ترك برس
انتقد الإعلامي التركي سردار قره غوز، مدير عام وكالة الأناضول، طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية مع محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 تموز/يوليو 2016.
جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته في ندوة بعنوان "15 تموز: انتصار الإرادة الوطنية" بجامعة إسطنبول، وتمحورت الكلمة حول ردود الأفعال الدولية تجاه المحاولة الانقلابية.
وأشار قره غوز إلى أنه بينما كانت الحكومة الأمريكية تسعى بكل وضوح لتهيئة الأرضية لشرعنة الانقلاب كان الإعلام الأمريكي يتبنى نهجا يتسق مع هذا الموقف.
ولفت إلى أن الإعلام الغربي ولا سيما إعلام الدول الراغبة بحصول تغيير في السلطة بتركيا، كان يدعم المحاولة الانقلابية في بدايتها إما بشكل مباشر أو عن طريق الإيحاء.
وأضاف أن هذا الأمر يُظهر أن الأصداء الدولية للمحاولة الانقلابية (على صعيد وسائل الإعلام)، كانت تسير في خط مواز لمواقف النخب الحاكمة في العالم.
وأشار إلى أن البيت الأبيض عندما رأى فشل المحاولة الانقلابية أعرب في بيان عن دعمه للحكومة التركية، الأمر الذي تبعه تغير في خطاب الإعلام الأمريكي أيضا.
وأشار إلى أن الحكومة البريطانية كانت من بين أولى الحكومات التي أعلنت دعمها للديمقراطية في تركيا.
ولفت إلى أن الاعلام في تلك اللحظات عاش نوعا من التخبط وتأخر في اللحاق بركب المواقف الرسمية.
وأشار إلى أن الاعلام الدولي غير من مواقفه بالتوازي مع التغيير الذي حصل في مواقف النخب الحاكمة.
كما أشار من جهة أخرى إلى أن روسيا اتخذت موقفا واضحا رافضا للانقلاب، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان من أوائل الزعماء الذين اتصلوا بالرئيس رجب طيب أردوغان إثر المحاولة الانقلابية.
واعتبر قره غوز أن الناتو اتخذ موقفا متوازنا بشأن محاولة الانقلاب، في حين أن الاتحاد الأوروبي فشل في امتحان الديمقراطية.
وأضاف: "كان هناك صمتا مطبقا في أوروبا لحين نزول الشعب التركي إلى الشارع".
واشار إلى التزام الغرب الصمت لحظة وقوع محاولة الانقلاب في بادئ الأمر، وأن معظم المواقف الغربية جاءت إثر تبين إفشال المحاولة.
ولفت إلى خروج مظاهرات منددة بالمحاولة الانقلابية في دول غربية، بينما كانت تلتزم النخب الحاكمة الصمت وتقدم وسائل إعلام تلك الدول الدعم بشكل واضح للانقلاب.
ونوه أن المظاهرات لم تقتصر على الأتراك المقيمين في الغرب، بل شارك فيها العرب والباكستانيون المغتربون أيضا.
كما أشار إلى لعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا هاما في التصدي للمحاولة الانقلابية.
وأشار إلى أن الشعب لبى بسرعة نداء الرئيس أردوغان وخرج إلى الشوارع.
ولفت إلى أنه عند تقييم الأصداء الدولية، يتضح أن النخب الحاكمة ومن ورائها وسائل الإعلام تتخذ مواقفها بناء على الكفة الراجحة في ميزان القوة.
وأضاف: "فلنتخيل نجاح الانقلاب، لا أعتقد أنهم كانوا سيستخدمون عناوينا مختلفة عن تلك المتعلقة بمصر، وكانوا سيتحدثون عن شرعية الانقلاب وضرورة تجاوز ما حصل في تركيا بسرعة والذهاب إلى انتخابات، فهكذا جرت العادة دائما".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لتنظيم فتح الله غولن الإرهابي، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات؛ إذ توجه الأتراك بحشود غفيرة نحو مقرّي البرلمان ورئاسة الأركان في العاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن.
وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية كانت تنتشر حول تلك المقار على الانسحاب؛ ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!