ترك برس-الأناضول
تشكل قلعة "زرزوان" التاريخية في ولاية ديار بكر التركية (جنوب شرق)، واحدة من الوجهات الرئيسية للمصورين المحترفين والهواة، ومصدر إلهام لهم لتوثيق أجمل لحظات غروب الشمس.
ويمتد تاريخ القلعة الواقعة في قضاء "جينار"، إلى ما قبل 3 آلاف عام، وتُشير المعطيات التي تم التوصل إليها نتيجة عمليات الحفر والتنقيب في المنطقة، إلى أنها كانت تُستخدم كحامية عسكرية من قبل الإمبراطورية الرومانية.
ونظرًا للأهمية التاريخية لقلعة "زرزوان"، أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو"، إلى جانب مواقع تراثية أخرى ضمن القائمة المؤقتة للتراث العالمي.
أجرى علماء آثار دراسات في القلعة منذ عام 2014، أفضت لاكتشاف معبد "ميثرا" العائد للفترة الرومانية، وبقايا سور للقلعة بارتفاع 12-15 م وطول 1200 م، وبرج مراقبة وحصن دفاع بارتفاع 21 م، وكنيسة، ومبنى إداري، ومساكن للحرس، ومخازن للحبوب والأسلحة، وملاجئ ومقابر صخرية بالإضافة إلى قنوات مائية.
وأدت تلك الاكتشافات إلى جذب اهتمام السياح، إلى جانب تسليط الضوء على تاريخ القلعة التي تعتبر قيمة سياحية مهمة لمدينة دياربكر.
وترحب قلعة زرزوان بزوارها على مدار العام، لاسيما أنها تشكل وجهة مهمة جدًا للمصورين، خاصة الراغبين بالتقاط صور مميزة لغروب الشمس.
وقال رئيس فريق التنقيب في قلعة "زرزوان" الأستاذ المساعد آيتاج جوشقن، لوكالة الأناضول، إن أعمال التنقيب والترميم بدأت في القلعة قبل نحو 7 سنوات، ولا تزال مستمرة حتى الآن.
وذكر جوشقن أن الحفريات الجارية في هذه المنطقة تضطلع بأهمية كبيرة في مضماري التاريخ والسياحة، لأنها تسلط الضوء على مزيد من المعلومات حول تاريخ القلعة.
وأشار جوشقن إلى أن القلعة مهمة جدًا لقطاعي السياحة المحلية والدولية، حيث تشكل وجهة رئيسية للمصورين وعشاق الرياضة ومحبي مراقبة النجوم.
وتابع: قلعة زرزوان من أفضل الأماكن في تركيا التي توفر فرصة الاستمتاع بمراقبة السماء وحركة النجوم. أستطيع القول أن أفضل مكان لمشاهدة شروق الشمس في منطقة بلاد ما بين النهرين يكون في جبل نمرود بولاية "آدي يامان" (جنوب شرق تركيا) وأجمل منظر غروب يكون في قلعة زرزوان.
وأوضح جوشقن أن القلعة كانت تستضيف في مرحلة ما قبل جائحة كورونا، آلاف المصورين من عشاق مشاهدة والتقاط صور غروب الشمس، لهذا السبب تعتبر القلعة من أهم الوجهات للمصورين.
- نهدف لاستقطاب مليون زائر عام 2022
ولفت إلى أن القلعة أصبحت عبارة عن مركز طبيعي يجمع المصورين الهواة والمحترفين، وأنها وجهة متكررة للمصورين في جميع الفصول.
وأردف قائلا: يقوم المصورون بعرض الصور التي التقطوها عدساتهم هنا في العديد من المعارض التي يجري تنظيمها في مدن تركية وفي الخارج.
وبيّن جوشقن أن القلعة استضافت 420 ألف زائر، 70 ألفًا منهم من الأجانب، في عام 2019، كما بلغ عدد زوار القلعة 160 ألف زائر عام 2020، رغم جائحة كورونا.
وزاد: في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، تجاوز عدد زوار القلعة الـ 75 ألفًا. إننا نهدف لاستقطاب 500 ألف زائر بحلول نهاية العام إذا ما استمر تراجع انتشار جائحة كورونا. كما نهدف لاستقطاب نحو مليون زائر حتى نهاية 2022.
- معرض غروب الشمس
بدوره، قال رئيس جمعية ديار بكر للتصوير الفوتوغرافي، "محمد قليج أوغلو"، إنه يمارس هواية التصوير في قلعة زرزوان منذ 4 سنوات وعلى مدار الفصول الأربعة.
وأوضح قليج أوغلو لمراسل الأناضول، أنهم افتتحوا 7 معارض للصور الفوتوغرافية في القلعة، والقلعة عبارة عن استوديو متكامل يوفر للمصورين عرض الصور التي التقطتها عدساتهم.
ونوه الى أن القلعة التاريخية تعتبر واحدًا من أفضل الأماكن التي التقطت فيها العديد من الصور لغروب الشمس في تركيا.
واستطرد: قلعة زرزوان هي مركز تاريخي وآثاري وطبيعي مهم يوفر لزواره فرصة مشاهدة واحدٍ من أفضل مناظر الغروب في تركيا والعالم. إن هذا المكان لا يعتبر مركز جذب للمصورين فقط، بل لعشاق السفر والرحالة والرياضيين وعشاق ركوب الدراجات.
وتابع القول: نحن كمصورين محترفين نعمل على التقاط أجمل الصور لغروب الشمس عند القلعة، في كل يوم وخلال الفصول الأربعة. قريبا سوف نفتتح في القلعة معرضًا جديدًا للصور الفوتوغرافية سيكون موضوعه غروب الشمس.
من جهته، قال المصور "جيمن طونج"، بأنه التقط صورًا جميلة جدًا في القلعة ومحيطها.
ولفت طونج إلى أن تصوير لحظات غروب الشمس يمنح المرء شعورًا رائعًا للغاية وطاقة إيجابية تبعث على النشاط.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!