ترك برس

استعرض تقرير نشره موقع TRT عربي الرسمي في تركيا، الوضع الحالي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق، والتحولات السياسية التي نشأت نتيجة هذا الانسحاب.

ويشير التقرير إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية أخذت منعطفاً جديداً، عقب إعلان الرئيس جو بايدن تنحيه عن خوض غمارها، فيما دخل أعضاء الحزب الديمقراطي سباقاً جانبياً لاختيار بديل لمواجهة الجمهوري دونالد ترمب، إذ تُعد، كامالا هاريس، أبرز المرشحين لهذه المواجهة.

وأوضح أنه بعد أسابيع من التخمين بشأن مصير استمراره في السباق الانتخابي، أعلن بايدن، الأحد الماضي، عن انسحابه من الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، إذ قال في بيان نشره على منصة إكس: "رغم أنني كنت أعتزم الترشح لولاية أخرى، أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أتنحى وأركز فقط على أداء مهامي الرئاسية خلال الفترة المتبقية من ولايتي".

وخلط هذا الانسحاب أوراق الحزب الديمقراطي وبث حالة من الفوضى داخله، لاسيما في ظل غياب مرشّح بديل واضح للحزب في الانتخابات. في حين يحصد المنافس الجمهوري دونالد ترمب شعبية متزايدة، بخاصة بعد محاولة الاغتيال التي تعرّض لها. وفقا لتقرير TRT عربي.

وتتعدى ارتدادات قرار بايدن الحزب الذي ينتمي إليه، لتخلق حالة من عدم اليقين في الأوساط السياسية الأمريكية، كما في الخارج، إذ يراقب العالم بحذر المآل الذي ستؤول إليه الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

وحسب ما نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع، فإنه حتى حدود الساعة 1:45 من مساء الأحد، بتوقيت شرق الولايات المتحدة، كان بايدن مازال عازماً على مواصلة الترشح للرئاسة، قبل أن يبلغ كبار موظفيه نيته الانسحاب. وهو ما يضع الحزب الديمقراطي أمام مسار تمهيدي لاختيار مرشحه البديل، والذي يأتي في مساحة زمنية ضيقة وانقسامات داخلية.

وأصبح خمسة مرشّحين مطروحين على طاولة الحزب الديمقراطي لخوض سباق الانتخابات التمهيدية، إذ سيجري اختيار مرشح واحد للانتخابات الرئاسية في مؤتمر وطني واحد مقرر إجراؤه في الـ19 من أغسطس/آب المقبل.

ومن بين هؤلاء المرشحين يأتي، غافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا، وغرتشن ويتمر، حاكمة ولاية ميشغان، وبيت بيت بوتيجيج، وزير النقل في إدارة بايدن والمرشح السابق في تمهيديات عام 2020. غير أن المرشحة الأبرز تبقى، كامالا هاريس، التي تشغل حالياً منصب نائب الرئيس الأمريكي.

وتزامناً مع إعلانه الانسحاب، أعلن بايدن تأييده ترشيح الحزب الديمقراطي نائبته كامالا هاريس، قائلاً: "اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام"، داعياً أنصاره إلى التبرع لحملتها الانتخابية.

فيما أعلن معظم النواب الديمقراطيين في الكونغرس وجميع حكام الولايات المنتمين إلى الحزب، عن دعمهم لكامالا هاريس، حسب ما نشرت نيويورك تايمز. كما أعلنت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، يوم الاثنين، عن دعمها الرسمي والشخصي والسياسي لكامالا هاريس.

وتزامناً مع ذلك، لم يتفق جزء من الديمقراطيين على خيار هاريس، بخاصة في الجناح اليساري للحزب. وفي هذا السياق، قالت النائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، عبر حسابها على منصة إكس: "إذا كنت تعتقد أن هناك إجماعاً بين الأشخاص الذين يريدون رحيل جو بايدن (...) بأنهم سيدعمون كامالا هاريس نائبة الرئيس، فأنت مخطئ".

وحسب مايكل ستار هوبكنز، المحلل السياسي الأمريكي والمختص في التواصل السياسي، فإن "كامالا هاريس مستعدة لتنشيط قاعدة الحزب الديموقراطي؛ فهي تتمتع بشجاعة المدعي العام والكاريزما اللازمة لمواجهة ترمب وجهاً لوجه".

من ناحية أخرى، ترى الكاتبة مونا شارين، بأن "اصطفاف الديمقراطيين لتأييد نائبة الرئيس هاريس يأتي تجنباً لـ "الفوضى" (التي يمكن أن تقع) في المؤتمر الديمقراطي الشهر المقبل". وذكّرت شارين بأن الديمقراطيين "يحاولون تجنب سيناريو مؤتمر شيكاغو 1968 والشغب الذي رافقه".

بالمقابل، كتبت هيلين أندروز، المحررة البارزة في مجلة "ذي أميريكان كونسرفاتف" أنه "لا يهم من سيختاره الديمقراطيون (كمرشح) فهم لا يستطيعون إيقاف ما هو قادم. سيفوز دونالد ترمب في نوفمبر/تشرين الثاني، لأن الناخبين يتذكرون كيف كانت الحياة خلال فترة ولايته، وهي أفضل بكل المقاييس من السنوات الثلاث الماضية".

وتدخل الانتخابات الرئاسية الأمريكية منعطفاً جديداً بعد انسحاب بايدن منها، إذ إن استطلاعات الرأي كانت تشير بقوة إلى أنه كان سيخسر في نوفمبر/تشرين الثاني أمام ترمب، بخاصة بعد المناظرة التي أجريت بينهما في 28 يونيو/حزيران الماضي.

وتعرض بايدن إلى حملة انتقادات واسعة عقب أدائه الذي وُصف بالمتعثر خلال المناظرة، كما علت الأصوات المشككة في الكفاءة الذهنية للرجل البالغ من العمر 81 عاماً، وهو ما خشيَ أن يدفع ثمنه الحزب الديمقراطي سياسياً، عبر تناقص التبرعات التي يعتمد عليها في تمويل الحملة الانتخابية.

وقالت صحيفة واشنطن بوست آنذاك، إن زعيمي الأقلية في مجلس النواب والأغلبية في مجلس الشيوخ، الديمقراطيَّين حكيم جيفريز وتشاك شومر، أبلغا بايدن أن استمرار ترشحه قد يشكل ضرراً على البلاد وعلى الحزب.

وحسب مقال لديفيد سميث، مدير مكتب الغارديان في واشنطن: "لقد تسبب انسحاب بايدن في إرباك السباق نحو البيت الأبيض، وربما دفع ترمب إلى موقف دفاعي. فجأة، وهو في الـ78 من عمره، يجد نفسه أكبر المرشحين سناً؛ والآن أصبحت أخطاؤه وخلطه بين الأسماء هي ما ستُسلط عليها الأضواء".

وفي هذا السياق، تعهدت نائبة الرئيس الأمريكي، في أول تصريح لها منذ إعلان الانسحاب، كسب ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة والتغلب على مرشح الجمهوريين دونالد ترمب، وقالت: "أمامنا 105 أيام للفوز بالانتخابات، وسأتوجه إلى مقر الحملة الانتخابية في ديلاوير لتحية موظفيها".

وقلل ترمب من إمكانية تأثير تغيير الديمقراطيين لمرشحهم على نتيجة الانتخابات، وقال في حديثه لوسائل إعلام محلية، إنه يعتقد بأن هزيمة كامالا هاريس ستكون أسهل من هزيمة بايدن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!