ترك برس

استعرض تقرير تحليلي للكاتب والإعلامي التركي إسماعيل قيليش أرسلان، جوانب عدة تتعلق بمعاداة العرب في تركيا، مقدما وجهات نظر معينة تشير إلى الأسباب والمظاهر المختلفة لهذه المعاداة.

وقال الكاتب في تقريره بصحيفة يني شفق إن أكثر أسباب معاداة العرب في تركيا وضوحا هو شعور الكمالين العلمانيين والأوليغارشيين، بالدونية تجاه أسيادهم الغربيين، مما يدفعهم إلى القول: "نحن أيضا نكره العرب، اقبلونا بينكم، وضمونا إلى ناديكم".

وأضاف: الكمالي يمكنه أن يفعل أي شيء وكل شيء لإرضاء الغرب الذي يعجب به ويعتبره متقدما. كما في المسلسل التركي "الجانب الأوروبي"، حيث يحاول أحد الشخصيات أن يشعر بأنه ينتمي إلى تلك الطبقة بقوله: "أنا أيضا من "نيشان تاشي" وأعاني من نوبات الهلع". هذا هو تماما ما ينتجه الكماليون العلمانيون والأوليغارشية من كراهية تجاه العرب.

وتابع: إذا سألتهم فسيقولون إنهم ليسوا عنصريين. فهم يدعون أنهم لا يكرهون أي عرق بشكل كامل. ولكن في الواقع، ليس هناك أي شعب يحبونه في شرق تركيا. ربما فقط اليابانيون قليلا، لأن اليابانيين حققوا بشكل أو آخر، ما لم يتمكنوا من تحقيقه هم، حيث حولهم الضعف الناتج عن تعرضهم لقنبلتين ذريتين إلى "تابعين لأمريكا".

وقال الكاتب: بالطبع، إذا سألت الكمالي العلماني والأوليغارشي عن حرب الاستقلال، فسيشعر بالفخر لانتصارنا فيها. لكن لو سألته: "هل تعد نفسك منتصرا في حرب تريد فيها أن تصبح تماما مثل عدوك؟" فلن يكون لديه إجابة.

وأضاف: ثم هنالك أيضا الهراء المشهور "لقد طعننا العرب في ظهرنا" صحيح أن بعض العرب خانونا بتواطؤ مع البريطانيين. ولكن، لماذا لا نكن العداء بشكل كامل للبريطانيين الذين خططوا لخيانة العرب، وأرسلوا جيشا لتديمرك تماما في معركة جناق قلعة عام 1915، بينما أنت معجب بهم، وتكن العداء لجميع العرب بشكل قاطع؟" كيف سيتمكن الكمالي الوضيع من الإجابة على هذا السؤال؟

وتابع التقرير:

علاوة على ذلك، "لماذا لا تعادي جميع اليونانيين الذين حاولوا احتلال بلادك، والبلغاريين الذين ثاروا عليك، والصرب الذين صرخوا "سنحاسب الأتراك"؟ سيشعرون بالحرج الشديد من هذه الأسئلة. " لا تسيئوا فهمي، أنا لا أقول "دعونا نعادي اليونانيين والبلغار والصرب عداء كاملا". هل أنا كمالي لأقول مثل هذه الهراء؟ أنا لا أعادي اليهود حتى بشكل قاطع "لأن هناك أبرياء بينهم". بل أقول "الموت للصهاينة".

لننتقل الآن إلى حب هؤلاء الكماليين العلمانيين والأوليغارشيين المتخلفين للعلم التركي. هذه أيضا كذبة كبيرة.

فهم يظهرون استياء عارما تجاه حادثة حرق العلم التركي في سوريا، والتي "من الواضح جدا من خطط لها".أكبر خدعة لهم هي "التباهي دون المخاطرة" ولكن عندما يتعلق الأمر بالعصابات النصيرية التركية المرتبطة بالإرهاب والتي تهين العلم التركي علنا منذ ما يقرب من 15 عاما، وتقيم حفلات زفافها بمشاركة قتلة جنودنا تحت علم سوريا، تراهم غير آبهين ولا مبالين.

هل رأيتم أكرم إمام أوغلو، معبود هؤلاء الكماليين الجدد؟ لقد استغل تفاعل فريق أمد سبور الذي صعد إلى الدوري الممتاز، بينما كانت البلاد في حالة من الغليان بسبب "معاقبة ميريح ديميرال على إشارة الذئب الرمادي". لم يستطع كتابة كلمة واحدة. لأن هذا ما يقتضيه أن تكون كماليا. إنك تعتبر إشارة الذئب الرمادي ملكا حصريا لحزب الحركة الوطنية، وتدفن رأسك في الرمال خوفا من أن تتعرض للتوبيخ إذا قلت أي جملة قد تزعج وتغضب أعضاء حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب (DEM) الذين انتخبوك بأصواتهم، والذين لهم صلات واضحة بالإرهاب.

وهناك بالطبع حقيقة أخرى في هذا البلد، وهي "الكمالية الحمقاء"، التي تحاول إقناع الناس بأن يكونوا مجرد أداة وظيفية للصهاينة، وأمريكا، وبعض المراكز الإمبريالية الأخرى، تحت مسمى "القومية التركية".

لقد تحول هذا الأمر إلى مصة للمجانيين مع أبناء أوميت أوزداغ الفاشيين، والعنصريين الممولين الذين يريدون إنشاء حزب نازي على غرار حزب هتلر في تركيا، وبعض المرضى العقليين الذين يصرخون "نحن شمانية"، وجماعة "أتسز" الذين لا يفهمون "نيهال أتسز" على الإطلاق، و"صغار القمل" الذين دخلوا السجن بسبب جرائم مختلفة وحاولوا تجربة "ليلة البلور" في تركيا .

وهكذا أكون قد وصلت إلى مشكلتي.

أتساءل أيضا عما كانت تفعله أجهزة الدولة المعنية والفعالة أثناء حدوث كل هذا. فمثلا تم اعتقال 855 شخصا في محاولة تجربة "ليلة البلور" في قيصري، ولكن تم احتجاز 12 شخصا فقط. لم يحتجز سوى 12 شخصا فقط في الأحداث التي دمرت أكثر من 400 منزل ومكان عمل . إذا لم يكن الهدف هو "امتصاص الغضب"، فهذا يعني أن قوانيننا في هذا الصدد سيئة للغاية. لذا دعونا ندعو البرلمان للتحرك. وإذا كانت القوانين ملائمة ورغم ذلك تم احتجاز 12 شخصا فقط مقابل 400 حادثة ضرر، فويل لنا. إذا قمنا بمسيرة من أجل فلسطين في أسكدار دون إذن من الجهات المختصة، فسيتم اعتقال 20 شخصا على الأقل.

هذا "الشعور باللامسؤولية" ليس حالة فردية، بل يتكرر مرارا. إذا لم ترغبوا في ترك البلاد كما كانت في السابق بيد هؤلاء الكماليين الأوليغارشيين والعصابات التي تعتقد نفسها دولة، فرجاء اتخذوا الإجراءات اللازمة. إذا شعر هؤلاء المختلون أن "كل ما يفعلونه يمر دون عقاب"، فستحدث أنواع أخرى من التطورات في البلد. ألا ترون حقا أن الأمور قد وصلت إلى هذا الحد؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!