ترك برس
حظي انتعاش الليرة التركية، باهتمام واسع لدى الصحافة العالمية، وبالأخص تلك التي في الدول الأوروبية والغربية، حيث قالت إنها تأتي في إطار مكافحة الرئيس رجب طيب أردوغان لـ "مكافحة الدولرة."
ومنذ مساء الاثنين، تواصل الليرة التركية، انتعاشها أمام الدولار، حيث حققت صعوداً قياسياً جديداً في تعاملات الخميس، وذلك بعد أن سجلت 10.90 مقابل الدولار.
ويأتي انتعاش الليرة في أعقاب تصريحات أدلى بها الرئيس التركي، الاثنين، كشف خلالها عن خطة اقتصادية وسياسة مالية جديدة، شهدت على إثرها قيمة العملة المحلية طفرة هائلة على نحو فوري.
وقبيل التصريحات بلغ سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار 18.37، وتراجع بعد الخطاب مباشرةً إلى 12.2756.
وكالة "رويترز" العالمية للأنباء، وصفت ارتفاع قيمة الليرة التركية، عقب تصريحات أردوغان عن خطة الحكومة التركية الاقتصادية الجديدة، بـ"الانتعاش التاريخي".
وأوضحت أنّ الخطة الجديدة تأتي في إطار سعي أردوغان لـ"مكافحة الدولرة"، وحماية الودائع بالعملة المحلية من تقلّبات الأسواق، وذلك وسط مساعي الرئيس التركي لحماية الليرة التركية ومكافحة عمليات المضاربة عليها.
وتحدّثت الوكالة إلى مستشار الرئاسة التركية جميل ارتيم، ونقلت عنه قوله إنّ "الإجراءات الجديدة ألغت الحاجة إلى طلب المستثمرين الأفراد على الدولار"، وأنّ ذلك يشكّل "تحوّلاً نموذجياً مهماً للغاية" للاقتصاد التركي، بحسب ما نقله تقرير لـ "TRT عربي".
بدورها، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنّ قرارات الحكومة التركية الجديدة إزاء قيمة عملتها الوطنية أسفرت عن عودة ضخمة لليرة، وذلك بعد فترة من "إحجام المدخرين عن الادخار والاستثمار في الليرة التركية، واختيار الدولار والذهب بدلاً عنها، وهو ما زاد بدوره من الضغط على العملة المحلية".
وأوردت الصحيفة تفاصيل خطة وزارة الخزانة والمالية التركية لتشجيع المودعين الأتراك، والتي تستند على آلية "وديعة الليرة التركية المحميّة من تقلّبات أسعار الصرف"، والّتي تضمن للمودع بالليرة عدم الوقوع ضحية التقلّبات في أسعار الصرف، والحصول على الفائدة المُعلنة، مضافاً إليها الفرق في سعر الدولار بين وقت الإيداع والسحب.
ونقلت تصريح الرئيس أردوغان بأنّه: "من الآن فصاعداً لن تبقى حاجة إلى تحويل مواطنينا مدخراتهم من الليرة إلى العملات الأجنبية خشية ارتفاع أسعار الصرف".
من جهتها، نوّهت "فايننشال تايمز" بأنّه رغم انخفاض قيمة الليرة التركية خلال الأسابيع الماضية، فإّن المالية العامة لأنقرة "لا تزال قوية مقارنةً بالعديد من الأسواق الناشئة الأخرى".
افتتحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية خبرها عن ارتفاع سعر الليرة التركية، قائلةً: "حققت العملة المحلية في تركيا مكاسب كبيرة (...) بعد أن أعلن الرئيس أردوغان عن إجراءات استثنائية".
وأفادت الصحيفة بأنّ الخطة المالية الجديدة "تهدف إلى حماية الودائع بالليرة من التقلّبات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة"، وأنّ الحكومة ستغطي خسائر أصحاب الودائع بالليرة في الحالات التي يتجاوز فيها انخفاض قيمة الليرة وأسعار الفائدة المصرفية مقابل العملات الأجنبية.
وأشارت إلى أنّ الحكومة التركية استطاعت بذلك زيادة الثقة بين قطاع واسع من المدخّرين، ونقلت عن ألباسلان تشاكر، رئيس جمعية البنوك التركية، قوله إنّه "جرى بالفعل تحويل مليار دولار إلى الليرة التركية فور إعلان أردوغان الإجراءات الاستثنائية الجديدة".
هذا ومن أبرز التدابير التي أعلنها أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع الحكومة، هو الكشف عن آلية جديدة تتيح للمودعين تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالليرة التركية.
وتقوم الآلية المسماة بـ "وديعة الليرة التركية المحمية من تقلبات أسعار الصرف" على تقديم ضمان للمودع بالليرة عدم الوقوع ضحية للتقلبات في أسعار الصرف، والحصول على الفائدة المعلنة، يضاف إليها الفرق في سعر الدولار بين وقت الإيداع والسحب.
وفي نهاية تاريخ سحب الوديعة إذا كانت أرباح المودعين في المصارف بالليرة أكبر من زيادة سعر الصرف فإنهم سيحافظون على أرباحهم، أما في حال كانت أرباح سعر الصرف أكبر فعندئذ سيتم دفع الفرق للمواطن، مع إعفائه من الضرائب، بحسب وزارة الخزانة والمالية التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!