ترك برس
أعلنت الحكومة التركية عن إضافة مادة جديدة إلى المناهج الدراسية بعنوان "الأسرة في الحياة الاجتماعية التركية" وتتضمن عدة وحدات هي "أهمية الأسرة" و"كينونة الأسرة" و"التطور التاريخي لبنية الأسرة التركية" و"التغيير الاجتماعي والأسرة".
وذكرت صحيفة ديلي صباح المحلية أن وزارة التعليم الوطنية أدرجت مادة "الأسرة في الحياة الاجتماعية التركية" في مناهج المدارس المتوسطة والثانوية. وتتضمن المادة منهجاً مدته 72 ساعة في كل مستوىً من مستويات المدرسة المتوسطة. كما تم تضمينها في نطاق المقررات الاختيارية للمدرسة الثانوية من قبل المديرية العامة للتعليم الثانوي، ونالت الموافقة عليها من قبل مجلس التعليم والانضباط.
وبحسب تقرير للصحيفة، تركز الوحدة الأولى على مؤسسة الأسرة وأهميتها ووظائفها الأساسية وأدوار الأبوة والأمومة ودور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية. علاوةً على ذلك، تركز المادة على دور الأسرة في البناء الاجتماعي السليم واكتساب مهارات مثل التواصل وحل المشكلات والتعاطف وإقامة العلاقات بين مفاهيم المكانة الاجتماعية ودور الأسرة. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم التركيز على كيفية تأثير تدهور الثقافة الأسرية سلباً على البنية الاجتماعية والعادات والتقاليد، وكل ما يساهم في تنمية القيم الأسرية.
وفي الوحدة الثانية، سيتعلم الطلاب تاريخ عائلاتهم من خلال إجراء مقابلات مع كبار العائلة أثناء الفصول الدراسية. وسيتم تشجيعهم على استخدام وثائق مثل الصور العائلية والرسائل وشهادات الزواج والتسجيلات الصوتية وبطاقات الهوية لمعرفة العناصر الروحية التي تجمع الأسرة معاً وأهمية كونهم عائلة من خلال الأعمال الأدبية والأبحاث.
وذكرت ديلي صباح أنه سيُطلب من الطلاب أيضاً البحث عن الأفلام والوثائقيات والأعمال الأدبية التي تتضمن أحداثاً ومواقف اجتماع العائلة معاً مثل الولادات واحتفالات التسمية وحفلات الزفاف ووجبات الإفطار وعشاءات الإفطار الرمضاني والعطلات واحتفالاتٍ أخرى.
وفي الوحدة الثالثة، سيتعرف الطلاب على بنية الأسرة والخصائص الثقافية في فتراتٍ مختلفةً من التاريخ التركي. وسيتم شرح الخصائص والعناصر التي شكلت البنية الأسرية في الدول التركية في آسيا الوسطى والفترة السلجوقية والدولة العثمانية. كما ستركز الدروس على آثار القانون المدني التركي على هيكل الأسرة التركية، وشرح خصائص هيكل الأسرة الحالي في تركيا.
أما الوحدة الأخيرة "التغيير الاجتماعي والأسرة" في منهج المنصات الرقمية، فتستهدف إلى تعليم الطلاب آثار التغيير الاجتماعي على مؤسسة الأسرة مع مرور الوقت، والعلاقات الأسرية على المنصة الرقمية القائمة على الحياة الاجتماعية التركية. والتأكيد على أهمية حماية الخصوصية الفردية والعائلية على المنصات الرقمية.
كما قامت الوزارة بوضع منهج مماثل مصمم خصيصاً لطلاب المدارس الثانوية، وسيتعمق من خلاله الطلاب الذين يختارون "الدورة العائلية في الحياة الاجتماعية التركية" في تطور الأسرة التركية عبر التاريخ، ويكتسبون نظرة ثاقبة للتحديات التي تفرضها الحياة الحديثة على هيكل الأسرة. وسيقومون بتحليل القضايا الحالية والعمل على ابتكار الحلول المحتملة.
وخلال صياغة المنهج الدراسي للمادة الاختيارية "الأسرة في الحياة الاجتماعية التركية"، تم دمج المناهج التربوية مثل الذكاءات المتعددة والتعلم المتمركز حول الطالب والتعليم القائم على المهارات، لتتماشى مع نموذج التعلم البنائي.
وتتكون هذه المادة الاختيارية في المدرسة الثانوية من 4 وحدات هي "الأسرة كمؤسسة اجتماعية" و"التحولات التاريخية في بنية الأسرة التركية" و"التطور والتحول في ديناميكيات الأسرة التركية" و"التحديات المعاصرة التي تواجه بنية الأسرة التركية".
وفي الوحدة الأولى، سيتم تمكين الطلاب من البحث وتقديم العروض التقديمية من الأمثال التركية حول وظيفة الأسرة في تعليم القيم ورؤية الوالدين كقدوة للأطفال والعلاقات بين الأم والأب والطفل.
وفي الوحدة الثانية، سيتم مناقشة الأسرة التي تشكل أساس وجوهر الأمة التركية والحياة الاجتماعية، في سياقٍ تاريخي. كما سيتم التطرق إلى تأثيرات نمط الحياة البدوي المعتمد على الخيل في فترة ما قبل الإسلام، على تشكيل بنية الأسرة التركية، وتقديم نماذج من النصوص حول بنية الأسرة من الملاحم التركية المؤلفة في تلك الفترة.
كما سيتم الحديث عن بنية الأسرة التركية التي شهدت تغيرات طفيفة في فترة ما بعد الإسلام في ضوء الآيات والأحاديث. ومساعدة الطلاب على تحديد حقوق ومسؤوليات الزوجين تجاه بعضهما في سياق خطبة وداع النبي عليه السلام.
ومن أجل فهمٍ أفضل لبنية الأسرة التركية في تلك الفترة، وبالإضافة إلى رحلات ابن فضلان وابن بطوطة وأولياء جلبي، تم تقديم 5 أعمال عظيمة في الفترة الانتقالية، وتضمين نماذج النصوص المختارة.
ومن المنتظر أن يتم في الدروس شرح الملامح الأساسية لبنية الأسرة في العصرين السلجوقي والعثماني، والتطرق إلى اللوائح القانونية التي تمت في مجالات بنية الأسرة التركية خلال فترة التغريب والجمهورية، والتغيرات في بنية الأسرة خلال فترة التغريب، ونقلها للطلاب عبر اقتباساتٍ نصية من القصص والروايات.
وستتناول الوحدة الثالثة ظواهر التحديث والتحضر والهجرة، مع التركيز على آثار التغيرات في إدراك القيم في العالم الحديث على البنية الأسرية، وتأثيرات هذه التغيرات على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية ومناقشة البنية الثقافية والسياسية للمجتمع.
وتركز الوحدة الأخيرة على معالجة القضايا المعاصرة داخل هيكل الأسرة التركية، حيث يتعمق هذا الجزء في الوضع الحالي لديناميكيات الأسرة التركية، ويعالج القضايا السائدة في الأسر الممزقة ويقترح الحلول. وتشمل المناقشات أيضاً التحديات التي يواجهها الأفراد المسنون المنعزلون، ودمج الأفراد ذوي الإعاقة داخل الأسر، وتأثير أنظمة القيم المتنوعة على هيكل الأسرة التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!