حسناء كلنج أرسلان - خاص ترك برس
مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، ولد عام 1881 في مدينة سالونيك التي كانت تتبع للدولة العثمانية آنذاك. و كان والده "علي رضاء بك " يعمل حارسا في الجمرك. ووالدته "زبيدة هانم" هي بنت لعائلة ريفية، حيث ولدت عام 1857 في "لانكاداس".
والده علي رضاء بك كان يرغب بإرساله إلى مدرسة "شمسي أفندي" الذي كانت لديه رؤية جديدة في مجال التعليم، وعلى عكس والده كانت ترغب والدته في ذهابه إلى "حافظ محمد أفندي"، وفي النهاية التحق مصطفى كمال بمدرسة حافظ أفندي، وبعد فترة انتقل الى مدرسة "شمسي أفندي".
وفي عام 1888 توفي والده، وبعد ذلك عاد أتاتورك مع والدته إلى سالونيك وأكمل دراسته في مدرسة الرشدية المدنية في سالونيك. وفي عام 1893 التحق بمدرسة الرشدية العسكرية، حيث لقبه معلم الرياضيات "مصطفى صبري بك" باسم "كمال".
بدأت الحرب بين الدولة العثمانية واليونان في عام 1897، وأراد اتاتورك الذهاب إلى الجيش ولكنه لم يستطع لأنه كان طالبًا في المرحلة الثانوية. وفي عام 1905 التحق بالمدرسة الحربية وتخرج منها برتبة رئيس أركان حرب، وبعد تخرجه عين ضابطا في الجيش الثالث في سالونيك.
وفي العام نفسه في قصر يلدز، استجوب ضباط السلطان عبد الحميد مصطفى كمال أتاتورك لقيامه بأعمال ضد الدولة العثمانية، وقراءته منشورات ممنوعة وانضمامه لجمعيات معارضة. ويذكر مصطفى كمال في ذكرياته أنه اعتُقِل وسُجِن لمدة شهرين.
لم يذكر كمال أتاتورك في ذكرياته أن السلطان عبد الحميد أطلق سراحه، ولكن صديقه "علي فؤاد جيبي سوي" ذكر ذلك وأنه تم تعيينه بعدها في دمشق. ولو أن السلطان عبد الحميد لم يسمح بإطلاق سراحه ربما كان تاريخ الدولة العثمانية سيسير بشكل آخر.
إلغاء الخلافة العثمانية واختراع القرآن التركي
في عام 1906، أسس كمال أتاتورك في دمشق جمعية "وطن وحرية" بمشاركة "نقيب لطفي بك" و"محمود بك" و"لطفي مفيد بك"، وعقب تأسيسها ذهب إلى سالونيك دون أن يخبر أحدا من الجيش. والتحق بفرع جمعية الاتحاد والترقي في سالونيك، وبعد إعلان المشروطية الثانية عام 1908 أرسلته الجمعية إلى طرابلس الغرب.
ويُعرف أن جمعية الاتحاد والترقي تتبنى الأفكار الغربية، وأنها استخدمت الشعارات الدينية لكسب أنصار لها ضد خليفة المسلمين. وكانت الجمعية تبذل الجهود لتحقيق أهدافها وهي:
- قطع علاقة تركيا بالإسلام.
- إلغاء الخلافة الاسلامية إلغاء تاما.
- إخراج الخليفة وأنصار الإسلام من تركيا.
- اتخاذ دستور مدني بدلا من دستور تركيا القديم.
وقد نجحت الجمعية في أهدافها، وألغت الخلافة العثمانية مع مصطفى كمال أتاتورك، وعزلت السلطان عبد الحميد من منصبه وأعلنت الجمهورية التركية عام 1923.
هل فرح المسلمون في تركيا بإعلان الجمهورية؟
بعد إعلان الجمهورية في تركيا، ظهر حزب جديد تحت اسم "حزب الشعب الجمهوري" وقام بأعمال ضد الإسلام والمسلمين. وفي عام 1925 منع رفع الأذان وأداء الصلاة في أيا صوفيا التي تُعد رمزًا لفتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح.
وفي نفس العام قررت الحكومة التركية الجديدة بزعامة كمال أتاتورك تحويل القرآن الكريم إلى اللغة التركية وقراءته بها بدلًا من العربية بالرغم من اعتراض شيخ الإسلام موسى كاظم وأحمد جودت باشا.
وقد ذكر الشاعر التركي "ضياء غوك ألب" تحويل القرآن في شعره حيث قال: "الدولة التي يدرس القرآن في مدارسها باللغة التركية، والتي يرفع صوت الأذان من مآذنها باللغة التركية، والتي تقام الصلاة في مساجدها باللغة التركية، ويفهم كل الناس معانيها. هذه هي دولتك يا ابن الترك".
وطلبت الحكومة التركية من شاعر نشيد الاستقلال محمد عاكف آرصوي ترجمة معاني القرآن الكريم للتركية، ولكنه رفض ذلك خوفا من انصراف الناس عن أصل القرآن.
وعلى الرغم من ذلك أصدرت الحكومة قرارا يقضي بقراءة القرآن الكريم بالتركية بذريعة أن الأتراك لا يستطعون لفظ وكتابة بعض الحروف العربية مثل حروف الضاد والعين والظاء والصاد. فإن الأتراك ينطقون كلمة "ضياء" مثل زياء، واسم "عائشة" مثل "آيشة". كما أن الأتراك لا يفهمون آيات وسُوَر بالعربية.
ويعد "جمال الدين أفندي" أول من قرأ القرآن الكريم وصلى إماما بقراءة الآيات بالتركية عام 1926. وقد خرج الشعب التركي في مدينة بورصة بأول مظاهرة ضد قراءة القران الكريم بالتركية، حيث اعتقل وأُعدِم الكثيرون منهم.
صحيفة تركية تعلن عن قرأءة القرآن الكريم بالتركية في مسجد "يرة باتان" (Yerebatan Camii)
صحيفة تعلن أن أهالي منطقة الفاتح سمعوا الأذان بالتركية بدقة
صحيفة جمهورييت تعلن استبدال الأحرف العربية بالأحرف اللاتينية
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!