ترك برس
شهدت الفترة الأخيرة، عودة للجدل الدائر حول العملية العسكرية التي تعتزم تركيا تنفيذها شمالي سوريا، ضد تنظيمات إرهابية، وإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلو متر جنوبي حدودها لتوطين اللاجئين السوريين، في خطوة يبدو أن العملية المرتقبة هذه، مختلفة عن نظيراتها الـ 3 التي أطلقتها القوات المسلحة التركية هناك، طيلة السنوات الماضية.
وفي تصريحات أدلى بها خلال عودته من زيارته لطهران، قبل أيام، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن ملف العملية العسكرية شمالي سوريا سيظل مدرجا على أجندة بلاده إلى حين تبديد مخاوفها المتعلّقة بأمنها القومي.
ودعا الرئيس التركي القوات الأميركية إلى الانسحاب من المناطق الواقعة شرق نهر الفرات في سوريا، لأنها تغذي التنظيمات الإرهابية هناك، وانسحابُها سيجعل عملية مكافحة الإرهاب أسهل، بحسب تعبيره.
وفي مشاركة له في برنامج "ما وراء الخبر" على شاشة قناة الجزيرة القطرية، قال الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، إن العملية العسكرية التركية شمالي سوريا قائمة من حيث المشروع، لكنها من حيث التنفيذ تنتظر مقاربة بين أنقرة وواشنطن وطهران وموسكو.
واستشهد بآخر تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد قمة طهران الأخير، الذي قال فيه إن ملف العملية العسكرية شمالي سوريا سيظل مدرجا على أجندة تركيا إلى حين تبديد مخاوفها المتعلّقة بأمنها القومي.
وقال إن تركيا حاولت أن تجري تفاهمات مع روسيا وإيران خلال قمة طهران، وربما هناك حوار بينها وبين الأميركيين الذين يدعمون أذرع "بي كي كي" الإرهابي في سوريا.
وخلص الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات إلى أن هناك 3 أطراف (الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين) يجب على تركيا أن تتفاهم معها، وأن تجد مقاربة لإقامة منطقة عازلة بعمق 30 كيلومترا لإسكان نحو مليون لاجئ سوري.
وعن أسباب إصرار تركيا على تنفيذ العملية العسكرية شمالي سوريا، قال مكي إن العمليات التركية السابقة كان هدفها إبعاد الخطر أذرع "بي كي كي" عن الحدود، أما حاليا فيتعلق الوضع بتوطين اللاجئين السوريين، وبالتالي يحتاج الأتراك إلى أرض واسعة؛ ولتحقيق ذلك، يتعين عليهم إبعاد التنظيمات الإرهابية من المنطقة إما بالقوة أو التفاهم. وأضاف أن مشروع تركيا سيؤثر على حلم الأكراد بالسيطرة على ديمغرافية المنطقة.
وعن تفاهم أنقرة مع طهران وموسكو في القمة التي جمعت رؤساء هذه الدول مؤخرا، أكد مكي أن التفاهم الذي جرى غير متين؛ والدليل على ذلك أنه بعد يوم من صدور البيان الختامي للقمة، ذهب وزير خارجية إيران إلى سوريا وانتقد من هناك العملية العسكرية التركية وعدّها خطيرة.
تركيا لا تحتاج إلى ضوء أخضر
ومن جهته، أشار الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية والباحث بالمركز العربي في واشنطن، إلى أن تركيا لديها مشروع وأنها تستفيد من الوضع الدولي الراهن من أجل تنفيذه. فواشنطن تحتاج إلى أنقرة، الحليف المهم، وهناك مفاوضات تحتضنها بشأن شحن صادرات الحبوب الأوكرانية المتوقفة، وطهران تحتاجها لفك عزلتها، وكذلك الحال بالنسبة لموسكو.
ووصف العناني الموقف الأميركي من العملية العسكرية التركية بالمتناقض؛ لأنها من جهة تدعم الأكراد وتقول إنها لن تتخلى عنهم، ومن جهة أخرى تريد إرضاء تركيا، لكنه أوضح أن أي عملية عسكرية في الشمال السوري يجب أن تكون بالتنسيق مع الأميركيين، تفاديا لحصول اشتباكات بين الجانبين على الأرض.
وردا على سؤال عن مسألة الضوء الأخضر الأميركي لتركيا، قال الضيف إن تركيا قامت بـ3 عمليات عسكرية، لكنها لم تأخذ موافقة أميركية.
ومن جهة أخرى، تحدث العناني عما عده استخدام حزب العدالة والتمية التركي لورقة العملية العسكرية في الشمال السوري من أجل الإعداد للانتخابات القادمة.
ومؤخراً، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن توصل بلاده إلى بعض التفاهمات مع الجانبين الروسي والإيراني حول العملية العسكرية المرتقبة في الشمال السوري، مؤكداً أنها قد تبدأ في "أي لحظة."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!