ترك برس
أكد وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب، تحسن تدفقات المياه من تركيا وبواقع 500 م3 في الثانية، وفيما طمآن بوجود خزين مياه هائل وأن لا حاجة للخوف من نفاذه، أعلن إيقاف العمل بسد مكحول موضحاً الأسباب.
وبحسب وكالة الأنباء العراقية (واع)، قال ذياب خلال حديثه لبرنامج المحايد على شاشة العراقية الإخبارية إن "ملف المياه في العراق بات حرجاً وتواجهنا صعوبات في تأمينها لكن مع الإدارة الجيدة من الممكن تجاوز الأزمة بأقل الضرر".
وأضاف إن "الأزمة تؤثر على العراق من شماله إلى جنوبه ولا تقتصر على مدن الوسط والجنوب، إذ أن قرى ربيعة تعاني من الشحة وجفت فيها الأبار بسبب قلة الأمطار واضطر أهاليها إلى الحفر عميقاً لحوالي 800 متر لتأمين المياه".
وتابع إن "هنالك استخداما جائراً للمياه في أربيل ومحافظات أخرى يؤثر على حصص بقية المحافظات" مشيراً إلى أن "مشاريع المياه التي تنفذها الحكومة للأغراض الاستراتيجية ما زالت غير مكتملة".
وأشار إلى أن "العديد من المشاريع تعمل حاليا بينها مشروع الجزيرة الشمالي الحيوي الذي يوفر الري الحديث بالرش بالتنقيط ويؤمن المياه للمحاصيل الصيفية والشتوية وكذلك مشروع السلاميات في مدينة الموصل".
وعن المباحثات مع دول المنبع أوضح وزير الموارد إن "المباحثات مستمرة وملف المياه يديره رئيس الوزراء باعتباره ملف سيادياً وضاغطاً وشخصيا كوزير موارد التقيتُ مع السفير التركي على مدى ساعة ونصف وكان اللقاء واضحاً وشفافاً وقلنا بصراحة أن لدينا تصورا ما لديكم من خزين وبإمكان تركيا أن تطلق المياه للعراق بشكل آمن بدون التأثير على مشاريعها".
وأوضح إن "بإمكان تركيا أن تطلق من سدي أتاتورك على نهر الفرات وأليسو على نهر دجلة بكميات جرى الحديث بشانها خلال زيارة وفد فني عراقي إلى تركيا في حزيران الماضي وكان يفترض أن يتم تنفيذ خطة منذ بداية تموز الماضي لإطلاق ما لا يقل عن 370 م3 بالثانية من سد أليسو نحو سد الموصل و350 م3 من سد أتاتورك للحدود التركية – السورية وصولاً إلى العراق حيث مسار نهر الفرات".
وأضاف "لكن للأسف لم يطبق هذا الاتفاق من 1 تموز موعده المفترض وكان يصلنا نصف الكمية المتفق عليها، ولكن بحلول 11 آب الجاري حدث أخيرا تحسن في الإطلاقات من سد أليسو نحو سد الموصل لتصل إلى 500 م3 فيما لم يحدث تحسن من إطلاقات سد أتاتورك والمهم لدينا أن أي تحسن يكون فيها استدامة ولا يكون مؤقتا".
وأكد ذياب إن "العراق تحدث بصراحة مع تركيا عن السبب المباشر لقلة الإطلاقات رغم توفر كميات كافية من المياه ضمن الخزين الاستراتيجي وبقيت أنقرة تتباطئ ثم بعث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني برسالة خطية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومبعوث خاص لطرح الموضوع بشكل واضح بهدف إيجاد حلول".
وعن الموقف المائي حالياً اوضح إن "هنالك استقرارا في التدفقات من بحيرة الثرثار بمعدل 80 م3 في الثانية ومن الممكن أن ترتفع لتصل إلى 120 م3 في الأيام القادمة ومنسوبها الحالي يصل إلى 42.5 م وهذا مثال يؤكد أن لدينا خزين هائل لا يستدعي القلق من استنفاذه إذ أنه يوفر كميات كبيراً ولو افترضنا أن معدل ما يصلنا 100 م3 بالثانية فهذا يعني أن بالإمكان توفير 250 مليون م3 شهرياً وخلال 6 أشهر مليار ونصف م3".
وتابع إنه كذلك "ستصلنا مجموعة مضخات مستوردة لتعزيز طاقة الضخ، وهناك مؤشرات بأن الموسم المقبل سيكون رطباً أي ستكون هنالك أمطار".
وأعلن وزير الموارد إيقاف العمل بسد مكحول وإلغاء المشروع مشيراً إلى أن "الدراسة الاستراتيجية لم تؤيد إكمال العمل خاصة لوجود مشاكل تحت أسس السد وأيضا توجد في مكانه صخور كبريتية من الممكن أن تذوب بعد ملئه وتؤثر على نوعية المياه وكذلك كلفة الإنشاء العالية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!