أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
الانقلاب الذي حدث في مصر، وقرار الإعدام الذي صدر بحقّ الرّئيس المعزول محمد مرسي، يجعلنا نتحدّث عن الانقلابات التي لم تفارق أذهاننا.
فهذه الكلمة مازالت محفورة في أذهاننا. وله عدّة أسباب قوية.
بعد أن خرجت مصر من إطار الحكم العثماني، ساد في هذا البلد نظام الحكم الملكي. ومن ثمّ جرى انقلاب عسكري وظلّت تحت حكم العسكر لما يقارب الخمسين عام.
ومع وصول نفحات الرّبيع العربي، زال نظام العسكر من هذا البلد وأُجريت الانتخابات الحرّة والنّزيهة التي فاز فيها ممثّلو الإخوان المسلمين بأغلبية على باقي منافسيه.
ولم يدم طويلاً حتّى قام وزير الدّفاع عبد الفتاح السيسي بإجراء انقلاب عسكري بدأ على إثره نقاش طويل في الأوساط الدّولية.
وقد رحّبت كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي بهذا الانقلاب، وذلك خشيةً منهم بأن تسيطر الجماعات الإسلامية المتشدّدة على الحكم وبالتّالي فإنّهم ظنّوا بأنّ نظام الحكم في مصر سينقلب إلى نظام متطرّف.
صحيح أنّ العالم الغربي رحّب بالانقلاب العسكري الذي جرى في مصر، إلّا أنّ القيادة التركية أخذت موقفاً مغايراً تماما لمواقف الدّول الغربية من هذا الإجراء التّعسّفي الذي قام به السيسي وأعوانه من الدّاخل المصري وخارجه. وإنّنا في هذا الصّدد ننتظر من الغرب أن يدافعوا بشكل أقوى عن قيم الدّيمقراطية التي ينادون بها.
ننتظر مثل هذه الخطوة من العالم الغربي، لأنّنا ندرك جيداً بأنّ مثل هذه الخطوة ستنعكس بشكل إيجابي على الدّاخل التركي وستمنع أولئك الذين يستميتون من أجل حدوث انقلاب عسكري في تركيا كي يستطيعوا تحقيق مطامعهم.
ومن الملاحظ أنّ محبّي الانقلابات العسكري والرّاغبين في إجرائها في الدّاخل التركي، يستيقظون من ثباتهم بين الفينة والأخرى. فهم يذكّروننا بالحزب الدّيمقراطي أحيانا، كما يجعلوننا نستذكر الانقلاب العسكري الذي جرى في الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر عام 1980. يذكّروننا بانقلاب عام 1982 لأنّهم يحاولون صبغ ما قام به كنعان إيفرين حينها بالغطاء الشّرعي.
والإعلام الموالي لهؤلاء الذين يعشقون الانقلابات في تركيا، لم يتوانوا في إطلاق العناوين التي تحرّض على الانقلاب في تركيا. فقد كتبت بعض الصّحف "الرّئيس الذي استلم الحكم بنسبة 52 بالمئة يصدر بحقّه حكم الإعدام". وهذا أمر بالطّبع يزعجنا.
على الرّغم من أنّنا ننادي بأعلى أصواتنا بأنّ عهد الانقلابات قد ولّى في تركيا، إلّا أنّ هناك أطرافاً تحاول استغلال كل الفرص وتعمل على إحياء كابوس الانقلابات في ذاكرتنا.
بعد استلام حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم في البلاد، جرت عدّة محاولات انقلاب على الحكومة الشّرعية في تركيا. ولا ننسى أنّ محاولة عرقلة ترشّح الرّئيس السابق عبد الله غل لمنصب رئاسة الجمهورية عام 2007، تعتبر محاولة انقلاب على النّظام الحاكم أيضاً.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس