ترك برس
وصفت صحيفة " ذا ماركر" الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، مشروع غاز شرق المتوسط بأنه محكوم عليه بالفشل، وأن رغبة الإدارة الأمريكية في استرضاء تركيا وروسيا كانت وراء معارضتها للمشروع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس أمام إسرائيل خيار سوى الخضوع لما قررته واشنطن في المشروع.
والأسبوع الماضي ذكرت مصادر حكومية يونانية أن الولايات المتحدة أبدت تحفظات بشأن خط أنابيب تحت البحر مصمم لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي من شرق البحر المتوسط، وذلك في تحول على ما يبدو بشأن مشروع كانت تدعمه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن من الواضح أن ما بدا قبل عامين مشروعا غير قابل للتحقيق، أصبح الأن أمرا واقعا بعد أن حكمت الولايات المتحدة عليه بالفشل gثلاثة أسباب رئيسية: اقتصادية وبيئية والأهم أسباب جيوسياسية.
وأوضحت الصحيفة أن القرار الأمريكي جاء مدفوعا بالتوتر مع روسيا المورد الرئيسي للغاز لأوروبا، والرغبة في استرضاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الذي يعارض خط الأنابيب، ولأن الولايات المتحدة بحاجة إلى دعمه بسبب أزمة المحادثات النووية مع إيران.
وأضافت أن خط أنابيب الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا قد يزعج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيفقد بعض عملائه.
وعلى الرغم من أن كمية الغاز التي يمكن لإسرائيل أن تصدرها إلى أوروبا ضئيلة مقارنة باحتياجات القارة ، فإن مثل هذا المشروع له دور في المصافحة بين موسكو وواشنطن، على حد قول الصحيفة.
الصحيفة لفتت إلى أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا اليوم ،فإنها قد تنخفض انخفاضا حادا إلى المستويات التي كانت عليها في عام 2020 ، ومن ثم سيفقد المشروع الضخم جدواه الاقتصادية.
وتابعت أن إسرائيل تخطط لبناء خط أنابيب غاز آخر إلى مصر لزيادة صادرات الغاز إليها، ومن ثم فحتى لو تم بناء خط أنابيب إلى أوروبا ، فليس من المؤكد أن لدى إسرائيل ما يكفي من الغاز لتدفقه.
ونوهت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم ترد رسميًا بعد على تحول موقف الإدارة الأمريكية من المشروع، ولكن وفقًا لمسؤول كبير فإن إعلان الإدارة الأمريكية قد يسمح لإسرائيل بالانسحاب من المشروع الذي يتعارض مع البيئة.
وأوضح المصدر نفسه ، أن إسرائيل لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تخضع للإملاءات الأمريكية بشأن سياسة الغاز والعلاقات الاقتصادية مع أوروبا ، خاصة لأنها في الوقت الحالي لا تزال ملتزمة بالقضية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!