ترك برس
احتضنت جزيرة الديمقراطية والحريّات “ياسلي أضا”، اجتماعًا لـ”منظمة الدول التركية" التقى فيه قادة الدول التركية لأول مرة تحت هذه المظلة، في الجزيرة التي شهدت بعضًا من أكثر الأيام ظلمة في تاريخ الجمهورية التركية، لكنها أصبحت مركزا للمستقبل المشرق لدول العالم التركي.
تقع هذه الجزيرة الصخرية الصغيرة في بحر مرمرة بجوار إسطنبول، ويبلغ عرضها 185 مترا وطولها 740 مترا مربعا، وقد تم استخدامها كزنزانة للمنفيين السياسيين في الفترة البيزنطية.
وقد حصلت جزيرة “ياسلي أضا”، المجاورة لإسطنبول، على سمعتها السيئة إثر اعتقال نواب وإداريي الحزب الديمقراطي جراء انقلاب 27 أيار/ مايو 1960، بعد أن استضافتهم الجزيرة لمحاكمتهم.
احتُجِزَ رئيس الجمهورية جلال بايار، ورئيس الوزراء عدنان مندريس، وكذلك وزراء ونواب الحرب الديمقراطي في ياسلي أضا، معزولين لأشهر في زنازين تأسس بعضها في العصر البيزنطي، ولم يسمح حتى لعوائلهم بزيارتهم.
وزاد إعدام رئيس الوزراء عدنان مندريس، ووزير المالية حسن بولاتكان، ووزير الخارجية فاتن روشتو زورلو، في الجزيرة بقرار من المحكمة، من الظلام الذي حل بجزيرة ياسلي أضا.
وقد أعيدت تسمية الجزيرة التي كانت تُسمّى “ياسي أضا” باسم “ياسلي أضا”، لأنها كانت شاهدة على أسوا أيام قمع الديمقراطية في تاريخ الجمهورية، كما بدأت تشهد فترة جديدة كجزيرة للديمقراطية والحريات.
اكتمل تجهيز الجزيرة لعهدها الجديد بتعليمات ومبادرة من الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد أن تركت “ياسلي أضا” أيامها السوداء القديمة، وتم تحويلها إلى مركز مؤتمرات مهم ومتحف في الهواء الطلق، لما في ذلك من أهمية للذاكرة الاجتماعية.
وأصبحت اليوم جزيرة ياسلي أضا “جزيرة الديمقراطية والحريات” بعد أن عقد فيها اجتماع لقادة العالم التركي، مركزا للتاريخ الجديد.
حضر القمة التي نظمت في جزيرة الديمقراطية والحريات تحت شعار "المدن الذكية والتقنيات الخضراء في العصر الرقمي" كل من الرئيس رجب طيب أردوغان، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس كازاخستان قاسم جومرت توقاييف، و رئيس قيرغيزستان سادير جاباروف، ورئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف، ورئيس توركمانستان غوربانغولو برديموهمدوف، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، والأمين العام للمجلس التركي بغداد أمرييف.
خلال القمة، وجه الرئيس رجب طيب أردوغان، رسالة للقادة الأتراك والعالم التركي يدعوهم من خلالها للوحدة والتضامن قائلا: “وضعنا اسمنا وهيكلنا الجديد بتأسيس تشكيلات الدول التركية، مما سيسهم بالمحافظة على جذورنا المشتركة ونمونا وتطورنا وازدهارنا بشكل أسرع، وسنسعى للاستمرار على هذا المنوال".
أكد الرئيس أردوغان، على أهمية جزيرة الديمقراطية والحريات قائلا: "حفرت جزيرة ياسي أضا في ذاكرة أمتنا بذكريات مؤلمة، وستشهد جزيرتنا ياسلي أضا من الآن وصاعدا اجتماعات دولية، وستصبح نقطة محورية للعالم التركي".
وقد صدر بيان عن القمة الثامنة لرؤساء دول المجلس التركي، يقضي بتغيير اسم مجلس التعاون للدول الناطقة باللغة التركية إلى اسم "منظمة الدول التركية".
وأثنى رئيس كازاخستان، قاسم جومرت توقاييف، احد القادة المشاركين في منظمة الدول التركية، على رئيس الوزراء عدنان مندريس، الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب الكازاخستانيين المقيمين في تركيا قائلا: “أريد التطرق لكلمات عدنان مندريس، الترحيبية بآلاف العوائل الكازاخستانية الذين عانوا من أيام عصيبة وعبروا الجبال قادمين إلى أراضي الأناضول في منتصف القرن الماضي، لقد احتضنهم قائلا: (أنتم عوائلنا وأخوتنا)".
وأضاف توقاييف: “لقد كان رجل دولة وقائدا متميزا، شغل منصب رئيس وزراء جمهورية تركيا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لمدة 10 أعوام، ولا يمكن أن ينسى الكازاخستانيون الشخص الخلوق الذي وفر لهم فرصا عديدة للاستقرار و العمل والتأسيس في تركيا، إن عقد لقائنا في جزيرة الديمقراطية والحريات يرتبط بعلاقة مباشرة بمصير عدنان مندريس".
اختتم توقاييف، خطابه في القمة قائلا: “أحيي روح عدنان مندريس، بصفتي رئيس جمهورية كازاخستان، نيابة عني وعن الشعب الكازاخستاني، باحترام وامتنان، كما أعرب عن امتناني الصادق لكل الشعب التركي، متمنيا أن تدوم صداقة بلدينا الشقيقين للأبد".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!