ترك برس
بدأت تركيا قبل أيام بمحاكمة شبكة تجسس تعمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، وسط تسرب اعترافات مثيرة من قبل المتهمين بالتجسس.
وبدأت المحاكمة في محكمة الجنايات الـ30 بإسطنبول، حضرها 17 متهماً برفقة محاميهم، منهم 6 أشخاص مسجونين على ذمة التحقيق.
وتتم محاكمة المتهمين الأشخاص الـ 17 بتهمة "التجسس لصالح الاستخبارات الإسرائيلـ.ــية عبر تزويدها ببيانات بعض الشركات في تركيا".
ويأتي ذلك بعد أن أماطت تركيا مؤخرا اللثام عن معلومات جمعتها من استجوابها مواطنا تركيا يشتبه بأنه كان يتعاون كعميل هو و17 آخرون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) في مايو/أيار الماضي.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني بأن محققا خاصا يُدعى سلجوق كوجوكايا أخبر مسؤولي جهاز الاستخبارات الوطنية التركي أنه التقى 11 مرة على الأقل بأفراد من الموساد في 10 مدن أوروبية بعد أن وافق على تزويدهم بمعلومات مقابل مبلغ مالي، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت".
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن كوجوكايا تم تكليفه بجمع معلومات استخبارية، وفي مرة واحدة على الأقل طُلب منه تحديد نقاط ضعف يمكن من خلالها اتخاذ إجراء ضد فلسطيني وصل إلى إسطنبول قادما من لبنان، حسبما أظهرت مراسلات مع القائمين الإسرائيليين على عمل المحقق الخاص التركي.
وأعلنت تركيا أن الموساد مسؤول عن تشكيل شبكة تجسس بالتعاون مع رجال أمن تابعين للزعيم الديني المعارض فتح الله غولن، الذي اتهمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمحاولة الإطاحة به من السلطة في انقلاب عام 2016.
وكشف كوجوكايا أن ضابطا عسكريا تركيا سابقا اسمه سركان أوزدميرجي هو من ربطه بجهاز الموساد. وأوزدميرجي مطلوب من السلطات التركية، لكنه فر من البلاد ولا يزال طليقا.
واستعرضت يديعوت أحرونوت تفاصيل تتعلق بالمهام التي أوكلها الموساد لكوجوكايا، وقام بإبلاغها للاستخبارات التركية أثناء التحقيق معه.
ومن بين تلك المهام أن ضابطا في الموساد يُدعى خورخي أرسل إليه أسماء بعض المطاعم طالبا منه التحري بشأن ما تقوم به من أعمال وإرسال صور.
وفي مهمة أخرى، كلفه ضابط اسمه ألفونسو -وكان رئيسا لخورخي- بتشكيل فريق لمتابعة مواطنين إيرانيين ولبنانيين، وجمع معلومات استخبارية عن شركة كهرباء.
وقال كوجوكايا إنه التقى مرة أخرى مع المسؤولين عنه في الموساد في ديسمبر/كانون الأول 2018، مشيرا إلى أنه حصل منهم على مبلغ 4 آلاف يورو نقدا ومصاريف أخرى.
وأضاف "كان لديهم جهاز يشبه الحاسوب المحمول وقاموا بتوصيل كابلات إلى صدري وأطراف قامتي وساقي وسألوني عن اسمي ومهنتي وإذا كنت قد عملت مع الحكومة". وتقول أحرونوت إن ذلك كان على ما يبدو اختبارا لكشف الكذب.
وفي عام 2020، كانت المهمة الجديدة الموكلة لكوجوكايا هي متابعة فلسطيني يُدعى المحمود كان قد وصل من بيروت. وأظهرت المراسلات مع مسؤوليه في الموساد أنه زُوِّد بتفاصيل الرحلة وطُلب منه متابعة الرجل، ومعرفة عدد الحقائب التي اصطحبها معه، وما إذا كان معه حراس شخصيون مسلحون.
ومن المعلومات التي طلبوها منه أن يعرف إذا كان المحمود يستقل سيارة أجرة من المطار أو أن هناك سيارة خاصة ستقله، وأي طريق سيسلك في إسطنبول.
وطلب منه مسؤولوه في الموساد استخدام سيارات مختلفة. وأوصوه في رسالة بالبريد الإلكتروني بأن يستخدم 3 سيارات حتى لا يُكتشف أمره ويفقد أثر الفلسطيني المراد منه ملاحقته.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مسؤولين في الاستخبارات التركية أن الرسالة الإلكترونية اختُتِمت بعبارة مفادها "سنستخدم جهاز المراقبة للكشف عن نقاط الضعف حتى نتمكن لاحقا من شن هجوم".
ومن بين 17 عميلا مشتبها به للموساد تم اعتقالهم في مايو/أيار، لا يزال 6 منهم رهن الاحتجاز ويواجهون جميعا تهما بالتجسس التي قد تسفر عن الحكم عليهم بالسجن لمدة 15 عاما.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت تركيا أنها كشفت عن شبكة من 56 عميلا كانوا يراقبون رعايا أجانب. وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، قامت بالقبض على 7 من المشتبه بهم بالتجسس على فلسطينيين لصالح الموساد. كما اكتشفت خلية تجسس روسية، وأحبطت مؤامرة إيرانية لمهاجمة إسرائيليين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!