ترك برس
كشف الأستاذ الدكتور، محمد غورماز، رئيس الشؤون الدينية السابق في تركيا، عن تفاصيل اتصال هاتفي دار بينه وبين رئيس بلاده، رجب طيب أردوغان، ليلة المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد صيف 2016.
وفي حوار أجراه "غورماز" مع صحيفة "عربي 21"، أكد صحة إجرائه الاتصال الهاتفي مع أردوغان ليلة المحاولة الانقلابية، مبيناً أن نيته "من هذا الاتصال أن أبعث الأمل فيه وأن أثبته، وأعتقد أن هذا ما حصل فعلاً، وقد استشعرت ثقة الرئيس في دحر محاولة الانقلاب."
وأضاف: "لما اتصلت به قرأت عليه حديث بدء الوحي حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة: خشيت على نفسي. فقالت له أمنا خديجة رضي الله عنها: إنك لتصل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، والله ما يخزيك الله أبدا، مذكرا له كيف أن العمل الصالح وإعانة الناس سبب لمنع الخزي. ثم قلت بعدها للرئيس: وأنت الآن أيضا تعين المستضعفين في العالم الإسلامي وتجير المظلومين (..) فبإذن الله لن يخزيك الله. وأخبرته عن إعلان الصلوات على النبي من المآذن، ففرح بهذا وطلب أن نضيف إليها دعوة الناس للميادين للدفاع عن حقوقهم وحرياتهم وإرادتهم، ففعلنا هذا."
وفي معرض ردّه على سؤال حول المكان الذي كان يتواجد فيه خلال الساعات الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة، قال العالم التركي إنه كان يتواجد بالصدفة في مقر الاستخبارات التركية بالعاصمة أنقرة، برفقة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، معاذ الخطيب، والذي كان قد طلب الاجتماع مع رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاقان فيدان، من أجل إبلاغه ببعض المعلومات من داخل سوريا.
وأشار إلى "هذا اللقاء كان محدداً سابقا في الساعة الثامنة والنصف يوم الانقلاب، حيث بدأت تحركات الانقلابيين في الساعة التاسعة مساءً، وحتى تم قصف مبنى الاستخبارات كنّا نحن معا داخل ذلك المبنى."
وأوضح أنه عندما "نتذكر هذا اللقاء اليوم ونقيّم الوضع فعلا، فإنه يمكننا الاعتقاد بأن ذلك اللقاء في ذلك الموعد بالتحديد كان أحد أسباب فشل الانقلاب، لأن رئيس الاستخبارات حينها كان على موعد آخر مع رئيس هيئة أركان الجيش التركي، خلوصي أكار، في مبنى هيئة الأركان (بالعاصمة أنقرة) ثم غادر من ذلك اللقاء إلى اللقاء معي لمدة ساعة فقط على نية العودة مرة أخرى إلى الاجتماع برئيس هيئة الأركان، ولو أنه بقي معه لكان تم احتجازه مع رئيس هيئة الأركان، ولربما تسبّب ذلك في أزمة كبيرة جدا لا يمكن تقدير وزنها حاليا."
يُذكر أن "غورماز" من مواليد كانون الثاني/ يناير 1959 بقرية قضاء "نيزيب"، الواقعة في ولاية غازي عنتاب، جنوبي تركيا.
أكمل تعليمه الجامعي عام 1987 في كلية الإلهيات في جامعة أنقرة، ثم بدأ الدراسات العليا في نفس الكلية، في تخصص الحديث بقسم العلوم الإسلامية الأساسية، وعمل في هذه الأثناء موظفا في مديرية الشؤون الدينية في أنقرة وفي مدينة "كرك قلعة" غربي تركيا.
تفرغ للدراسات والأبحاث في جامعة القاهرة لمدة عام واحد، مبتعثا من قِبل وزارة التربية الوطنية التركية عام 1988.
أتم دراسة الماجستير عام 1990 بعد مناقشة رسالته "موسى جار الله باغاييف: حياته، وأفكاره، ومؤلفاته". كما أكمل أطروحته للدكتوراة بعنوان "الإشكالية المنهجية في فهم وتفسير السنة والحديث" عام 1995، حيث حصل على الامتياز مع التوصية بالطبع لأهمية رسالته، ونال على هذه الأطروحة أيضا الجائزة الأولى للأبحاث العلمية الإسلامية لوقف الديانة التركي عام 1996.
درَّس في كلية الإلهيات بجامعة أحمد يَسَوي خلال الأعوام 1995 – 1997، وتولى مهمة إعداد برنامج المعهد العالي للإلهيات في جامعة الأناضول. ثم غادر إلى بريطانيا خلال عامي 1997 – 1998 للدراسة والبحث. ثم عاد بعدها ليصبح أستاذا مساعدا في جامعة أنقرة عام 1998، وأستاذا مشاركا عام 1999، وحاز الأستاذية عام 2000 وهو متخصص في علوم المنهجية لا سيما في الأصول والمقاصد إلى جانب اختصاصه في علم الحديث.
عُيّن نائبا لرئيس الشؤون الدينية التركية عام 2003، واستمر في منصبه حتى عام 2010؛ إذ عُيّن رئيسا للشؤون الدينية التركية حتى عام 2017، حيث قام على العديد من المشروعات العلمية والعملية التي طورت دور رئاسة الشؤون الدينية في المجتمع التركي والعالم، وقام أثناءها بالعديد من الجولات العالمية، كان أشهرها زيارته للمسجد الأقصى وخطبته يوم الجمعة هناك على منبر صلاح الدين. فيما يعمل حاليا رئيسا لمعهد التفكر الإسلامي في أنقرة.
واحتفلت تركيا، الخميس، بيوم "الديمقراطية والوحدة الوطنية"، إحياءً لذكرى إحباط محاولة الانقلاب التي نفذتها عناصر من تنظيم "غولن" الإرهابي في 15 يوليو/ تموز 2016.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!