ترك برس
انتقد أحمد داود أوغلو، رئيس حزب المستقبل ورئيس الوزراء التركي الأسبق، ظهور قادة دول العالم الإسلامي، في نفس الصورة مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ، بمدينة دبي الإماراتية.
والجمعة، استضافت مدينة دبي الإماراتية، مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، وشارك فيه قادة من مختلف دول العالم، ومن بينهم الرئيس الإسرائيلي.
والتقط القادة المشاركون في المؤتمر، صورة تذكارية كان الرئيس الإسرائيلي يقف فيها في الصف الثاني للقادة، على يمين الرئيس الإماراتي من الخلف ومباشرة خلف العاهل الأردني.
داود أوغلو وتعليقاً على هذه الصورة، انتقد زعماء العالم الإسلامي الذي خاطبهم متسائلاً: "هل يليق بزعماء الدول الإسلامية أن يظهرو في نفس الصورة مع رئيس إسرائيل بينما التطهير العرقي يحري في غزة على قدم وساق؟"
وأضاف في تدوينة له عبر منصة "إكس": "ألم يوخزكم ضميركم بالظهور في نفس الصورة مع رئيس إسرائيل بينما إخواننا المظلومون يقتلون في غزة؟ ألا تخشون من الحساب أمام الله بسبب هذه الصورة؟ ألا تخجلون من شعوبكم التي تنبض قلوبها من أجل غزة؟".
وأرفق داود أوغلو تدوينته بالصورة التذكارية للقادة.
ومنذ بداية التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، يواصل داود أوغلو الإدلاء بتصريحات يوجه فيها انتقادات لاذعة ضد إسرائيل مندداً بهجماتها على الفلسطينيين وسكان القطاع على وجه الخصوص.
وسبق أن داود أوغلو، حكومة بلاده بفرض عقوبات صارمة على إسرائيل بسبب المجازر التي ترتكبها في قطاع غزة الفلسطيني.
وجدد داود أوغلو تأكيده على أن حركة حماس هي عبارة عن مجموعة تدافع عن أرضها ووطنها، "رافضاً تسميتها بالتنظيم الإرهابي كما يدعي الغرب".
وأكد داود أوغلو الذي شغل منصبي وزير الخارجية ورئيس الوزراء في السابق، على وجوب اتخاذ الأمة الإسلامية مواقف حازمة تجاه إسرائيل لدفعها نحو وقف إطلاق النار وإنهاء المجازر التي ترتكبها بحق سكان قطاع غزة.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة حماس وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت باستهداف المناطق السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية ودور العبادة داخل غزة، ما خلّف آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط دمار كبير لحق بالقطاع، فيما يجري حديث عن إخلاء شمالي غزة من سكانها وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تم التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة في غزة استمرت 4 أيام قبل تمديدها لفترات إضافية، حيث نصت على تبال أسرى ورهائن بين حماس وإسرائيل وإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الأخير في غزة، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في فلسطين وفي المنطقة يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.
وبعد جهود كثيفة للتهدئة وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها ضد المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت أنقرة من موقفها ضد تل أبيب متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين 2023 استدعاء سفيرها هناك إلى أنقرة "للتشاور، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين".
وعلى الصعيد الإنساني، أرسلت تركيا حتى الآن أكثر من 10 طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات طبية وإنسانية لسكان غزة، كما أوفدت فريقاً من الخبراء إلى داخل القطاع للقيام بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية هناك وأخرى في معبر رفح ومطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما استقبلت المشافي التركية في العاصمة أنقرة عدة دفعات من مرضى السرطان وجرحى مع مرافقيهم، وقد نقلتهم فرق وزارة الصحة من غزة عبر مصر للعلاج.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!