ترك برس
أجرت قوات النظام السوري، مناورات عسكرية مشتركة مع ما تسمى بـ "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل ميليشيات "واي بي جي/ بي كي كي" عمودها الفقري، وبإشراف روسي، وذلك في ظل عملية عسكرية مرتقبة للجيش التركي في مناطق سيطرة "قسد" في الشمال السوري.
وتنخرط قوات النظام السوري في مناورات مشتركة مع "قسد" للمرة الأولى منذ نشأة الأخيرة عام 2015.
المناورات التي أجريت في منطقة منبج بريف حلب شمالي البلاد، تحت إشراف ضباط في القوات الروسية، شملت تدريبات عسكرية برمائية أجرت خلالها قوات النظام السوري تمرينا واسع النطاق على عبور الدبابات مياه النهر للوصول إلى الضفة المقابلة، ورافقها طيران مروحي روسي وقصف مدفعي تابع لـ"قسد".
كما تضمنت المناورات استهداف منظومة الدفاع الجوي الروسية (بانتسير) طائرة عسكرية مسيرة حلّقت في سماء المنطقة الخاصة بالتدريب، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت."
ونشرت وكالة روسفيسنا الروسية تسجيلا مصورا للمناورات، وذكرت أنها تأتي في إطار ما أسمته "العدوان التركي على شمال سوريا"، داعية تركيا إلى الأخذ بعين الاعتبار أن "سوريا سترد عليها بقسوة في حال بدء العملية العسكرية"، حسب تعبيرها.
النظام يتجاهل ذكر "قسد" في المناورات
ورغم نشر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) خبر إجراء المناورات العسكرية بحضور رئيس هيئة الأركان العامة في قوات النظام السوري العماد عبد الكريم إبراهيم وقائد القوات الروسية العاملة في سوريا الجنرال ألكسندر تشايكو؛ فإن الوكالة تجاهلت ذكر مشاركة "قسد" في المناورات.
واكتفت الوكالة بذكر تنفيذ أحد تشكيلات القوات المسلحة "بالتعاون مع القوات الروسية العاملة في سوريا مشروعا تكتيكيا عملياتيا بالذخيرة الحية".
ويصف النظام السوري وإعلامه "قسد" بأنها قوات غير شرعية تحتل مناطق من سوريا بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، وتقوم بسرقة النفط والموارد الزراعية في مناطق شمال شرقي سوريا.
ومؤخرا نشطت روسيا في التنسيق بين النظام و"قسد" بهدف انتشار قوات الأول في المناطق المحتمل أن تشملها العملية التركية، لا سيما في أرياف حلب؛ في محاولة ربما لقطع الطريق على أنقرة.
وسبق هذه المناورات النادرة بين الطرفين إرسال النظام السوري تعزيزات لريفي الرقة وحلب القريبين من خطوط التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة السورية، وفق وسائل إعلام موالية للنظام وتصريحات لمتحدثين باسم "قسد".
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد كشف مؤخراً عن توصل بلاده إلى بعض التفاهمات مع الجانبين الروسي والإيراني حول العملية العسكرية المرتقبة في الشمال السوري، مؤكداً أنها قد تبدأ في "أي لحظة."
وأضاف في تصريحات صحفية، عقب قمة طهران الثلاثية حول سوريا، أن هناك بعض الأمور التي تفاهمت تركيا فيها مع الطرفين الروسي والإيراني بخصوص العملية العسكرية التركية في شمالي سوريا، مؤكدا أن بلاده "لا تطلب الإذن مطلقا" من أحد.
وأبدى جاويش أوغلو معارضة بلاده لوجهتي النظر الروسية والإيرانية فيما يتعلق بدعم النظام السوري، مؤكدا إدراك الطرفين أنه لا فرق بين تنظيمي "ب ي د" و"ي ب ك" وبين تنظيم "بي كي كي" الإرهابي.
وقال الوزير التركي إن كلتا الدولتين تعارضان قيام تركيا بعملية عسكرية في شمالي سوريا، لكن الأهم هو ما تفعله تركيا في سوريا، مضيفا أن بلاده "لا تطلب الإذن مطلقا" من أي أحد قبل شنّ عملية عسكرية في سوريا.
وأوضح في هذا السياق "يمكننا تبادل أفكار، لكننا لم ولن نطلب مطلقا إذنا لعملياتنا العسكرية ضد الإرهاب"، محذّرا من أنه "يمكن أن يحدث ذلك بين عشية وضحاها، بشكل غير متوقع".
وتلوّح أنقرة منذ أكثر من شهر بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في الشمال السوري، واتخذت كل الاستعدادات لذلك، وذلك بهدف تأسيس منطقة آمنة لتوطين اللاجئين الذي تستضيف قرابة 4 مليون منهم داخل أراضيها، إلى جانب ملايين آخرين تشرف عليهم في مناطق المعارضة في الشمال السوري.
وفي حال بدأ الجيش التركي عمليته المرتقبة في الشمال السوري، فمن المتوقع أن تشمل مناطق في ريف حلب الشمالي، تحديداً منطقة تل رفعت، شمال مدينة حلب.
ومنذ 2016، شنّت تركيا 3 عمليات عسكرية في سوريا على حدودها الجنوبية، استهدفت تنظيمات إرهابية تعتبر أنها تهدد أراضيها، كما أطلقت هجوما مطلع عام 2020 على قوات النظام السوري.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!