إردال تاناس كاراغول - يني شفق
تؤثر التطورات في أمن إمدادات الطاقة على الاقتصاد بشكل عميق، وذلك نظرًا للأهمية الحيوية التي تمثلها الطاقة في عملية الإنتاج. كما يتزايد تأثير الطاقة على التجارة والدبلوماسية والتعاون الدولي والعديد من المجالات الأخرى.
ما أهمية الطاقة؟
توجد علاقة طردية وقوية بين استهلاك الطاقة والنمو الاقتصادي. فعندما نواجه مشاكل في إمدادات الطاقة يتأثر الإنتاج بشكل سلبي، وينخفض النمو الاقتصادي، وبالتالي ينخفض معه دخل الفرد، ونتيجة لذلك تتأثر الرفاهية الاقتصادية سلبًا.
من ناحية أخرى، يؤدي الاعتماد الكبير على الطاقة الأجنبية إلى تحول جزء كبير من موارد البلاد إلى دفع تكلفة واردات الطاقة. وتشكل واردات الطاقة تهديدًا للاقتصادات، خاصة في البلدان التي تعتمد على التجارة الخارجية ويكون عجز الحساب الجاري هو من المحددات الرئيسية لاقتصادها.
إن خفض واردات الطاقة أي خفض استهلاك الطاقة من أجل تجنب عجز الحساب الجاري يجعل التضحية ضرورية في النمو الاقتصادي. ستكون هذه التضحية مكلفة من نواح كثيرة لأنها تؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي للبلدان النامية.
ومن الواضح أنه عندما تكون هناك مشكلة في أمن إمدادات الطاقة، فإنها ستتسبب بحدوث مشاكل في التدفئة، وهي أهم حاجة أساسية. ومنذ بدء الحرب الأوكرانية، كان التهديد الأكبر للعديد من الدول الأوروبية التي تعتمد على الغاز الروسي هو المخاوف بشأن كيفية مواجهة هذه المشاكل إذا قطعت روسيا الغاز.
نظرا للأهمية الاستراتيجية للطاقة. لذلك يمكننا القول أن الطاقة تلعب دورا حاسما في تشكيل تحالفات اقتصادية جديدة بين الدول، وتطوير التعاونات وتشكيل تعاونات دولية جديدة.
ومن الأمثلة المهمة على التعاون الاقتصادي أن تجتمع العديد من الدول التي تمتلك موارد نفطية للحصول على أقصى دخل من عائدات النفط، كمنظمة أوبك، حيث تلتقي الدول المصدرة للنفط التي تمتلك موارد طاقة.
من ناحية أخرى، فإن التزام الدول التي لديها موارد طاقة بنقل هذه الموارد إلى الأسواق الدولية سيساهم بشكل كبير في تحقيق مشاريع الطاقة الكبيرة. وخير مثال على ذلك مشروع تاناب، الذي أُقيم بالتعاون بين تركيا وأذربيجان، وخط أنابيب ترك ستريم بين تركيا وروسيا.
من الواضح أن تقليل الاعتماد على الطاقة الأجنبية أو إنهائها سيحقق الاستقلال في العديد من المجالات، لأن لها أهمية استراتيجية وتؤثر على العديد من المجالات من العلاقات الدولية إلى قضايا الأمن القومي، ومن الميزان التجاري الخارجي إلى المجالات الاجتماعية.
لهذا السبب، الخطط الإستراتيجية في خارطة الطريق التي تحددها وزارة الطاقة بشأن تقليل وإنهاء الاعتماد على الطاقة الأجنبية ذات أهمية استراتيجية لنجاح الوزارات الأخرى لأنها تؤثر على الإنتاج والتجارة والدبلوماسية والتعاون الدولي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس