برهان الدين دوران - صباح/سيتا
سيؤدي الرئيس أردوغان اليمين الدستورية يوم السبت وسيقدم ممثلين وسياسات السنوات الخمس المقبلة للجمهور مع الحكومة التي سيعلنها، وسيقدم فريقه الذي سينفذ البيان الانتخابي بعنوان “الخطوات الصحيحة للقرن التركي”، في هذه الفترة الجديدة التي ستمثل ذروة السلطة السياسية لأردوغان سيصبح نظام الحكم الرئاسي أكثر رسوخا مع التحسينات، سيحاول أردوغان الذي يتعامل مع جميع مجالات السياسة بشكل كلي أن يحمل بلدنا إلى نجاحات جديدة وقفزات نوعية في كل مجال، إن القدرة على التجديد المستمر والحفاظ على ديناميكيتها وتحويل فترات الأزمات إلى فرص ووضع أهداف طموحة جديدة هي السمات المميزة لقيادة أردوغان، فقط بهذه الصفات القيادية أشار في خطاب شرفته مساء الاحتفال بنجاحه في الانتخابات إلى هدف الاستيلاء على البلديات في العديد من المدن الكبرى بما في ذلك اسطنبول وأنقرة وذلك خلال الانتخابات المحلية بعد 9 أشهر، مما لا شك فيه أن جوهر جهود أردوغان السياسية هو رؤيته المتمثلة في “الاستمرار في بناء محور تركيا” في القرن التركي.
أما المعارضة فهي مشغولة بإدارة أزمات الهزيمة، وانتقد دميرتاش أحد أكبر مؤيدي كليجدار أوغلو في حزب الشعوب الديمقراطي حيث أعلن أنه “تخلى عن السياسة النشطة في هذه المرحلة”، وهذا من أعراض الأزمة الإيديولوجية السياسية لحزب الشعوب الديمقراطي وحزب اليسار الأخضر الذي خفض أصوات الاستقالة بنسبة 3 في المئة، يتعين على الحزب اليسار الأخضر مناقشة كل الخيارات بما في ذلك عدم تقديم مرشح رئاسي في الانتخابات وتعزيز الإيديولوجية اليسارية وتقديم مرشحين برلمانيين أكثر من اليسار التركي والتقرب من حزب الشعب الجمهوري، يبدو من الصعب جدا على هذا الحزب أن يفلت من العقاب على انتقاداته الهامشية حيث تحطم حلمه في أن يكون في منصب رئيسي في البرلمان، مجددا صرح الأمين العام للحزب الجيد بويراز أن التحالف الانتخابي قد انتهى بينما أرسل كليجدار أوغلو نواب الأحزاب اليمينية ال 5 الذين دخلوا البرلمان من قائمة حزب الشعب الجمهوري إلى أحزابهم، وهكذا فإن تحالف المعارضة الذي يتألف من خطوط سياسية أيديولوجية مختلفة ومتعارضة تم حله في الوقت الحالي لتجربة حساباته الداخلية، من غير الواضح ما إذا كانت هذه ستكون فوضى دائمة، لن نتفاجأ برؤية جهود كليجدار أوغلو وأكشينار للم شملهم مع أجندة الانتخابات المحلية في الخريف إذا ظلوا على رأس أحزابهم، ستحدد أكشينار ما إذا كانت هذا سيحدث أم لا وإذا كان الأمر كذلك فبأي طريقة ومساومة سيحدث، فإما أن تحاول حشد الناخبين القوميين بقول الطريق الثالث أو أنها ستسعى إلى التعاون بين «حزب الشعب الجمهوري» و«حزب الشعوب الديمقراطي»، هذه المرة يتوقع أعضاء حزبه أن يفوز أكشينار على الأقل بعدد قليل من رؤساء البلديات الحضرية من كليجدار أوغلو.
تشير المؤشرات الأولية إلى أن كليجدار أوغلو يخطط لتهدئة مطالبته “بالاستقالته” بمرور الوقت والاكتفاء بالتغيير في قيادة الحزب وبالتالي الاستمرار كزعيما على رأس الحزب، أولئك الذين يتوقعون أن خسارة الانتخابات ستجلب “نقدا ذاتيا وتغييرا” جديا في معسكر المعارضة مخطئون، هذا لن يحدث لأن كليجدار أوغلو سوف يلوم الحكومة على هزيمته ويلجأ إلى الحجة القائلة بأن “نتيجة الانتخابات ليس لها شرعية أخلاقية”، في الوقت نفسه نلاحظ من التقييمات الانتخابية لأولئك الذين دافعوا عن كليجدار أوغلو بقوة كافية لخلق “ضغط محلي” خلال فترة الانتخابات، هذا الفريق من الكتاب والرسامين غير قادر على تحليل هزائمهم بشكل صحيح كما لو أنه لم يكن كافيا أنهم لم يتمكنوا من فك شفرة أردوغان للفوز في كل انتخابات دخلها، هذا الضعف قبل الانتخابات وأثناءها وبعدها يسمى الانفصال عن الناس وعدم القدرة على قراءة الاتجاهات والوقوع أسيرا للعواطف وفقدان العقلانية، إن رد الفعل الذي تبلور في دوائر حزب الشعب الجمهوري على أنه عودة إلى “القيم التأسيسية” أو “السياسة الديمقراطية الاجتماعية اليسارية” لن يؤدي إلا إلى زيادة المعضلات الأيديولوجية لحزب الشعب الجمهوري في عملية التحول، تماما مثل خطاب اليمين المتطرف في الجولة الثانية.
بطبيعة الحال ليس الأمر متروكا للمعارضة وحدها لتعلم الدرس الصحيح من الانتخابات، يجب على حزب العدالة والتنمية الاستعداد للانتخابات المحلية المقبلة من خلال فحص المناطق التي انخفضت فيها أصواته في المدن الكبرى وخاصة في اسطنبول وأنقرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس