ترك برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه "من غير الممكن وضع مقاومي حماس المدافعين عن أراضيهم على نفس الكفة مع المحتلين".
جاء ذلك في كلمة له، السبت، خلال القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية حول التطورات في قطاع غزة، والتي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض.
وأضاف: إننا في العالم الإسلامي، أظهرنا بكل وضوح تضامننا مع الشعب الفلسطيني، من خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدناها في العاصمة السعودية الرياض وسنعزز رسالة التضامن هذه بكل إصرار وعزيمة، بالقرارات التي سنتخذها وسننفذها".
وأكد أن "أولويتنا هي تحقيق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع. كما أن الأمر العاجل ليس استراحة لعدة ساعات بل هو وقف دائم لإطلاق النار. وإضافة إلى ذلك، يجب تقديم المساعدات الإنسانية دون انقطاع وبشكل مستمر".
وتابع: "لقد انطلقت أمس سفينتنا المدنية التي تحمل إجمالي 666 طنا من المساعدات الإنسانية، وبإذن الله تعالى ستصل اليوم إلى ميناء العريش المصري".
ودعا إلى بذل "الجهد من أجل محاسبة إسرائيل أمام القانون على ما ارتكبته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأفاد بأن "العامل الذي يجعل إسرائيل أكثر تهورا في كل مرة؛ هو عدم تقديمها تعويضات عن الأضرار إلى الناس التي قتلتها واحتلت أرضها وأحرقتها ودمرتها وظلمتها. إن الإدارة الإسرائيلية التي تتصرف مثل الطفل المدلل للغرب، ملزمة بدفع التعويضات عن الأضرار التي تسببت بها".
وشدد على أن "العالم الإسلامي، لا يمكننا نهائيا أن نترك إخواننا الفلسطينيين لوحدهم دون دعم وحلول. وأريد أن أشير إلى أننا في تركيا، لن نتوانى عن تقديم كافة أنواع الدعم لبناء وإحياء قطاع غزة".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "73% ممن فقدوا أرواحهم في غزة والضفة من النساء والأطفال، وحالة الجنون هذه لا يمكن تفهمها"، مضيفا أن "إسرائيل تحاول أن تنتقم لأحداث 7 أكتوبر بقتل الأبرياء والأطفال والنساء".
وقال "رأينا أمهات يحضن أطفالهن وقد فارقن الحياة وآباء يبحثون عن أفراد عائلاتهم بين الركام والحطام"، مضيفا أن "الكلمات عاجزة عن وصف ما يجري في غزة واستهداف المستشفيات ودور العبادة والمدارس بشكل وحشي".
وانطلقت القمة العربية الإسلامية المشتركة الطارئة اليوم السبت في الرياض، لبحث التطورات التي تشهدها غزة والأراضي الفلسطينية والحرب الإسرائيلية على غزة التي دخلت يومها الـ36.
الموقف التركي من التطورات في غزة
والسبت الماضي، قالت وزارة الخارجية التركية إن تركيا استدعت سفيرها شاكر أوزكار تورونلار لدى إسرائيل، للتشاور بسبب الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر عليه.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وحديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها تجاه المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت تركيا ورئيسها أردوغان من موقفها ضد إسرائيل متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين الجاري استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة "للتشاور" رداً على المجازر الإسرائيلية بالقطاع.
وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان غزة، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!