ترك برس

تنتج ورشة في منطقة أروه بولاية سيرت جنوب شرقي تركيا قماش "شال شبيك" (şal şepik) العريق المنسوج من خيوط "المخير" (Mohair) المشابه للحرير والمُلوّن بألوان مستخلصة من جذور النبات، ويتميز بجودته العالية وفرادته التي تؤهله قريبًا لدخول الأسواق العالمية.

تقع الورشة التي تنتج قماش شال شبيك في بناء قديم كان سجنًا في السابق لكنّه تحوّل إلى ورشة صناعية تنتج القماش العريق الذي يرتديه سكان شيرناق وسيرت جنوب شرقي تركيا منذ عشرات السنين.

وقد ارتدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزوجته أمينة أردوغان، ملابس مصنعة من قماش "شال شبيك" في أثناء زيارته لمدينة سيرت في 4 ديسمبر للمشاركة في إحدى الفعاليات.

ولدى سؤال السيدة أردوغان، عن القماش الذي تفضله، أجابت قائلة: "لم أستطع رؤية المعطف الذي يرتديه الرئيس، لكنني أدركت عند قدومي إلى سيرت بأننا نرتدي نفس القماش ونفس اللون، فقلت له إنني آمل بأن ينتج مصممونا ألبسة من نفس هذا القماش حتى يصل للأجيال القادمة في المستقبل، وأن يتم تقديم حوافز لإحيائه من جديد".

تُجمع الخيوط التي يُنسج منها قماش "شال شبيك" من شعر الماعز المعروف بـ"المخير"، وتمرّ عملية تصنيعه وتحويله إلى خيوط بعشر مراحل، ثم يُنسج على أنوال يدوية ويُصبغ بألوان مختلفة، ثم تخيّط منه الملابس المحلية المختلفة والمعاطف والبنطلونات والتنانير.

ويتميز "شال شبيك" أيضًا بإمكانية ارتدائه في جميع المواسم، فهو يحافظ على البرودة في فصل الصيف والدفء في فصل الشتاء.

سيف الدين تشليك، مدير مركز التعليم المجتمعي في منطقة أروه، صرح لوكالة الأناضول، بأن قماش "شال شبيك" حصل على براءة اختراع للتصميم الصناعي بناء على طلب من رئيس بلدية منطقة أروه، وقال: "يعد هذا القماش إرثًا لمنطقتنا، يجب أن يستمر إنتاجه لينتقل للأجيال القادمة، كما يتم نسجه على أنوال مثبتة في أرضية المنازل. لقد شهد إنتاجه انخفاضًا في ثمانينيات القرن الماضي وكان على وشك الاندثار".

أضاف تشليك: "قمنا بتدريب 6 معلمين في دوراتنا بالمركز، وقمنا بتقديم قماشنا للرئيس أردوغان وزوجته، كما ارتدى كلاهما ملابس مصنوعة من هذا القماش في أثناء زيارتهما لسيرت، ويسعدنا ارتداؤهما قماش منطقتنا، ويسعدنا أيضًا اشتهار منطقتنا بالألبسة الجميلة المنتجة من هذا القماش وليس بالحوادث الإرهابية. نحن بحاجة للدعم لنواصل إنتاج هذا القماش ولنحفز شباب المنطقة على التدريب على إنتاجه".

من الجدير بالذكر أن قماش شال شيبك من أنواع القماش الطبيعي تماما، الذي يعيش لمدة 30-40 عاما، ويتطلب إنتاجه عملا صعبا في كل مرحلة من غسل خيوط الموهير، وغزلها، ولفّها ببكرات، ثم لفّه على النول لنسجه، ثم الغسل، والصبغ، والغلي، والضغط لمدة يوم كامل حتى يصبح جاهزا، كما يفضل ارتداؤه أيضًا في الأعراس والأعياد والمناسبات الخاصة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!