ترك برس

وصف أرتيس بابريكس، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع في لاتفيا، الحرب الروسية الأوكرانية بـ "حرب غير عادلة"، مشددا على أنه من حق الأوكرانيين الدفاع عن وطنهم.

جاء ذلك في تقييم أدلى به وزير الدفاع اللاتفي لوكالة الأناضول على هامش مشاركته في "منتدى أنطاليا الدبلوماسي" الذي يعقد بين 11 ـ 13 مارس/ آذار الحالي، تحت شعار "إعادة بناء الدبلوماسية".

وحول الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وتركيا الذي عقد في أنطاليا الخميس، قال بابريكس: ربما يكون من السابق لأوانه أن يحقق الدبلوماسيون أي نجاح (في إنهاء الحرب). لكن كان من الرائع أن تنظم تركيا هذا الاجتماع بمفردها. وينبغي لها أن تستمر في بذل الجهود الدبلوماسية لأنها بلد يحظى بالاحترام، ويمتلك علاقات طيبة مع كل من أوكرانيا وروسيا.

ووصف الوزير الحرب الروسية الأوكرانية بأنها "كارثة"، وأكمل: في القرن الحادي والعشرين، نرى دولة عظمى تهاجم أوكرانيا. هذه ليست حربا شاملة فقط ضد الأمة الأوكرانية، ولكنها أيضا حرب غير عادلة. من المستحيل تبرير أي شكل من أشكال العنف. المزيد والمزيد من المدنيين الأبرياء يفقدون أرواحهم لمجرد أن الكرملين لا يستطيع تحقيق أهدافه بالوسائل العسكرية.

وذكر أن روسيا حاصرت نفسها وربما ليست مستعدة لوقف الحرب "لأنها لا تعرف كيف تخرج من هذا الوضع، ومع ذلك، سيستمرون في قتل المزيد من الناس ومعاقبة أوكرانيا، على أمل أن تفضي هذه الأعمال الوحشية إلى إجبار الأوكرانيين على التخلي عن حقوقهم".

- الأوكرانيون يدافعون عن وطنهم

ولفت بابريكس الانتباه إلى الوضع الإنساني في أوكرانيا قائلا: هناك تعاطف كبير مع المدنيين الأوكرانيين في بلدي. لذلك فتحتُ منزل والديّ أمام اللاجئين. نحن نقدم قدرًا كبيرًا من المساعدات الإنسانية لأوكرانيا لأننا نعتقد أنها حرب غير عادلة. كما قدمنا مساعدات عسكرية لأوكرانيا وسنواصل دعمنا لها لأننا نريد السلام. نريد أن يحقق الشعب الأوكراني استقراره ومستقبله بنفسه.

وحول نهج المنظمات الإقليمية والدولية مثل حلف (الناتو) والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تجاه التطورات في أوكرانيا، قال بابريكس: من الواضح أن هناك حاجة إلى مزيج من المحادثات الدبلوماسية والضغط الاقتصادي والعقوبات على روسيا، فضلاً عن المساعدة العسكرية لأوكرانيا للدفاع عن بلادهم. أوكرانيا ليست دولة معتدية. الشعب الأوكراني يدافع فقط عن وطنه.

- يجب دعم المسار الدبلوماسي

وأشار إلى ضرورة دعم الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سلمي للأزمة في أوكرانيا.

وأضاف: هذا بالضبط ما يفعله كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان والمجتمع الدولي الآن.

على سبيل المثال، وبالنظر إلى التصويت الأخير الذي جرى تنظيمه في الأمم المتحدة، نرى أن عددًا قليلًا من الدول دعمت الموقف الروسي. حتى الصين امتنعت عن التصويت. لذلك نستطيع القول إن المجتمع الدولي أجمع على إدانة هذا العدوان.

واستبعد بابريكس صدور قرار إدانة عن مجلس الأمن الدولي، وذلك بحكم أن روسيا هي أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، "إلا أن الناتو أعرب عن دعمه للدول المجاورة لروسيا، مثل بلدي لاتفيا وبولندا، لاسيما في جهود تلك البلدان الرامية لدعم المقاومة الأوكرانية".

وأفاد بأن الاتحاد الأوروبي اتخذ أيضًا خطوات إيجابية من أجل دعم المقاومة الأوكرانية، مشددًا على أن وقف إطلاق النار وقصف المدنيين يعتبر شرطًا رئيسيًا لنجاح العمل الدبلوماسي.

وأضاف: عدوان روسيا ضد أوكرانيا، وحّد الاتحاد الأوروبي وجعله أقوى. إن العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على روسيا ستكون فعالة للغاية، ولا يمكن تخفيف العقوبات في المستقبل القريب طالما استمر العدوان الروسي على أوكرانيا.

وتابع: كدولة مجاورة لروسيا، تم تحذيرنا باستمرار من التطورات السياسية الجارية في موسكو.

يجب أن أقول، للأسف كانت تلك التحذيرات على حق. هل نخاف من روسيا؟ لا. لأننا أعضاء في الناتو.

تركيا هي أيضا عضو في الناتو. إذا أرادت روسيا مهاجمة إحدى دول الناتو، فإنها ستواجه بمقاومة من جميع الدول. هذا واضح جدا. في هذا الإطار نحن نعول كثيرًا على الدعم التركي.

يجب أن أقول أيضًا لو لم تكن دول مثل لاتفيا عضوًا في الاتحاد الأوروبي والناتو، لكانت قد تعرضت مثل أوكرانيا لهجوم مماثل في الوقت الحالي.

- التعاون في مجال الصناعات الدفاعية

وصرح بابريكس أن العلاقات الثنائية بين تركيا ولاتفيا جيدة للغاية، قال: لدينا مع تركيا فرص تعاون عميقة في المجال العسكري والصناعات الدفاعية. نحن نعلم أن تركيا كانت دائمًا شريكًا موثوقًا به في الناتو. نحن أيضًا شريك موثوق لحلف شمال الأطلسي وتركيا.

وأوضح أنه التقى إسماعيل دمير، رئيس الصناعات الدفاعية التركية خلال زيارته للعاصمة التركية أنقرة في يونيو/ حزيران الماضي، وأنه يخطط لإجراء لقاء آخر معه خلال الأيام المقبلة.

وأردف: كما أخطط للقاء عدد من الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك. هناك العديد من مجالات التعاون بين لاتفيا وتركيا التي نريد تعميقها. لن أتحدث عن المشاريع الثنائية لأنها ليست جاهزة بعد، لكننا نتطلع إلى المستقبل القريب بتفاؤل كبير.

وأشار إلى عدم إمكانية مشاركة الصحافة في الوقت الحالي بتفاصيل المشاريع المتعلقة بالتعاون في مجال الصناعات الدفاعية، لافتًا إلى وجود إقبال على المنتجات التركية في هذا المجال، وخاصة المركبات المدرعة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!