أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

خرج البعض منتصرين لكنعان إيفرين قائد الانقلاب العسكري عام 1980، وأعربوا مجددا بعد وفاته عن تأييدهم ودعمهم لما قام به في ذلك العام، والبعض الآخر، وحتى بعد مرور 34 عاما على الانقلاب، يحاولون وضع مبررات لما قام به الرئيس السابع للجمهورية التركية، ويتحدثون عن أنه كان مُجبرا على القيام بذلك.

لا نستغرب من دعم محبي "إيفرين" للانقلاب العسكري الذي قام به، فما يزال البعض ممن لا يستطيع ممارسة السياسة الحقيقية، يتمسك بمبدأ "طلب النجدة من العسكر لإنقاذ الدولة"،  وكانوا دائما يدافعون عن الانقلابات العسكرية من خلال الدفاع والحديث عن انقلاب عام 1960، وما تبعه من دستور جديد للبلاد، وحاليا يحاولون ترسيخ قاعدة "انقلاب جيد وآخر سيء" للترويج للانقلابات العسكرية.

اليوم لا يوجد حالة تستوجب إنقاذ تركيا من أوضاع متردية، ولهذا يسعون جاهدين إلى توفير تلك البيئة التي تمهد لتدخل العسكر، وقد حاولوا مرارا وتكرارا زرع هذا الأمر في نفوس الناس، فتارة يقولون "يقودون تركيا نحو الانقسام"، وتارة يستخدمون الملف الكردي.

يسعى هؤلاء إلى إيصال الشعب لحالة يقول فيها "كفى"، كما حصل عام 1980، وهذا ما يجعلهم يثيرون القضية الكردية بين الحين والآخر، لأنهم قد آمنوا أنّ "كنعان إإيفرين" قام بالانقلاب العسكري مجبورا، ويحاولون اليوم إقناع الناس بأنّ القيادة المدنية قد انهارت وحان وقت  تسليم المهمة للجيش.

أقوى عُنصر يُساعدهم على الاستمرار بحملاتهم هذه، هي صدور قرارات بالبراءة لعدد من الانقلابيين على يد قضاة اكتشفنا أنهم تابعين للتنظيم الموازي، معتبرين صدور قرارات بالعفو عن الداعمين للانقلاب العسكري عام 1980، بمثابة الانتصار العظيم، ويستغلون ذلك من أجل إقناع الناس بأنّ ما جرى من محاكمات للانقلابيين هي مؤامرة تستهدف الدولة التركية.

يتحدثون وكأنّ شيئا لم يحصل في انقلاب 28 شباط، ويقولون أنّ انقلاب 12 أيلول كان إجباريا، ويهدفون من ذلك إلى إيهام الناس بأنّ بعض الانقلابات العسكرية كانت من صالح تركيا وشعبها.

وبعد وفاة كنعان إيفرين، خرجوا علينا ليقولوا أنّه رئيس "منتخب" للجمهورية، نعم، الشعب وافق على الرئيس التركي والدستور سويا بعد الانقلاب العسكري، لكن ذلك التصويت كان في ظل سجن الرأي الآخر، ومنعه قانونيا، فأصوات الشعب حينذاك كانت مغلفة بغلاف الرعب والخوف، ولم يكن هناك جواب يستطيعون كتابته على ورقة التصويت سوى "نعم"، هكذا تم انتخاب كنعان إيفرين.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن