ترك برس
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتأسيس آلية أمنية جديدة من قبل الأطراف الإقليمية، معلناً استعداد بلاده للعب دور فيه حال تحقق ذلك.
جاء ذلك في معرض حديثه عن فلسطين والتطورات في قطاع غزة، خلال مؤتمر صحفي عقده، الثلاثاء، عقب اجتماع للحكومة بالعاصمة أنقرة.
وأضاف أردوغان أن "أشقاؤنا في غزة يتعرضون لوحشية"، مبيناً أن "إسرائيل ترتكب جرائم إنسانية طيلة 25 يوماً أمام مرأى ومسمع من العالم".
وأوضح أن "مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني كان آخر أهداف البربرية الإسرائيلية"، داعياً إلى "إيقاف إسرائيل التي تتصرف مثل تنظيم، في أسرع وقت ممكن".
وأشار إلى أن "أولويتنا الأولى إيقاف مجازر إسرائيل المتواصلة في غزة منذ 25 يوماً"، لافتاً إلى أن بلاده أرسلت حتى الآن 213 طن من المساعدات إلى غزة، وصلت جميعها إلى مصر.
وتابع: استشهد حتى اليوم 8500 فلسطيني معظمهم من الرضع والأطفال والنساء، جراء الهجمات الإسرائيلية المباشرة ضد المدنيين.
وأكد أن تركيا تواصل اتصالاتها ولقاءاتها "من أجل محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في غزة أمام القانون".
وأردف: نرى من الضروري إنشاء آلية أمنية جديدة بالتعاون مع الأطراف الإقليمية، ومستعدون لتحمل المسؤولية في حال اتخذت هذه الخطوة".
أردوغان انتقد أيضاً موقف العالم الغربي مما يجري في غزة، مبيناً أن "العالم الغربي وعلى رأسه الدول الأوروبية فشلت في اختبار الإنسانية بغزة."
وشدد على أن "الذين بقوا متفرجين اليوم على مقتل آلاف الأطفال من غزة، لن يكون قيمة لأي شيء سيقولونه غداً حول أي موضوع".
وكرر أردوغان ما قاله خلال المؤتمر الصحفي، في تغريدة له عبر منصة "إكس"، نشرها باللغة العربية، قال فيها: أقولها بكل صراحة ووضوح.. إن الذين يقفون اليوم موقف المتفرج الصامت تجاه ما يحدث من قتل لآلاف الأطفال الفلسطينيين في غزة، لن يبقى لحديثهم أي قيمة في أي قضية غدا.
وأضاف: لأن المهم هو الحديث في الأوقات الصعبة. وكشف الحقائق اليوم. إن أولئك الذين يصمتون ولا يعترضون على المجازر التي تقوم بها إسرائيل "المدافعون عن الحق في المياه العذبة" لن يأتي الخير أبدا منهم لا للإنسانية ولا للعالم.
وأردف: نحن نؤمن بذلك، ونتحرك وفق ذلك، وبإذن الله تعالى، سنواصل الحفاظ على موقفنا القوي والثابت في هذا الأمر.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة الذي يعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وسط حديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان القطاع، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!