ترك برس
ستكون مدينة نيويورك الأمريكية، الاثنين، على موعد مع افتتاح "البيت التركي"، بمشاركة الرئيس، رجب طيب أردوغان ومسؤولين آخرين من تركيا وخارجها. فما هي قصة هذا الصرح التركي الذي بات أحد رموز نيويورك؟
وكانت تركيا قد أقدمت على شراء المبنى المذكور عام 1977، بمساهمة من وزير خارجيتها آنذاك إحسان صبري جاغلينكل الذي شغل منصب ممثل تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة حتى 2013.
وتبلغ المساحة الإجمالية لمبنى "البيت التركي" متعدد الأغراض نحو 20 ألف متر مربع، وبطوابقه الـ35 يقف شاخصاً مقابل مبنى الأمم المتحدة بارتفاع 171 متراً، وبجواره ساحة الأمم المتحدة والممثل الدائم للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، بحسب تقرير لـ "TRT عربي."
وبفضل موقعه المتميز مقابل مبنى الأمم المتحدة وسط مدينة نيويورك وشكله وتصميمه المستوحى من زهرة "التوليب" التركية والمنمق بالزخارف السلجوقية والعثمانية القديمة المستوحاة من التاريخ التركي الزاخر، سيكون من أبرز الرموز التي تكشف عن مكانة تركيا ونفوذها المتنامي على الصعيد العالمي، فضلاً عن سياستها الخارجية النشطة والفعّالة.
وجرى إنشاء المبنى الجديد بتقنيات حديثة صديقة للبيئة مكان القنصلية التركية سابقاً بمدينة نيويورك التي بقيت فاعلة حتى عام 2013. وصُمم المبنى وبُني ليضم البعثة الدائمة والقنصلية العامة لتركيا، وقاعات للاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، فضلاً عن كراج للسيارات ومساكن للموظفين في الطوابق العليا.
يُذكر أن تركيا كانت أقدمت على شراء المبنى من شركة "أي بي إم" الأمريكية العملاقة المتخصصة في مجال البرمجيات، بمبلغ قارب 3 ملايين دولار أمريكي عام 1977.
ويعد مبنى "البيت التركي" أحد أكبر استثمارات الجمهورية التركية العقارية في الخارج منذ تأسيسها، بتكلفة بلغت أكثر من 291 مليون دولار أمريكي. ونفذ المشروع الذي شارك الرئيس أردوغان بوضع حجر أساسه عام 2017 من قبل شركة المقاولات التركية (IC İçtaş İnşaat) بالتعاون مع شركة المقاولات الأمريكية (Tishman).
الشركة المعمارية "بيركنز إيستمان" التي فازت بمناقصة تصميم مبنى "البيت التركي" بمدينة نيويورك، كانت قد أرسلت كبير معماريها جوناثان ستارك إلى تركيا من أجل البحث والتنقيب عن المعمار التركي السلجوقي والعثماني والخروج بأفضل تصميم يعكس روح العمارة التركية الإسلامية القديمة، وإعادة إحيائها وسط المدينة الأكثر ازدحاماً بالسكان والثقافات حول العالم.
وبعد إتمام العديد من التصاميم المبدئية جرى الاتفاق على التصميم النهائي لناطحة السحاب على شكل زهرة "التوليب" التركية محاطة بزخارف سلجوقية وعثمانية، التي أضافت رمزية إلى أفق مدينة نيويورك وتعكس الثقافة والتاريخ والتنوع التركي.
واليوم يمكن رؤية مبنى "البيت التركي" الذي يحمل الزخارف المعمارية التركية التقليدية، بخاصة السلاجقة يرتفع إلى السماء على شكل زهرة التوليب من وسط مدينة مانهاتن ومناطق إيست ريفر ولونغ آيلاند سيتي.
وصمم المبنى التركي الجديد ليكون صديقاً للبيئة من خلال معايير التصميم الأخضر، وجرى استلهام تصميم بوابة المبنى استناداً إلى هندسة الخانات لدى الإمبراطوريتين السلجوقية والعثمانية.
وبات مبنى "البيت التركي" الآن جاهزاً ليأخذ دوره باعتباره أحد أبرز رموز السياسة الخارجية التركية النشطة في السنوات الأخيرة، ودورها النشط في نصرة قضايا الضعفاء والمظلومين من حول العالم.
وخلال حديثه مشاركته في المؤتمر العام الـ26 لجمعية رجال الأعمال والصناعيين الأتراك المستقلين (موصياد) الذي انعقد السبت الماضي في مدينة إسطنبول، قال أردوغان تأكيداً لدور تركيا المتنامي في السياسة الخارجية: "تركيا بقوتها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية باتت صاحبة كلمة ورأي في كل القضايا التي تخص المنطقة"، وأشار إلى أن من الممكن رؤية تأثير تركيا بكل أرجاء المنطقة من سوريا إلى ليبيا ومن المتوسط إلى القوقاز.
ووفقاً لوزارة الخارجية التركية سيساهم "البيت التركي" في مواصلة البعثات التركية العاملة في نيويورك لنشاطاتها بشكل فعال ومثمر أكثر، وفي زيادة جودة الخدمات المقدمة للمواطنين الأتراك، وفي التعريف بمكانة تركيا، فضلاً عن كونه مركزاً لنصرة قضايا المظلومين العادلة، التي تقف تركيا في صدارة المدافعين عنها ومتداوليها على الساحة الدولية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!