليه، ةأرجو من حضرتكم التكرم بالاهتمام بطلبي".
ترجم الهلال الأحمر التركي آلاف الرسائل المكتوبة التي لم تصل لأصحابها، من اللغة التركية العثمانية إلى اللغة التركية الحديثة، ثم بدأ بالعمل على تسليمها لأقارب أصحابها، ومن بينها أيضا رسالة حاجي ديده كوزوجو، التي كتبت في عام 1918 ولم تصل إلى والده سليمان آغا.
وتنتظر حوالي 300 ألف رسالة في أرشيف الهلال الأحمر التركي، من بينها رسالة حاجي ديده كوزوجو، أن تصل لأصحابها وبعد 103 أعوام بالضبط تم تسليمها لأحفاده في قرية كارآغاتش في كيركاله.
وفي حديث لقناة "TRT Arabi"، أعرب الحفيد حاجي كوزوجو، عن سعادته باستلام هذه الرسالة بعد قرن من الزمان قائلا: "قالوا لنا إنه حارب في جناق قلعة واستشهد فيها، ولا أعرف هل توجه إلى جناق قلعة وهل أقام فيها".
وقال كوزوجو: "لقد جاءوا إلينا، ورأوا والدي، وأخبرونا بأننا سنستلم رسالة بخط يده، والآن أوصلوا لنا هذه الرسالة، بارك الله فيهم، فنحن لم نرى جدي ولا نعرف أين قبره".
كان هدف الهلال الأحمر التركي إيصال جميع الرسائل لأصحابها، وحالت الظروف دون إيصالها، واليوم تم تسليمها كاملة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!