القدس العربي
مع بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية التركية التي توصف بـ"المصيرية"، تتزايد مخاوف المقيمين العرب في البلاد، لا سيما 2 مليون لاجئ سوري يعيشون هاجس إعادتهم إلى بلادهم قبيل توقف الحرب فيها، بعد وعود زعيم المعارضة التركية بفعل ذلك في حال فوز حزبه بالانتخابات المقررة في السابع من يونيو/حزيران الجاري.
لكن الأمر لا يتوقع على السوريين فحسب، فأعداد كبيرة من العراقيين دخلوا إلى تركيا بعد تصاعد الحرب في بلادهم، بالإضافة إلى قيادات المعارضة المصرية الذين أقاموا في تركيا بعد الانقلاب العسكري الذي قام به الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، لا سيما قيادات حركة الإخوان المسلمين، كما يعيش في تركيا عدد من قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس.
سعيد الحاج الكاتب المتخصص بالشأن التركي أوضح أن السياسية الخارجية التركية تمثل أحد أبرز نقاط الاختلاف في برامج حزب العدالة والتنمية الحاكم وأحزاب المعارضة التركية، وأن الملف السوري هو الأبرز بعد تعهد زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو بإعادتهم إلى بلادهم، لافتاً إلى أن هذه التصريحات أثارت بلبلة وخوف لدى اللاجئين.
وقال الحاج في مقابلة خاصة مع "القدس العربي": "الأمر متعلق بنتائج الانتخابات وجميع الاستطلاعات تؤكد حتى الآن فوز حزب العدالة والتنمية وأنه لن يحدث تغيير جوهري في شكل الحكم بعد الانتخابات"، مشيراً إلى أن احتمال حصول العدالة والتنمية على نسبة أقل من المقاعد في البرلمان قد يدفعه وتحت ضغط المعارضة للجوء إلى بعض الترتيبات لتقنين الوجود السوري.
ولفت الحاج إلى أن فوز المعارضة أو اضطرار العدالة والتنمية لتشكيل حكومة ائتلافية مع المعارضة ربما ينتج عنه اختلاف كبير في السياسة التركية اتجاه المقيمين العرب، كون أكبر أحزاب المعارضة يعارض علناً الوجود السوري، وباقي أحزاب المعارضة "غير متحمسه" لهذا التواجد.
وحول التواجد العراقي في تركيا قال الحاج: "لا يوجد اختلاف كبير حول التواجد العراقي لأن أغلبهم من التركمان والأكراد الذين هم ليسوا مدار خلاف بين الحكومة والمعارضة وظروفهم لن تتغير في حال فوز أي حزب بهذه الانتخابات".
وحول المصريين، أوضح الحاج أن أعدادهم في تركيا "قليلة جداً"، معتبراً أن التواجد الفردي لهم لن يتأثر تحت أي ظرف، "لكن ستكون هناك ضغوطات على المؤسسات التابعة للمعارضة المصرية والتي تمارس نشاطاً سياسياً من داخل الأراضي التركية وكذلك الشخصيات المعروفة"، وذلك في حال فوز المعارضة.
وينافس حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 12 عاماً في البلاد، حزب "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة، وحزب "الحركة القومية"، وحزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي والذي يخوض الانتخابات لأول مرة كحزب سياسي ممثل عن الأكراد بعدما كان يخوضها أعضائه بشكل مستقل.
من جهته رأى غزوان المصري الخبير بالشؤون العربية-التركية أنه لا داعي للحديث في سيناريوهات فوز المعارضة التركية كون جميع استطلاعات الرأي تؤكد حتى الان فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات، مؤكداً أنه "لن يحدث هناك تغيير".
واعتبر المصري في مقابلة خاصة مع «القدس العربي» أن تركيا لها عمق تاريخي في استضافة اللاجئين والهاربين من الحروب والاضطهاد على مدار التاريخ بغض النظر عن الحزب الحاكم وقبل وصول العدالة والتنمية إلى الحكم.
وقال المصري: "تركيا استضافة سابقاً قرابة مليون ونص عراقي، وقبلهم مئات الآلاف من البقان ومن الشيشان وعندما هرب اليهود من الأندلس اتوا إلى تركيا"، مشدداً على أن تصريحات زعيم المعارضة بإرجاع السوريين إلى بلدهم لا تتعدى كونها "تصريحات انتخابية تهدف إلى إرضاء شرائح معينة من المجتمع لكسب أصواتهم في الانتخابات".
وأضاف: "لا اعتقد أن أي حزب يجرؤ على أن يعادي تقاليد الشعب التركي وأنه لا داعي للخوف من قبل الجاليات العربية التي تعيش في تركيا، فلا يمكن لأحد أن يعيد السوريين ليواجهوا الموت من قبل نظام الأسد".
واعتبر المصري أن علاقات تركيا مع العالم العربي تطورت كثيراً في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، مشدداً على أهمية تعزيز هذه العلاقة "لمواجهة التهديد الإيراني ووضع لحد للتوسع الإيراني في الدول العربية والمنطقة بشكل عام".
وعن احتمال إعادة المعارضة للعلاقات مع سوريا مصر في حال فوزها بالانتخابات، قال المصري: "زعيم المعارضة وعد بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ونظام بشار الأسد في سوريا وعبد الفتاح السيسي في مصر".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!