ترك برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "حرب الهلال والصليب" متواصلة وأن لمس هذا الأمر خلال زيارته إلى ألمانيا، الجمعة.
وفي كلمة له خلال فعالية بإسطنبول، أمس السبت، "اعلموا أن كفاح الهلال والصليب لم ينتهِ بعد، وهذا ما رأيته أمس خلال زيارتي إلى ألمانيا".
وأضاف أن "إسـ.ـرائيل لا تستمد جرأتها من قوتها لفعل ما تريد في غزة، بل من تخاذل العالم الإسلامي"، واصفاً إسرائيل بـ "دولة إرهاب ورئيس وزرائه (نتـ.ـنياهو) قد اقتربت نهايته."
ودعا إلى تفتيش الأسلحة النووية الإسـ.ـرائيلية قبل فوات الأوان.
وتابع: لو أن دولة مسلمة ارتكبت جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل حتى الآن، لتدخل القضاء الدولي على الفور دون الحاجة إلى جهود خاصة.
وأعرب الرئيس أردوغان عن أسفه لفشل الدول الإسلامية في إظهار موقفا قويا حتى في القضايا الأساسية مثل قضية القدس، بحسب ما نقله موقع الرئاسة التركية.
واستطرد بالقول: "على الرغم من أن منظمة الدول التركية تزداد قوة، إلا أنها لم تصل بعد إلى المستوى الذي ننشده. ووسط هذه الصورة، تكافح تركيا وتسعى وتبذل كل ما في وسعها من أجل تحقيق الوحدة والاتحاد والتضامن في كل مجال وفي كل قضية. لقد أظهرت النتيجة التي حصلنا عليها في قضية قره باغ ماهية الثمرات التي يمكن أن يحققها العمل في إطار الوحدة والتضامن".
وأردف: "بكل أسف، يجب أن أقول إننا لم نتمكن من تحقيق مثل وحدة القوى هذه بشأن قضية غزة. إذا كانت إسرائيل اليوم قادرة على قتل الناس بوحشية في قطاع غزة وغيرها من المدن الفلسطينية، بل وحتى في البلدان المجاورة، فإن السبب في ذلك ليس قوتها، بل الفرقة التي يعاني منها العالم الإسلامي".
وتابع: وفي الوقت الذي أصبحت فيه حكومات الدول الغربية أسيرة لإسرائيل، فإن الصحوة والاعتراضات المتصاعدة التي تشهدها شعوب تلك الدول تمنحنا الأمل باسم الإنسانية. إن إرهاب الدولة والاحتلال الذي تمارسه إسرائيل في قطاع غزة والمدن الفلسطينية الأخرى هو جريمة ضد الإنسانية. يجب متابعة هذه الجريمة والتحقيق فيها على المستوى الدولي، كما يجب أن ينال الظالمون العقوبة التي يستحقونها. وخلاف ذلك، لن يشعر أي فرد أو أي مجتمع في العالم بالأمان".
وأكد أردوغان أنه إذا كان كل كيان إرهابي مدعوم من قوى مثل الولايات المتحدة وأوروبا، سيقتل الناس كما يشاء ويرتكب فظائع ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، فهذا يعني أن النظام العالمي تعطّل بالكامل.
وأضاف: "يجب تغيير هذا النظام، شأنه شأن أي نظام معطّل. نحن نسعى جاهدين للقيام بدورنا في هذا الصدد، من خلال الحديث عن هذه الحقائق، وإدراج مطلب التغيير في جدول أعمالنا العالمي ومشاركته مع جميع ممثلي البلدان الذين نلتقي بهم. ونظهر موقفنا ضد الظلم من خلال نبذه بقلوبنا والتعبير عنه بلساننا والسعي لتغييره بأيدينا. إن المساعدات الإنسانية التي أرسلناها إلى قطاع غزة عبر مصر والجرحى الذين أحضرناهم إلى بلدنا من غزة هي تعبير عن هذا الجهد. ونأمل أن تؤدي الوحشية التي يعيشها قطاع غزة وتضحيات نحو 12 ألفا من إخوتنا الذين استشهدوا هناك إلى صحوة جديدة وهزة جديدة في العالم. وبإذن الله تعالى، لن تضيع قطرة دم واحدة أو دمعة واحدة تسيل في قطاع غزة".
الموقف التركي من التطورات في غزة
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وحديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها تجاه المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت تركيا ورئيسها أردوغان من موقفها ضد إسرائيل متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين الجاري استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة "للتشاور" رداً على المجازر الإسرائيلية بالقطاع.
وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان غزة، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.
وقبل قرابة أسبوعين، أعلنت تركيا استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة للتشاور "رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!