ترك برس
باشر مركز التنسيق المشترك لصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في إسطنبول، عمله رسمياً أمس الأربعاء، وذلك بعد قرابة أسبوع من توقيع اتفاق بين أوكرانيا وروسيا بوساطة تركية وأممية، لنقل الحبوب الأوكرانية والروسية عبر البحر الأسود إلى الأسواق العالمية، فيما تتجه الأنظار إلى المكاسب المباشرة وغير المباشرة التي حققتها أنقرة من هذه الخطوة الدبلوماسية.
وفي كلمة له، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أقار إن الوثائق الموقعة سارية الفاعلية لمدة 120 يوماً، على أن يُقيَّم الوضع بعد ذلك ويُنظَر في تمديد المدة إن اقتضت الحاجة.
وأوضح أن 25 مليون طن من الحبوب تنتظر التصدير في الموانئ الأوكرانية، مؤكداً أن تركيا بادرت إلى حل هذه الأزمة بالتعاون مع روسيا وأوكرانيا.
وسيكون المركز مكلَّفاً إجراء عمليات تفتيش للسفن لدى ابحارها، ولدى وصولها إلى إسطنبول للتحقُّق من أنها لا تنقل إلا الحبوب.
وأضاف أقار أن تنفيذ اتفاقية نقل الحبوب سيسهم في خفض أسعار الحبوب على مستوى العالم، وأن اتفاقية إسطنبول حول نقل الحبوب مهمة جدّاً للدول الإفريقية والدول الأخرى التي تستورد الحبوب.
بعد توقيع الاتفاق أعرب الرئيس التركي عن أمله أن يكون خطوة أولى يبنى عليها لاحقاً لتفعيل الوساطة السياسية التركية بهدف الوصول إلى وقف إطلاق النار ثم هدنة طويلة الأمد ثم اتفاق سلام شامل بين البلدين.
وفي تقرير له على موقع "TRT عربي"، قال الكاتب والباحث في الشؤون التركية، سعيد الحاج، إنه "أحد أهم عوامل نجاح الاتفاق مرهون بالمكاسب التي تتوخاها كل الأطراف منه، إذ إنه بني بالأساس على معادلة ربح الجميع ولا يبدو أنه يوجد –في المجمل– خاسر منه."
وأضاف أنه "وإذا كانت المكاسب الاقتصادية (وكذلك السياسية) لكل من أوكرانيا وروسيا ثم باقي العالم واضحة للعيان، فإن المكاسب التركية من الاتفاق تحتاج إلى نظرة أقرب."
وأشار الكاتب حديث بعض التقارير عن حصول تركيا على أسعار تفضيلية للحبوب وباقي المنتجات باعتبار وساطتها ودورها في تنفيذ الاتفاق فضلاً عن قربها الجغرافي، مبيناً أن "ذلك -إن صح- شيء هامشي جداً مقابل المكاسب الجوهرية التي حققتها."
وأردف قائلاً: "ففي المقام الأول يعد الاتفاق إنجازاً دبلوماسياً كبيراً لأنقرة، فهو اتفاق حال دون حصول مجاعة عالمية أو على أقل تقدير استمرار ارتفاع أسعار الحبوب والمواد الزراعية، إذ يميل كاتب هذه السطور إلى أن تكون التحذيرات من مجاعة عالمية مبالغاً بها لأسباب مفهومة."
وبحسب الكاتب فإن "هذا الإنجاز الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بالتاريخي وغير المسبوق يضفي زخماً على الدبلوماسية التركية ويذكّر بسنوات طويلة –قبل 2011– اشتهرت فيها تركيا بكونها وسيطاً في عدة أزمات إقليمية وبين عدة أطراف متباعدة."
وأضاف أن "الإنجاز يحمل أيضاً بُعداً إضافياً مع تبني أنقرة منذ سنتين فكرة الحلول الدبلوماسية للأزمة بإطلاقها "منتدى أنطاليا الدبلوماسي" الذي نظمت مؤخراً نسخته الثانية."
واستطرد: "وثانياً تعوّل تركيا على أن يدفع هذا الاتفاق نحو تجديد وساطتها السياسية بين موسكو وكييف وتنشيطها. هنا تراهن أنقرة على النموذج الذي نجح في مفاوضات أزمة الحبوب، وهو كونها وسيطاً جادّاً وموثوقاً من الجانبين، والرعاية الأممية، ورغبة الطرفين في التوصل إلى اتفاق، إضافة إلى دعم الأطراف الثالثة وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية."
واختتم المقال بالقول إن "تركيا ترى أن هذا النموذج قابل للتكرار فيما يتعلق بوقف الحرب بين البلدين الجارين لها، إذ إن الحرب ستحسم في نهاية المطاف بالجلوس إلى طاولة والتوصل إلى حل سياسي على ما قال أردوغان."
والجمعة، وقعت روسيا وأوكرانيا وبوساطة تركية وأممية، اتفاقاً يحدد آلية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود إلى أنحاء العالم، وذلك في مراسم حضرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فضلاً عن أعضاء الوفدين الروسي والأوكراني.
ووقع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على الاتفاق بشكل منفصل مع نظيره التركي خلوصي أكار، وبعد ذلك وقع وزير البنى التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف على الاتفاقية مع الوزير التركي بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة.
ووفقا للاتفاق، سيُستأنف تصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ في مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا والمطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!