ترك برس
سلّط تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن طائرات "بيرقدار" المسيرة تركية الصنع، كانت إحدى العوامل التي ساهمت في تغيّر موازين الصراع الداخلي في إثيوبيا، لصالح الحكومة.
وأفادت الصحيفة في تقرير لمراسلها "دكلان والش"، جاء بعنوان "الطائرات المسيرة الأجنبية رجحت كفة الحرب الأهلية في إثيوبيا" أن قلب الموازين المذهل الذي حققه رئيس الوزراء آبي أحمد في الصراع المستمر منذ عام، لم يكن ناتجا عن بسالة وبطولة قواته، كما أشاد بهم، ولكن السبب الحقيقي هو في تغير حظه الذي كان يحلق في السماء فوقه، ألا وهو أسطول الطائرات المسيرة المقاتلة التي حصل عليها مؤخرا من حلفائه في منطقة الخليج العربي وأماكن أخرى، وهم المصممون على إبقائه في السلطة.
وذكر دكلان أنه على مدى الأشهر الأربعة الماضية زودت تركيا والإمارات وإيران آبي أحمد بشكل غير معلن بعض أحدث الطائرات المسيرة المسلحة، حتى عندما كانت الولايات المتحدة والحكومات الأفريقية تحث على وقف إطلاق النار ومحادثات السلام، وفقا لدبلوماسيَين غربيين علقا على الأزمة وتحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، بحسب ما نقلته شبكة الجزيرة القطرية.
وأوضح الكاتب تباين دوافع موردي رئيس الوزراء الأثيوبي بأنها تمحورت حول كسب المال وكسب ميزة في منطقة إستراتيجية؛ ودعم منتصر في الصراع المتصاعد الذي اجتاح ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان.
لكن تأثير الطائرات المسيرة كان مدهشا، حيث قصفت متمردي تيغراي وقوافل الإمدادات الخاصة بهم أثناء تحركهم باتجاه العاصمة أديس أبابا، مما أدى إلى تراجعهم منذ ذلك الحين وجعل شهورا من المكاسب في ميدان المعركة تذهب هباء منثورا.
وأضاف المراسل أن استعراض قوة الطائرات المسيرة أكد أن النزاع الإثيوبي المستمر منذ عام -والذي يعد شأنا إقليميا إلى حد كبير حتى الآن- قد تم تدويله، وأنه يضيف هذا البلد إلى قائمة متزايدة من النزاعات التقليدية، مثل تلك الموجودة في ليبيا وناغورني قره باغ، حيث أصبحت الطائرات القتالية المسيرة عاملا مهما في القتال، أو حتى في الصراع المهيمن. وبالنسبة لآبي أحمد فقد وصلت هذه الطائرات في الوقت المناسب.
وتابع بأنه في المقابل كانت تعاملات آبي مع تركيا واضحة نسبيا، حيث وقّع تحالفا عسكريا مع الرئيس رجب طيب أردوغان في أغسطس/آب الماضي، الذي لعبت طائراته المسيرة "بيرقدار تي بي 2" دورا حاسما في انتصار أذربيجان على أرمينيا في ناغورني قره باغ.
واختتم دكلان والش تقريره بما يقوله أحد الخبراء في الطائرات المسيرة بأن التكنولوجيا ليست ضامنا للنصر، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة كانت لديها طائرات مسيرة في أفغانستان، ومع ذلك تمكنت طالبان من الصمود طوال 20 سنة"، مستنتجا أن "الإرادة البشرية هي التي تحدد نتيجة الحرب".
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصادر لها في وقت سابق، قولها إن تركيا وسعت نطاق صادراتها من الطائرات المسيرة المسلحة من خلال التفاوض على صفقات مع إثيوبيا بعد استخدامها الناجح في الصراعات الدولية.
هذا وحقق الجيش الاتحادي الإثيوبي تقدمًا قويًا في الأسابيع الأخيرة حيث استعاد السيطرة على البلدات والمدن الرئيسية في منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين اللتين سيطر عليهما مقاتلو تيغراي في وقت سابق من هذا العام.
وأجبر هذا التقدم مسلحي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على التراجع إلى منطقتهم الأصلية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال زعيم قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، إن المقاتلين "تلقوا أوامر بالانسحاب إلى (إقليم) تيغراي"، حسب المصدر ذاته.
واندلعت الحرب في إثيوبيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد القوات الفيدرالية إلى تيغراي للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة من "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش الإثيوبي.
وبرر آبي أحمد الخطوة بأن قوات الجبهة هاجمت معسكرات للجيش الفيدرالي، وتعهد بتحقيق نصر سريع.
يُذكر أن طائرات "بيرقدار" التركية أثبتت جداراتها خلال السنوات الأخيرة، من خلال أدائها على مختلف الجبهات والتي كانت سوريا، وليبيا وإقليم "قره باغ" أبرزها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!