مليح ألتنوك - ديلي صباح
تحذر روسيا منذ فترة طويلة جارتها فنلندا ودول الشمال الأوروبي الأخرى مثل السويد من الانضمام إلى الناتو.
ومع ذلك، تمكنت فنلندا من الحصول على عضوية الناتو عبر تلبية متطلبات تركيا بشأن جهود مكافحة الإرهاب. وبالتالي، فإن تنظيم بي كي كي المعترف به كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، يواجه الآن قيوداً على أنشطته داخل فنلندا ما يؤكد أن الأمر لم يكن بالصعوبة التي كانوا يدعونها.
ومن ناحية أخرى، لم تستطع السويد التي تعقد الآمال في عضوية الناتو على قرار تركيا، أن تتصرف بسرعة مثل فنلندا. وقد أجرت استوكهولم عام 2022 تغييرات دستورية لتمكين قوات الأمن من مكافحة الإرهاب. وبعد أن دخلت التغييرات حيز التنفيذ في 1 يناير/كانون الثاني 2023 ، بدأوا العمل على مواءمة قوانين معينة وفقاً لذلك. وأخيراً، تم اعتباراً من 1 يونيو/حزيران تطبيق قانون جديد يسمح بالسجن لمدة أقصاها 4 سنوات للأفراد المتورطين في الترويج للأنشطة الإرهابية أو تعزيزها أو دعمها. وفي الحالات التي تنطوي على عوامل مشددة، يمكن فرض عقوبة بالسجن لمدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد عن 8 سنوات كحد أقصى. وبالإضافة إلى ذلك، مُنحت الشرطة صلاحيات موسعة لاحتجاز ومحاكمة الأفراد المتورطين في تمويل المنظمات الإرهابية أو دعمها.
وبالرغم من إجراء التعديلات القانونية اللازمة على الورق، فإن المتعاطفين مع تنظيم بي كي كي الإرهابي في السويد يواصلون أنشطتهم بلا هوادة. وهم مستمرون في الأعمال الاستفزازية والعدوانية مثل حرق الأعلام التركية وتماثيل الرئيس رجب طيب أردوغان في شوارع العاصمة استوكهولم.
وتمتنع السلطات السويدية عن اتخاذ إجراءات ضد أعضاء التنظيم الدموي الذين يعملون تحت ستار مختلف الأسماء مثل بي واي دي أو ي بي جي أو مركز المجتمع الديمقراطي الكردي السويدي. وعلاوة على ذلك، يواصلون تقديم التمويل الرسمي للقنوات التلفزيونية التي تنشر أجندة تنظيم بي كي كي تحت أسماء مثل Nevruz TV و Rohani TV و Aryen TV.
وإذا كانت السويد ترغب في إحراز تقدم نحو العضوية قبل قمة الناتو في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا المقرر عقدها يومي 11 و 12 يوليو/تموز، والتي من المقرر أن يحضرها الرئيس أردوغان، فعليها اتخاذ خطوات واضحة لإظهار حسن النية.
وتراقب الولايات المتحدة الوضع عن كثب وقد كثفت جهودها من خلال وزير الخارجية التركي المعين مؤخراً هاكان فيدان. ومع ذلك، من الواضح أن استوكهولم تحتاج إلى أكثر من مجرد توجيهات واشنطن في هذا العصر الجديد.
ونظراً لأن الرئيس أردوغان تولى منصباً قيادياً قوياً في تركيا من خلال تفويض من الشعب لمدة 5 سنوات، فقد شكل حكومة قوية جديدة يترأس خارجيتها فيدان الذي كان لفترة طويلة قائداً للمخابرات التركية، وهو ليس شخصاً يمكن لنظرائه الأمريكيين أو الأوروبيين إثارة غضبه بشأن تنظيم بي كي كي الإرهابي الذي يعتبر أكثر الأشخاص درايةً به.
ومن الأهمية بمكان أن يدرك المسؤولون السويديون أن تركيا مصممة على رفض تحمل المزيد من المناورات الدبلوماسية فيما يتعلق بتنظيم بي كي كي والجماعات المرتبطة به، والمسؤول عن مقتل عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك. ومع مرور كل يوم تستمر فيه استوكهولم بفشلها في فهم التهديد الذي يواجه أمن الشعب السويدي، كما يتضح من المناقشات المسربة للجنة الدفاع البرلمانية، تستمر تطلعات طلبات الانضمام إلى عضوية الناتو في الميزان. وما لم يعالجوا مطالب أنقرة المبررة لمكافحة الإرهاب، فلن يتمكنوا من تجنب العواقب.
ومع ذلك، وبغض النظر عن دعم استوكهولم، فإن تركيا ستنهي في نهاية المطاف إرهاب التنظيم المشؤوم الذي لا تزال تحاربه منذ ما يقرب من 4 عقود.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس