ترك برس
نصّت بعض الوثائق العثمانية على أنّ كريستوف كولومبوس، الذي يُعتقد بأنّه المكتشف الأول لأمريكا، قام بطلب المساعدة المادية من أكثر من سلطان، في وقته، ليتمكن من تحصيل التمويل المادي لرحلته الاستكشافية، لكنّ جميع الأبواب أُغلقت في وجهه ولم يلق إلا باب إسبانيا داعماً له. ومن بين السلاطين الذين طلب منهم كولومبوس المساعدة المادية كان السلطان بيازيد الثاني.
ويقول المؤرخ التركي مراد بارداكجي، في تقرير صحفي له على قناة خبر ترك، "هل تعلمون بأنّه لو وافق السلطان بيازيد الثاني على دعم كولومبوس في رحلته الاسكتشافية لكانت اللغة الرسمية في أمريكا اللغة التركية وليس الإسبانية أو الإنجليزية"؟
حسب الوثائق التاريخية، ولد كريستوف كولومبوس، الذي يُعتقد بأنه مكتشف "العالم الجديد" في أمريكا، في مدينة جنوة الإيطالية في عام 1451، بدأ كولومبوس كسب رزقه عن طريق العمل بحارًا، وبعد ذلك استقر في البرتغال. كان البحارة البرتغاليين في ذلك الوقت قد وصلوا إلى أماكن جديدة في أفريقيا، وكانت العاصمة البرتغالية لشبونة، تحتضن بداخلها ميناءًا بحريًا كبيرًا تجتمع فيه أعداد كبيرة من البحارة من مختلف الجنسيات.
ويُذكر أنّ بحارًا نرويجيًا آخر قبل كولومبوس يُدعى لييف إريكسون حاول الذهاب إلى أمريكا، وعندما ذهب كولومبوس إلى أيسلندا في أواخر عام 1470 عَلِم عن مغامرة لييف إريكسون للذهاب إلى أمريكا، والتي لم يكن نجاحه فيها مؤكدًا، ليعود كولومبوس إلى لشبونة ويبدأ بإجراء أبحاثه عن أمريكا وعن الطرق التي تقود إليها، وبدأ يقرأ بجد كتاب ماركو بولو الذي يتحدث الأخير فيه عن مذاكراته ويذكر بها وجود عالم آخر في الغرب لم يكتشفه أحد حتى الآن.
وبعد إجراء كولومبوس لجميع أبحاثه الخاصة بأمريكا، قرر الذهاب إليها لاكتشافها. من أجل ذلك ومن أجل الدعم المادي، قام كولومبوس بتقديم طلب دعم مادي لملك البرتغال عام 1484 ولكن الملك رفض طلبه. وبعد رفض الملك فكّر كولومبوس بتمويل رحلته من خلال العمل بجد في مجال البحارة ولكنه بعد فترة اكتشف أنه لا يمكن له توفير ما يلزمه من دعم مادي لتمويل رحلته. بعد ذلك عاد كولومبوس بتقديم طلبات لملوك أوروبا لدعمه في رحلته ولكن لم يستجب أحد لطلبه، ولم يبق أمام كولومبوس، في ذلك الحين، سوى السلطان العثماني ليطلب منه تمويله رحلته الاستكشافية، قدم كولومبوس للسلطان العثماني "بيازيد الثاني" وقدّم طلبه ولكن بيازيد الثاني اعتقد بأن هذا الرجل يعيش في الأحلام ورفض طلبه.
بعد إغلاق الباب العثماني في وجهه، عاد كولومبوس إلى أوروبا وبدأ يُقدم طلبات جديدة للملوك الأوروبيين راجياً الحصول منهم على رد إيجابي، وعاد عام 1486 ليقدم طلبه لملك إسبانيا. قرر ملك إسبانيا تأسيس هيئة تنظر في طلبه ولكن بعد 4 سنوات رفضت هذه الهيئة طلب كولومبوس. وبعد خيبة الأمل التي تلقاها من ملك إسبانيا، ذهب كولومبوس إلى إنجلترا في كانون الثاني/ يناير 1492 وقدم طلبه ووافق الإنجليز على دعمه بشكل جزئي. وخلال رحلته إلى إنجلترا، حاول أصدقاؤه إقناع القصر الإسباني بدعمه ونجحوا بالفعل في ذلك وأرسلوا إليه رسالة يبشرونه فيها بموافقة القصر، وعلى الفور عاد كولومبوس من إنجلترا بدعم جزئي. وفي تاريخ 3 آب/ أغسطس 1492 أخذ الدعم الكامل من إسبانيا وبدأ الإبحار تجاه أمريكا.
في نفس السنة استطاع كولومبوس اكشف أمريكا وعاد إلى إسبانيا وإنجلترا يبشرهم بما اكتشف. وعلى الفور بدأت الهجرات الإنجليزية والإسبانية تتوافد إلى أمريكا، واليوم نلاحظ بأن اللغة الأساسية في أمريكا هي الإنجليزية تليها اللغة الإسبانية {المنتشرة في أمريكا الشمالية والجنوبية أكثر من الإنجليزية}.
بعد هذه الرحلة بفترة علم العثمانيون برحلة كولومبوس الاستكشافية ونجاحها. ويُذكر أن السلطان العثماني أبدى الكثير من الندم بعد علمه بنجاح رحلة كولومبوس. ويذكر مراد بارداكجي بأن أول كتاب تركي كُتب حول موضوع أمريكا هو "تاريخ الهند الغربية الجديدة"، كان العثمانيون يعرفون أمريكا بأنه الهند الغربية، وفي هذا الكتاب يبدي العثمانيون وخاصة السلطان العثماني بيازيد الثاني خالص ندمهم على عدم دعمهم لكولومبوس الذي، حسب الكتاب، لو دعموه لأصبحت أمريكا بكاملها تتحدث باللغة التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!