أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
تدل الحملات الانتخابية التي جرت حتى اللحظة، على أنّ هدف حزب العدالة والتنمية سيكون موجه نحو ناخب حزب الشعوب الديمقراطي ممثل الأكراد، فقد أعرب المتحدثون باسم العدالة والتنمية عدة مرات عن عدم رغبتهم بتجاوز حزب الشعوب الديمقراطي لنسبة الحسم.
هذا أسلوب سياسي طبيعي، فكل حزب سياسي يسعى للنجاح، يسعى أيضا لعدم نجاح الأحزاب الأخرى في تحقيق أهدافها، لكن وضع حزب الشعوب الديمقراطي مختلفا بعض الشيء بالنسبة لحزب العدالة والتنمية.
إذا استمرت عملية السلام، فالطرف الآخر الذي سيجلس على الطاولة في مقابل الحكومة التركية سيكون حزب الشعوب الديمقراطي، وإذا لم يتواجد ممثل الأكراد على الطرف المقابل فسيبقى مكانه شاغرا، وبذلك تصبح عملية السلام على المحك.
لو لاحظنا الخطابات الأخيرة لرئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان، لوجدنا أنّ حزب الشعوب الديمقراطي يحتل الصفوف الأولى فيها، حتى إنّ اردوغان اقترب في خطاباته من أسلوبه الذي كان يستخدمه في الماضي، ضد الإرهابيين الذين كانوا يستهدفون الجيش التركي.
ربما يكون ذلك من متطلبات الحملة الانتخابية، لكن استغلال ذلك لأمور أخرى هو أمرٌ ممكن الحدوث أيضا، فكلما ارتفعت حدة التنافس والاحتقان، زادت فرصة استغلال ذلك من قبل بعض الأطراف التي تسعى إلى تدمير عملية السلام.
بكل تأكيد سينتج عن استهداف حزب العدالة والتنمية للمؤيدين لحزب الشعوب الديمقراطي، من خلال الحملات الانتخابية وشن الهجمات من قبل الأول على الأخير، سينتج عنه بعض النتائج الأخرى.
قد يكون حزب العدالة والتنمية يتحرك الآن من أجل منع الكردي الذي كان يعطي صوته للعدالة والتنمية، من التصويت لحزب الشعوب الديمقراطي، كما أنّ العدالة والتنمية يسعى لكسب ود الناخب الذي يقف قريبا من حزب الحركة القومية.
لكن هذه الإستراتيجية قد ينتج عنها نتائج أخرى أيضا، فيجب علينا جميعا أنْ نرى الخطر القائم من هذه الإستراتيجية، والمتمثل بفقدان ثقة الناخب الكردي بحزب العدالة والتنمية للاستمرار بعملية السلام والمصالحة الوطنية مع الأكراد.
عندما يشعر الناخب الكردي بخطر سقوط حزب الشعوب الديمقراطي وخطر عدم تجاوزه نسبة الحسم، وبوجود حملة انتخابية لحزب الشعوب الديمقراطي مليئة بالوقوف في وجه اردوغان وشيطنته، سيرى الناخب الكردي نفسه مضطرا للتصويت للحزب السياسي الذي يمثل الأكراد، وإشارات ذلك واضحة أمامنا منذ عدة أشهر.
ولو انطلقنا من مبدأ حسابات الأصوات الانتخابية، لوجدنا أنّ تحقيق هدف حزب العدالة والتنمية، بإيجاد دستور مدني جديد للبلاد، وبتحقيق عملية السلام مع الأكراد، قد يمر عبر "تحالف" مع حزب الشعوب الديمقراطي، ولهذا يجب أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار أيضا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس