بولنت أوراك أوغلو - يني شفق
اتحدت العشائر العربية وداهمت معسكرًا لتنظيم "واي بي جي" الإرهابي في دير الزور ففرقت جموع الإرهابيين هناك وأضرمت النار في بئر "العزبة" النفطي الخاضع لسيطرة القوات الأمريكية، وتصاعدت الاشتباكات التي بدأت بعد أن اعتقلت الولايات المتحدة الأمريكية زعيم ما يسمى بالمجلس العسكري لتنظيم "واي بي جي" الإرهابي في دير الزور واستطاعت العشائر العربية الاستيلاء على 24 قرية كانت تحت سيطرة تنظيم "واي بي جي" الإرهابي في حين تجاوز عدد القتلى 70 شخصًا، وأفادت واشنطن التي تدعم الطرفين بأن "الصراع هذا سيصب في مصلحة داعش فقط"، وبدورها نشرت الخارجية التركية بيانا قالت فيه: "يجب على أولئك الذين يدعمون هذه المنظمات أن يدركوا حقيقتها وما تمارسه من أعمال عنف وإرهاب لسلب حقوق هذه الشعوب". إن التطورات الأخيرة في سوريا وخاصة في محافظة دير الزور التي تخضع لسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتقلت قواتها قائد تنظيم "واي بي جي" الإرهابي، لتظهر بهيئة القوة المحايدة في هذا الصراع بين العشائر العربية وتنظيم "واي بي جي" الإرهابي، الأمر الذي يدفع المرء للتساؤل عما سيحصل في سوريا.
وقد تحدثنا في المقال المنشور بتاريخ 7 آب/أغسطس تحت عنوان "ستسحب الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم "بي كي كي/واي بي جي" الإرهابي إلى شرق الفرات ليحل مكانه الجيش الوطني" تحدثنا فيه عن سيناريو يُزعم أنه تم التوقيع عليه بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وقلنا في المقال: "دخلت الحرب السورية عامها الثالث عشر وبدأت إعادة خلط الأوراق مرة أخرى حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى كسر النفوذ الإيراني على العراق والممتد حتى حدود الأردن ولبنان كما تسعى إلى طرد إيران من سوريا، وقد بدأت بإرسال 2500 جندي جديد ووضع 3000 معارض على محور دير الزور- التنف، كما أرسلت وفدًا إلى أنقرة لإقناع تركيا، وحسب هذه الخطة ستقوم أيضًا بسحب تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي إلى شرق الفرات تاركة دير الزور وتل رفعت والرقة ومنبج للمعارضة، وتعمل الولايات المتحدة بهذه الطريقة على إغلاق الممر البري للأسلحة والمسلحين والشحنات اللوجستية من طهران إلى سوريا ولبنان بشكل كامل، كما تهدف دول الخليج إلى منع تجارة المخدرات التي تقوم بالشراكة بين النظام السوري وإيران عبر الحدود الأردنية". فهل سنشهد قريبًا تطبيق هذا السيناريو؟
ثارت العشائر العربية على تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي الذي يسيطر على محافظة دير الزور شرقي سوريا بدعم مالي وعسكري من الولايات المتحدة الأمريكية، وتكبد التنظيم خسائر فادحة في الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في المنطقة كما ألقت العشائر القبض على عشرات الإرهابيين، وفي الاشتباكات المستمرة تمت مصادرة المركبات العسكرية لتنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي والتقطت عدسات الكاميرات محاولة هروب الإرهابيين المحاصرين بالقفز من الأسطح، وبحسب مصادر محلية فقد شنت الطائرات الحربية الأمريكية غارات على المنطقة وهاجم الطيران الأمريكي أيضًا الفصائل المدعومة من إيران والمتواجدة في محافظة دير الزور التي أصبحت ساحة لاشتباكات تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي مع العشائر العربية، وذكرت مصادر محلية أن مجموعات مسلحة تابعة لإيران تجمعت حول الجسر المعروف باسم "الجسر الخشبي" الممتد من البوكمال إلى نهر الفرات شرق دير الزور، وبحسب المعارضة فإن الطيران الأمريكي استهدف عربتين عسكريتين لتلك المجموعات وذكرت المصادر المحلية أن القصف الأمريكي خلف قتلى وجرحى من عناصر المجاميع وأن الذخائر الموجودة في العربتين انفجرت، وبدورها دعت الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم "بي كي كي" الإرهابي والعشائر العربية إلى إنهاء الصراع وحل المشكلة سلميًا، وأدلت السفارة الأمريكية في سوريا والتي كانت واشنطن قد علقت أنشطتها عام 2012، أدلت ببيان على حسابها على منصة تويتر قالت فيه" "يجب أن تنتهي أعمال العنف في شمال شرق سوريا" وطلبت من الأطراف حل القضية بالطرق السلمية، كما دعا التحالف الدولي لمحاربة داعش والذي تأسس بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، الأطراف أمس إلى إنهاء القتال.
لماذا اعتقلت الولايات المتحدة الأمريكية الإرهابي أحمد الخبيل الملقب بأبي خولة قائد تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي ؟
بدأت الاشتباكات بين العشائر العربية وتنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي بعد أن ألقت الولايات المتحدة الأمريكية القبض على زعيم التنظيم الإرهابي الملقب بـ"أبي خولة"، وكان أبو خولة أيضًا أحد القادة البارزين في تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، وأوضحت القيادة الإرهابية في بيان أولي لها أن "أبا خولة" اعتقل وأقيل من منصبه لأنه متورط في العديد من الجرائم أبرزها تهريب المخدرات والفشل في مكافحة داعش في محافظة دير الزور!!! لكن برأيي هذه الأسباب ليست مقنعة ويبدو أنه قد بدأ العمل وفق السيناريو الذي تحدثنا عنه أعلاه. أخيرًا لا بد أن العشائر العربية غاضبة جدًا من سرقة نفطها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وتوفير الدعم المالي لتنظيم "واي بي جي" الإرهابي عن طريق هذا النفط، حيث يقوم التنظيم الإرهابي ببيع النفط المسروق الذي حصل عليه من خلال مصادرة آبار النفط في المنطقة برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، إلى حكومة دمشق عن طريق المهربين، وهذا كافٍ لزيادة الكراهية ضد الأسد أضعافًا مضاعفة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس