ترك برس
قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إن حكومته بدأت لقاءات مع نظيرتها التركية بشأن التعاون في التنقيب عن احتياطات الموارد الهيدروكربونية (نفط وغاز) في الصومال.
جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الأناضول على هامش زيارته أنقرة تلبية لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف شيخ محمود أن بلاده تمتلك أطول سواحل في إفريقيا، وأنها لم تجرِ أبحاثا في كل المنطقة بعد حول احتياطات الهيدروكربون.
وتابع أن تركيا دولة متقدمة جدا من ناحية التكنولوجيا والمعلومات والخبرة فيما يخص التنقيب عن الموارد الهيدروكربونية، وأن حكومة بلاده أجرت لقاءات عديدة مع نظيرتها التركية حول ما يمكن القيام به للتعاون في هذا المجال.
وأكد أن العلاقات بين تركيا والدول الإفريقية، وعلى رأسها الصومال، علاقات لها تاريخ عريق وليست وليدة اليوم.
وأشار إلى أن العلاقات بين الصومال وتركيا بدأت منذ عهد الدولة العثمانية (1299-1923)، وازدهرت مرة أخرى بعد زيارة الرئيس أردوغان للصومال حين كان رئيسا الوزراء.
وشدد على أن هذه الزيارة (في أغسطس/ آب 2011) كانت مهمة جدا للصومال، إذ مثلت فرصة من أجل انفتاحه على العالم.
وأكد أن تركيا وقفت إلى جوار الصومال في أصعب الفترات ودعمته فيما يخص بناء الدولة ومجالات الأمن والدفاع ومحاربة الإرهاب، ولذلك فإن لتركيا وشعبها أهمية ومكانة خاصة لدى الصوماليين.
ويسعى الصومال إلى التعافي من تداعيات سياسية واقتصادية لحرب أهلية اندلعت إثر انهيار الحكومة المركزية عام 1991.
** دعم تركي شامل
وقال شيخ محمود إن الانتخابات أُجريت في الصومال مؤخرا في جو سلمي وسُلمت السلطة أيضا بطريقة سلمية، ما يُظهر مستوى نضج مؤسسات الدولة.
وأفاد بأن الإرهاب من أكبر المشاكل التي يواجهها الصومال منذ 15 عاما، مشيدا بالدعم التركي لبلاده في مكافحته.
ومنذ سنوات، تقاتل القوات الصومالية مسلحي حركة "الشباب" المتمردة التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي.
وتابع شيخ محمود: "بينما كان الصومال يحاول التغلب على الصعوبات والأزمات الاقتصادية عقب الاشتباكات (الحرب الأهلية) تسبب الإرهاب في تعقيد الأمر أكثر".
وأردف: "كان ذلك وقتا عرف فيه الصومال من هم أصدقاؤه وأشقاؤه الحقيقيون. بوجه عام قدم لنا العالم مساعدات ونحن ممتنون لذلك، إلا أن الدعم التركي للصومال كان شاملا في مختلف المجالات".
وشدد على أهمية الاستقرار السياسي للبلاد، مؤكدا أن الأمن له أهمية كبرى، والصومال حقق تطورا سريعا في هذا المجال.
** مكافحة ثلاثية للإرهاب
وحول مكافحة حركة الشباب، قال شيخ محمود إن السلطات الصومالية طبقت بعض السياسات في الماضي لمحاربة الإرهاب واستخرجت العديد من الدروس.
وأوضح أن سياسة التطويق التي اتبعوها منعت انتقال التنظيم الإرهابي إلى دول الجوار وبقية دول القارة وكافة الدول وحجمت حركة الشباب داخل حدود الصومال.
واستطرد: "لو تمكن تنظيم حركة الشباب من السيطرة على المنطقة والانتشار في البلدان المجاورة لكان خطره سيصبح أكبر بكثير".
وأفاد بأن السياسة الأخرى التي اتبعوها في مكافحة حركة الشباب هي سياسة إضعاف التنظيم الإرهابي، و"كانت مفيدة وناجحة، إلا أنها غير كافية".
وأوضح أن أغلب السياسات التي اتبعوها تعتمد على الحل العسكري، مؤكدا ضرورة مكافحة تنظيم الشباب على مستويات مختلفة.
وتابع أن الحل العسكري مهم جدا، وهو الأساس في مكافحة الإرهاب، إلا أن المقاربة العسكرية وحدها غير كافية للقضاء تماما على الإرهاب.
وأفاد بأنهم طوروا سياسة جديدة في مكافحة حركة الشباب وسيواجهون التنظيم الإرهابي على ثلاث جبهات.
وأوضح: "سنواصل الضغط الشديد عليهم عسكريا، وسنواجههم أيديولوجيا أيضا، فهم ينشرون صورة خاطئة للإسلام ولذلك نرغب نحن في نشر الصورة الصحيحة للإسلام الذي هو دين السلام".
وأضاف أن تركيا دولة إسلامية كبيرة ويمكن أن تساعد الصومال وتدعمه في هذه الحرب الأيديولوجية.
وعن الجبهة الثالثة، قال شيخ محمود إنهم يعتزمون شن حرب اقتصادية ضد حركة الشباب، فالتنظيم الإرهابي كان يفرض ضرائب باهظة على الشعب، ولذلك نعتزم فتح جبهة اقتصادية جديدة ضده.
وأكد أهمية الدعم التركي للصومال في سياساته الجديدة لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن أنقرة توفر دعما عسكريا لبلاده في التدريب والمعدات العسكرية وأجهزة المراقبة والاستخبارات.
وحول حظر التسليح المفروض على الصومال منذ عام 1992 من جانب مجلس الأمن الدولي، أوضح أنهم يبذلون جهودا كبيرة منذ عام 2012 لرفع هذا الحظر، وبالفعل تم رفعه جزئيا.
وفاز شيخ محمود بالانتخابات الرئاسية في 15 مايو/ أيار الماضي، وسبق له أن تولى الرئاسة بين عامي 2012 و2017.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!