حليمة كوكتشة - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
في الاسبوع الماضي اُتيحت لي الفرصة للمشاركة في المؤتمر السنوي لوقف مركز الأبحاث السياسي الإقتصادي الإجتماعي في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية. كانت الكلمة الإفتتاحية للمتحدث باسم الرئيس أردوغان الدكتور إبراهيم كالين، الذي تحدث عن الإنتخابات القادمة، وتحدث أيضا عن طبيعة العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكان للوضع المضّرب في المنطقة حظ وافر من كلماته التي حاولت أن تؤكد على اهميته.
ظهرت مجموعة غولن في واشنطن في مُحاولة إثبات وجود وليقوموا بعملهم المعتاد، فقد حضّروا مادة إعلامية ساخنة تلبّي طلبات الإعلام الأمريكي، فأهداف الطرفين للنيل من تركيا وقيادتها. لقد تمادوا في الكذب والتّلحين حتى وصل فيهم الإفتراء أن يسألوا قائلين" ماذا تقولون في الإدعائات التي تتهم تركيا بمساعدة تنظيم الدولة الإسلامية؟" نعم ليست بغريبة عليهم، فكذبة كهذه تعتبر كذبة بيضاء من تنظيم نشئ على الكذب والتدليس. والطريف في الموضوع ،أنه وطول فترة الإجتماع لم يُعيرهم أحد أي إهتمام، ولم ينظر أحد الى وجوهم، فكما أتوا غادروا الجلسة.
في الأيام التي كانت تركيا مشغولة في محارب التنظيم الموازي، كانت أمريكا تعمل على نشر دُعيتها الخبيثة وترويج إدعائاتها على أن تركيا بدأت تتحول الى الإسلام الأصولي، وبدأت تأخذ منحنى القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وأنها تريد تكوين حلف مع العدو "اللدود" إيران. فبعد أحداث دافُوس ومافي مرمرة أصبح الإعلام الأمريكي أكثر تقبّل لمثل هذه الروايات، وأصبح التعاطي فيها واسع النطاق. أما الخيانة العظمى كانت عندما لعب تنظيم غولن دور المُرشد للسياسة الأمريكية حين عمل على إرشادها في حربها على تركيا وإظهار أماكن الضعف التي يجب أن تُسدد إليها اللكمات. رغم تحالفهم الخبيث إلا أنهم عاشوا الأمرين عندما مُنوا بالهزيمة في معركتي أحداث حديقة الغازي والإنتخابات الرئاسية. فهم مع الوقت لا يُحققون إلا سُقوطا مُدوّيا سيكون عبرة لمن يعتبر.
أخطر ما يمكن أن ينتج عن هذا التحالف هو أن تلعب أمريكا دور أكبر بكثير من الماضي، أو حتى الحصول على الأدوات المناسبة ومن ثم نرى محاولات إبتزاز للتحكم والسيطرة على سياسات أو واقع تركيا. فأمريكا أكثر الأطراف المعنية والمُستفيدة من تنظيم غولن؛ لأن فرصة الحصول على أيدي لها داخل تركيا تعتبر الصيد الثمين وضربة الموسم. وأخطر ما في الأمر هو إمكانية تحكم أمريكا بالأماكن التي يتغلل بها التنظيم الموازي مثل الشرطة والقضاء. والطريف بالموضوع هو حقيقة ماسيحصل إن تُركت وحُشرت أمريكا بالزاوية، فإنها بالتأكيد سترمي التظيم الموازي بالنار كما فعلت في تجارب سابقة في دول ومناطق مختلفة؛ لأن العقلانية والبرغماتية الأمريكية لن تتحمل مجموعة غولن كثيرا. أما في الجهة الأخرى من الطاولة فإن تركيا تُدير لعبتها بشكل جيد، ففي حال لم ينجح غولن والمفسدين أمثاله من تكوين تحالف يُسقط أردوغان سيُحتّم عليه سحب يده من كف أمريكا.
في مقالة لصحيفة النيويورك تايم يتحدثون عن أنتخابات حزيران ويعقدون آمال كثيرة على غولن وحلفه، فالإستغفال الذي وقعوا به أعمى بصيرتهم، فلم يُدركوا أن أيام جماعة غولن القوية وأيام التنظيم الوردية ولّت من غير رجعة. خلاصة الأمر تُفضي بأن انتخابات حزيران القادم هي حدث مصيري للتنظيم الموازي، فهي بالنسبة لهم مسئلة حياة أو موت.
لقد قرف وزهق الناس من التنظيم الموازي ومن الحديث عنه لكن الأكثر زهقا وقرفا هم الأمريكيين الذين ما من اجتماع حضروه إلا كان التنظيم الموازي كصداع الرأس يزيد من قلقهم. ففي حال فشل التنظيم من تحقيق إنجازات في الإنتخابات القادمة فسيصبحون مجموعة غير مرغوب بها، وستتبرئ أمريكا منهم، وتكون بذلك قد فقدت آخر أورقها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس